قضية ورأى

النفط والماء

م. فرج حموده
م. فرج حموده

 تنافشت وقامة كبيرة فى عالم الصحافة فى مقال لأحد كبار المفكرين فى إحدى الصحف المصرية بعنوان (النفط مقابل الماء)
وبغض النظر عن محاولات تاريخية رأسمالية لتحويل كل شيء إلى سلعة أو هو حلم صهيونى لتلبية احتياجات إسرائيل فى الأرض المحتلة أو (مكيدة) استغلاله كسلاح لإفقار مصر عن طريق بيع الماء القادم إليها من منابع النيل، فإنى أسأل فى حالتنا مع سد إثيوبيا سؤالا ساذجا إجابته معروفة وهو: حين أبيع سلعة لك ونختلف على سعرها أو معدل توريدها مثلا، يجب أن يكون لدى القدرة على منعها عنك وتخزينها لحين أن نتفق وخصوصا أنك المستهلك الأكبر لها، أليس كذلك؟
أقرر هنا أن منطقة حوض تخزين سد إثيوبيا جبلية والميل العام للأرض يتجه شمالا ولا تستطيع إثيوبيا تخزين نقطة فوق ال 74 مليار متر مكعب - لو وصلت فعلا لهذا الحجم - وما كانت لتصل إليه إلا بمساعدة ترميم فجوة بين جبلين قريبة جدا من موقع جسم السد بسد ركامى يسمى (سد السرج)، فإن قالوا غيرهذه الحقيقة فسيكون بغرض الضغط النفسى على الشعب المصرى لسحب ثقة بعض الجاهلين بالحقائق فيه من رصيد القيادات المصرية عندهم، أو للضغط عليهم لاستخدام القوة لهدم السد كى يرتاح بال المصريين ووصل الخوف والهلع أن بعضنا أسماها عن جهل بالحقائق (عندهم الحنفية)، ولو حاول الإثيوبيون ذلك فإن السد سيتحول إلى مجرد شلال يضاف إلى الشلالات فى مجرى النهر تقتحمه المياه إلى أن يأذن الله بانهياره ولو بعد يوم من الملء أو سنة أو مائة سنة، والرائع فى هذا أن الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى كان يعمل فى مبادرة حوض النيل الشرقى فى إثيوبيا ويعلم مواصفات كل متر فى مسار النهر تفصيلا كما أن الخرائط الطبوغرافية لحوض التخزين متاحة على الإنترنت وهى ابسط دليل على عدم قدرتهم على التخزين، وهو ما ينسف فكرة بيع المياه او مبادلتها بالبترول.
وبناء على ذلك أعلنا أكثر من مرة رسميا قبولنا لبناء السد بهذه المواصفة تحديدا (74 مليار متر مكعب ) وحصرنا مشكلتنا معهم فى فترة الملء (فقط) فى حالة حدوث فترة جفاف او جفاف ممتد لسنين متوالية، ونحن نصر أن يكون هناك اتفاق قانونى ملزم وهم يرفضون هذا بل وكان (هروبهم الكبير) كما أسميته فى مقالى السابق من اتفاقية واشنطن ليس بسبب ضمان حد أدنى لكمية من المياه تصل إلينا سنويا مهما كانت حالة الأمطارقبل بها الطرفان، ولكن لوجود آلية يوقع عليها الطرفان لحل الخلافات المستقبلية وهى السر الأعظم وراء كل ما تفعله وستفعله إثيوبيا للتملص منها كقيد.
الخلاصة لن يكون هناك (حنفية) فى يدهم ولن يكون الماء مقابل النفط أو الدولار.
وأقرر أيضا أن حصتنا ستصل إلينا كل عام وهى ما حذر من نقصانها الرئيس السيسي.
> لا يزال شيطانى الجميل يهمس فى أذنى أن إثيوبيا تريدنا بل تدفعنا دفعا لهدم السد فوق رؤوسهم لغرض فى نفس يعقوب.
> مهندس استشارى