في اليوم العالمي لحرية الصحافة..

صحفيون يمنيون يتحدثون عن زملائهم المعتقلين في سجون الحوثيين

اليوم العالمي لحرية الصحافة
اليوم العالمي لحرية الصحافة

نشر "المرصد الدولي لحقوق الإنسان" تقريراً بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة يتضمن لقاءات قام بها مع أربعة من الصحفيين اليمنيين المفرج عنهم في ١٥ أكتوبر الماضي والموجودين في القاهرة لتلقي العلاج بعد اعتقالهم غير القانوني من قبل ميليشيات الحوثي وهم: هشام أحمد صالح طرموم، وهشام اليوسفي، وعصام أمين بالغيث، وهيثم عبدالرحمن الشهاب.

وجرى تبادل الصحفيين المفرج عنهم من قبل خاطفيهم مقابل مقاتلين حوثيين أسرتهم قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية التي  تقاتل المتمردين على الأرض، في إطار صفقة تبادل أسرى تفاوضت عليها الأمم المتحدة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية الرسمية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

اقرأ أيضا| البرلمان العربي ينظم مؤتمرًا دوليًا حول ميثاق حقوق الإنسان اليوم

ووصف عصام أمين بالغيث، أحد المفرج عنهم تعرضه للاحتجاز التعسفي عندما جاء رجال إلى منزله في العاصمة اليمنية صنعاء وليس من ساحات القتال. ليجري ادراجهم ضمن  صفقة تبادل مقابل مقاتلين حوثيين رغم كونهم صحفيون، حيث لم يعرف السجناء ولا أسرهم سبب اعتقالهم بخلاف استخدامهم كورقة مساومة.

في هذا الصدد، قال الصحفي هشام اليوسفي عن محاكمته، "قمنا بتعيين محامٍ لكن لم يُسمح له بالمرافعة في قضيتنا، ولم يُسمح له بأخذ نسخة من ملف القضية. لم تكن المحاكمة أو اجراءات التقاضي قائمة على الحقوق ولا على إجراءات قانونية، بل كانت التحقيقات حافلة بالاعتداء الجسدي والتعذيب والصعق الكهربي".

وباعتباره احد المعتقلين المفرج عنهم، سلط اليوسفي الضوء على الطبيعة التعسفية لاحتجازهم قائلا: "لقد أمضينا 1955 يوما رهن الاعتقال لدى جماعة الحوثي، تنقلنا خلالها بين أكثر من سجن. وفي السجن دخلنا في إضراب عن الطعام لعدم وجود أسباب تبرر حبسنا".

وجاء في الدعوى المرفوعة ضدهم أنهم متهمون بـ "بث إشاعات مثيرة ونشر أخبار كاذبة تهدف إلى إضعاف قدرات  الدفاع عن الوطن وزعزعة أخلاق المواطنين، ونشر الرعب بين الناس، والإضرار بالوضع الراهن من خلال إنشاء مواقع وصفحات على الإنترنت وحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وكان ردهم أنهم كصحفيين كانوا ينقلون ما رأوه يحدث أمامهم في اليمن.

 

وكان الصحفي هشام أحمد صالح طرموم أكثر وضوحا في سرده لسير الإجراءات القضائية التي بدأت بالتعذيب والضرب بكعوب البنادق أثناء التحقيقات ووصلت إلى أن القاضي الذي أصدر الحكم ظهر في مقطع فيديو على قناة المسيرة الموالية للحوثي وقناة  اليمن وهو يدعو إلى التعبئة في ساحات المعارك فيما كان يقف بين أنصار مليشيا الحوثي. لذلك فإن الأحكام صدرت عن أطراف أخرى، والقاضي لم يكن بيده أي شيء، فهو مجرد أداة. حتى أنه قرأ الحكم من هاتفه المحمول، ويبدو أنه كان يتلقى رسائل من جهات توجهه ليصدر حكماً بالإعدام في قضايا نشر ملفقة.

