حديث الأربعاء

إنت جايه تشتغلى إيه؟!

محمد سلامة
محمد سلامة

تحويل السيارات للعمل بالوقود المزدوج... مبادرة التمويل العقارى «الجديدة» بتسهيلات تاريخية غير مسبوقة بعائد متناقص 3%... سداد حتى 30 عاماً... مبادرات المسئولية المجتمعية وما أكثرها... بالتأكيد لم يدخر البنك المركزى المصرى جهداً ولن يدخر ضمن محاولاته المستمرة لإنعاش الاقتصاد المصرى عبر مبادرات «استباقية» لمواجهة ظروف استثنائية فرضت نفسها ولاتزال تحمل عبئها بالدرجة الأولى البنوك العامة التى تظل حائط الصد.

كلما رأيته... رأيتهم قفز أمامى مشهد الفنانة المبدعة مارى منيب فى مسرحية العملاقين بديع خيرى ونجيب الريحانى « إلا خمسة «... تتساءل مارى... تلح فى السؤال... تكاد تتدلى من نافذة قصرها القديم... تسأل الفنان عادل خيرى مراراً... تكراراً «إنتى جايه تشتغلى إيه ؟ّ!»... هو السؤال نفسه أوجهه إلى «البعض»... أنتم جايين تشتغلوا إيه ؟!... ارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ... ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ... هو الحال كلما أرجعت البصر إليهم... كلما تأملت أحوال هؤلاء... ينقلب البصر خاسئاً وهو حسير... أتساءل ماذا قدم هؤلاء... متى ساهموا فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية « غير المسبوقة « التى تشهدها مصر ولا تزال بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى؟. أعتقد أننا لن نتأخر فى الإجابة قليلاً أو كثيراً... لا شىء يذكر إلا ذراً للرماد فى العيون... رماد حتى لا نرى أن هؤلاء «البعض» رغم مشوارهم الممتد عقوداً فى السوق المصرى لم يقدموا شيئاً يذكر لاقتصاد مصر... سوى بعض استثمارات «محسوبة» توفر عائدا آمنا... مضمونا... عاليا... لا مشروعات تنمية إلا ما رحم الله... استثمارات حدث... هنالك بالتأكيد حرج... منتهى الحرج... يقولون - وهو حق - مصر أرض الفرص... أين تلك الفرص من هؤلاء... اين استثماراتهم... مساهماتهم... مشروعات تمتد بطول... عرض مصر... شمالأ... جنوباً... لم تترك موضع قدم إلا وطئته... لكنها ما كانت يوماً ضمن اهتمامات هؤلاء... بعيدة دائماً عن مرمى أبصارهم... خارج دائرة فضولهم... أتساءل وهو حق مشروع: أين أنتم من مبادرات البنك المركزى المصرى... مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى ألزمت البنوك العاملة فى السوق المصرفى المصرى دون استثناء تخصيص 20%... جرى زيادتها إلى 25% من محافظها الائتمانية لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمعدلات عائد تبدأ من 5% سنوياً... القطاع الأكثر توليداً لفرص العمل... المساهمة فى زيادة الناتج المحلى... مبادرة التمويل العقارى لتوفير تمويل طويل الأجل بعائد مدعم متناقص 7% لمحدودى الدخل... 8% متوسطى الدخل... 10.5% فوق متوسط الدخل... مبادرة تمويل عمليات الإحلال والتجديد للمنشآت السياحية والفندقية بعائد 10%... مبادرة تمويل مشروعات القطاع الصناعى الخاص بعائد 10% متناقص جرى تخفيضه إلى 8% متناقص شملت مشروعات المقاولات... المشروعات الزراعية... مبادرة تسوية المديونيات المتعثرة للشركات... مديونيات الأفراد... مبادرة « رواد النيل» لدعم الشركات الصغيرة... تشجيع تأسيس الشركات الناشئة باستخدام التكنولوجيا الحديثة... جهود البنك المركزى المصرى نحو التحول إلى مجتمع لا نقدى... إدراج القطاع الاقتصادى غير الرسمى ضمن القطاع الرسمى سعياً إلى الشمول المالى... مبادرة إحلال المركبات... تحويل السيارات للعمل بالوقود المزدوج... مبادرة التمويل العقارى «الجديدة» بتسهيلات تاريخية غير مسبوقة بعائد متناقص 3%... سداد حتى 30 عاماً... مبادرات المسئولية المجتمعية وما أكثرها... بالتأكيد لم يدخر البنك المركزى المصرى جهداً ولن يدخر ضمن محاولاته المستمرة لإنعاش الاقتصاد المصرى عبر مبادرات «استباقية» لمواجهة ظروف استثنائية فرضت نفسها ولاتزال تحمل عبئها بالدرجة الأولى البنوك العامة التى تظل حائط الصد... المبادر الأول... ربما الأوحد ضمن مبادرات البنك المركزى المصرى... ليس ببعيد الشهادات «العشرينية» التى تحملتها عن طيب خاطر للمساهمة فى امتصاص السيولة من السوق ضمن جهود البنك المركزى المصرى لاستهداف معدلات التضخم التى تجاوزت عقب تحرير سعر الصرف... تحريك أسعار بعض السلع الاستراتيجية مستويات قياسية لامست 35% قبل تراجعها «الدراماتيكى» السريع إلى أقل من المستهدف من جانب البنك المركزى المصرى... بالتأكيد يضع البنك المركزى المصرى أمام عينيه تحقيق تطلعات الدولة نحو التنمية