بـوك

محترفو الغسيل

أحمد عباس
أحمد عباس

صباح الخير، بعد التحية والسلام، وبعد غياب لا أذكر لكم امتد، لكن الحمد لله دائما أن لنا عودة. ورغم أننى كنت قد أقلعت عن عادتى القديمة بإبداء رأيى فى الأشياء والأشخاص والمواقف والقرارات، إلا أن اللى فيه داء مايقدرش يبطله، أما سبب إقلاعى عن التطوع بإبداء رأيى فسببه بصراحة أننى فهمت -لما كبرت أكثر- أننا لسنا بالضرورة على صواب دائمًا، ولسنا بالطبع  مخطئين، فهمت أننا يجب أن نبقى فى منطقة الـ»مابين بين» وهذه هى المنطقة الآمنة وكذلك يجب أن نكون نحن الصحفيون دائمًا، ثم أننى لم أعد أطيق تأنيب نفسى على رأى خاطئ كتبته، أو توصيف ظالم وصفت به أحد، فأقلعت - مؤقتًا- عن هذه الأفعال.. لكن
شريف فاروق رئيس الهيئة القومية للبريد، أعادنى الرجل ببساطة لهذه المغامرة مرة أخرى دون أن يشعر، والحق أننى لم أعرفه قبل أن يتقلد منصبه الحالى لما كان رئيسا لبنك ناصر، ولكن الرجل لديه حضور كبير، ذكى جدا، لماح لأبعد الحدود، ذهنه متقد للغاية، من ذلك النوع الذى يلتقطها قبل أن تطير، يعرف كيف يصد الأسئلة التى لا يريد الإجابة عنها - وإن كنت أنا أكره هذه المسألة- لكنها تبقى مهارة ممتازة لدى الرجل، مقنع للغاية، لديه رأس يحفظ الأرقام بمهارة، وله عينان تلمعان من فرط الذكاء.. أعتقده أحد الترشيحات الصائبة للدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا الذى أبعدتنا «كورونا اللعينة» كثيرا عنه، احسنت يا دكتور عمرو، وأستطيع أن أقول لك اطمئن على ملف الهيئة القومية للبريد، فلديها الآن رئيس من النوع «العفريت».
أما عن قراره بحظر تداول «الأموال والشيكات « داخل الطرود والبعائث البريدية سواء فى حالة الإرسال او الاستقبال، فلا أعرف لماذا أزعج فئات واسعة من محترفى «الغسيل، والغسالات»، فكذلك تسير الأمور فى أمريكا أيضًا، وذلك جزء من التشريعات الوطنية الخاصة بمكافحة جرائم غسل الاموال وتمويل الإرهاب.
< مرة جديدة أجد نفسى مضطرا هنا للرد على تساؤلات مسئولين كبار بشركات المحمول لما تأتى سيرة المهندس حسام الجمل رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات فيسألون بضيق شديد وملامح تكسوها «الغتاتة» : هو عايز مننا إيه!
السؤال طبعًا لا يراد به الرجل بشخصه، ولكن بقراراته التى يرونها عنيفة دائمًا وملزمة ومحددة بتوقيتات قصيرة، وإن كان لى حق الجواب، فالرجل لا يفعل سوى أنه يمتثل لمطالب الناس التى ضجت وشكت وبكت وانتحبت على الخطوط الساخنة لشركات المحمول  ونامت ثم نامت حتى ماتت بينما تطالب بحقوقها على السماعة ، وتقسم أن لها حقوقا ضاعت مئات المرات.
أما عن إجابة السؤال بتاع هو عايز ايه، فببساطة.. عايزكم تحترموا الناس!