روى هشام طرموم أيضاً قصة الصحفيين اللذين قتلا واستخدمهما الحوثيون كدروع بشرية. الصحفيين هما عبد الله قابل  (26 عاما)، مراسل قناة "الشباب" اليمنية وقناة "بلقيس"، ويوسف العيزري (25 عاما)، مراسل قناة "سهيل" بمحافظة ذمار، اللذان اعتقلا عند حاجز تابع لميليشيا الحوثي، بعد اكتشافهما لعقد لقاء عشائري في محافظة ذمار. في جنوب "حدار" شمال اليمن.

كان اللقاء تجمعا لعشائر من المعارضة القبلية الحوثية، وهو ما أدى إلى اعتقالهم في 20 مايو 2015. وقال طرموم أنهم كانوا على علم بأن هذين الصحفيين اختطفتهما مليشيات الحوثي وتم وضعهما عن قصد في منطقة عسكرية استهدفتها طائرات التحالف.

واستهدفت تلك المنطقة بالفعل وقتل الصحفيان عبد الله القابل ويوسف العيزري وهو ما نددت به نقابة الصحفيين اليمنيين وحملت مليشيا الحوثي مسؤولية استخدام الصحفيين والمدنيين كدروع بشرية. وأضافت أن "هذه الميليشيا تحجز المدنيين كدروع بشرية باحتجازهم في مواقع عسكرية".

تطرق تقرير المرصد الدولي لحقوق الإنسان أيضاً إلى أنه منذ بداية أزمة كوفيد 19، أعرب فريق العمل التابع للأمم المتحدة، وفريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن عن قلقهم العميق بشأن المخاطر المحتملة لتفشي كوفيد19 بين المحتجزين والسجناء في اليمن.

كانت الأوضاع في السجون مزرية بشكل كبير، وهو ما أوضحه التقرير والذي كشف أوضاعا مروعة وانتشار سريعا للفيروس القاتل، وكيف أخفى عنهم سجانيهم حقيقة مرضهم حيث لقد أصيبوا بفيروس كورونا عندما كانوا في سجن الأمن السياسي عام 2020 خلال شهر رمضان وعانوا من أعراض الحمى مثل التهاب الحلق الشديد، واختناق، وصداع شديد، وارتفاع في درجة الحرارة. وعندما قلنا لهم أن هذا هو فيروس كورونا كانوا يقولون لنا: "أنتم الصحفيون، ماذا تريدون؟ أنتم مخربون. أنت تبحثون دوما عما يثير ويحرض الناس".

أضاف هشام طرموم، "لم نتلق أي دواء ولم ندرك أنه فيروس كورونا وأنكروا أن المرض الذي أصابنا كان فيروس كورونا. واستمر ذلك حتى جاء الطبيب ليعالجنا من أمراض أخرى، وأخبرنا أننا أصبنا جميعا بفيروس كورونا وأن عنبر السجن والسجن بأكمله مصاب بالعدوى. ورغم ذلك عندما كان نسأل عما إذا كان هذا هو فيروس كورونا. كان الجواب دائما: لا".


"بعد فترة جاء الطبيب وقال" لقد أصبتوا ولم نرغب في إخباركم . لم يتم عزل المرضى عن بعضهم البعض، ولم تكن هناك أقنعة. لا توجد إجراءات وقائية ضد فيروس كورونا".

واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه لا يزال هناك أربعة من زملائهم الصحفيين يواجهون عقوبة الإعدام بعد سنوات من التعذيب في سجون الحوثيين هم: عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حامد، وتوفيق المنصوري. وتضم فاليري باي مديرة المرصد الدولي لحقوق الإنسان صوتها لمطالب الصحفيين الخمسة المفرج عنهم والموجودين بالقاهرة الآن بالإفراج عن بقية الصحفيين والضغط على الحوثيين للإفراج عن جميع زملائهم وكل من اختطفوهم من أماكن عملهم ومنازلهم في صنعاء وأماكن أخرى وفي الأماكن الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.