والتقدم الاقتصادى... خلق كيانات ضخمة تستطيع المنافسة... القيام بواجباتها تجاه الاقتصاد المصرى الناهض بقوة دفع غير مسبوقة فى تاريخه الحديث... ربما القديم أيضاً... لكنهم يتساءلون... يرددون... يثرثرون... يسردون الأسباب... الحيثيات وراء الإحجام عن ضخ استثمارات فى مشاريع جديدة... قائمة بدعاوى عدم وجود مشروعات ذات جدارة... جدوى اقتصادية يمكن الدخول بها بما يضمن استثماراتهم... الإجابة حاضرة تنسف ادعاءاتهم... قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يكن بالفعل هنالك مشروعات ذات جدوى تحقق الطموحات المشروعة... الآمال المعقودة... تضمن عائدا مجزيا... الصورة الآن تغيرت... تبدلت تماماً... على مدد الشوف مئات المشروعات... الإنجازات... معجزات اقتصادية بكل المقاييس تزخر بها البلاد تنتظر مساهمات... استثمارات لا تتأخر لحظة عن تلبية النداء الوطنى... الكرة الآن فى ملعب هؤلاء... ماذا أنتم فاعلون فى ظل ظروف نكون أو لا نكون هو السؤال ؟!.
< < <
الشىء بالشىء يذكر... على مدى سنوات يلح علىَّ مشروع أرى فيه مستقبل مصر... «منخفض القطارة»... دون الخوض فى تفاصيل مملة... تكرار ما قيل أو قد يقال... المشروع قناة يتم شقها من أقرب نقطة على البحر المتوسط من منخفض القطارة وصولاً إلى المنخفض الحفرة الأكبر عمقاً... اتساعاً فى العالم لملئها بمياه البحر مع استغلال تدفق المياه بقوة فى طريقها للمنخفض فى توليد طاقة كهربائية عبر « توربينات « عملاقة شبيهة بتوربينات السد العالى...  إلى هنا لا جديد يذكر... لكن الجديد ههنا امكانية استبدال مياه البحر «المالحة» بمياه « عذبة» يمتلىء بها المنخفض بما يسمح بانشاء بحيرة عذبة عملاقة تضارع بحيرة ناصر او بحيرة السد يجرى استخدام مياهها فى استصلاح واستزراع ملايين الأفدنة حولها... السؤال كيف نستبدل المياه المالحة باخرى عذبة ؟!... الاجابة ببساطة « تحلية « المياه المالحة قبل دفعها فى القناة المزمع حفرها من البحر إلى المنخفض لتصل عذبة سائغة للشاربين... تظل تكلفة التحلية العائق الأكبر امام المشروع... لكن مع فكر الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يستبق دائماً... يسابق أفكارنا... هنالك محطة «الضبعة» النووية التى يمكننا استخدام الطاقة النظيفة المولدة منها فى عملية «تحلية» المياه باسعار لا تبدو مكلفة على الاطلاق ما يجعل هناك جدوى لعملية التحلية... أكثر من هذا يمكننا بناء محطة أو محطات أخرى إذا ما استدعى الأمر... مشروع منخفض القطارة يحتاج استثمارات بالتأكيد ضخمة... البنوك امامها الفرصة للدخول بقوة فى تمويل المشروع على اهميته لمصر... للبنوك... من قبل امن... امان مصر... احلام التوسع بالاراضى الزراعية التى تآكلت تحت ضغط العشوائيات... البناء الجائر على الاراضى الزراعية... على الجانب الآخر يمكن ترويج المشروع أمام دول حوض البحر الابيض المتوسط التى تشكو ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط ايطاليا... فرنسا... اسبانيا... اليونان... قبرص... وغيرها... اضافة إلى انقاذ اعرق مدن العالم ومصر الاسكندرية من الغرق وفق توقعات مراقبين نتيجة ارتفاع منسوب البحر المتوسط... الكرة الان فى ملعب البنوك... ماذا انتم فاعلون ؟!.
< < <
مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك الذى غادرنا سريعاً كعادته... أجدنى لاول مرة متسمراً امام جهاز التليفزيون منتظراً مسلسلى المفضل « الاختيار «... أعترف أننى ما كنت محباً للمسلسلات « الوطنية « يوماً ما.. ولدى اسبابى... حيثياتى... سرد ممل... اطالة لا لزوم لها... وجوه عابسة تنفرك من المشاهدة... كلمات عفا عليها الدهر... جمل انشائية دون روح... الأمر مع « الاختيار « اختلف تماماً... قصة تعود اليك انت... تحكى حكاية اخيك... ابنك... صديقك... جارك... واحد مننا... وجوه اعتدناها... اعتادت علينا... حدوتة مصرية ببساطة... مزج للتاريخ الذى ربما انخدع به البعض... بعض الوقت... وضوح... مباشرة... دون لف أو دوران... بعيداً عن المط... الاطالة... لاول مرة اعترف أننى احببت شخصيات... محمد مبروك... بكيت لاستشهاده... احببت زكريا... خشيت عليه من الاغتيال... كرهت عويس رغم حبى لاحمد شاكر عبد اللطيف... اعجبت بشخصية يوسف الرفاعى للممثل احمد مكى... يمكننا ولدينا أكثر من تجربة ناجحة اعادة كتابة التاريخ « الحقيقى « بعيداً عن اهواء... مزايدات... اختلاقات البعض.. رؤياهم الخاصة... مصالحهم الشخصية... ايصاله بسلاسة إلى كل مصرى دون مبالغات... افتراءات ولكم فى الاختيار تجربة أكثر من ناجحة.