بقلم: إيهاب فتحي
يفصل بين الخوف والأمن لحظات قصيرة .. يفصل بين الطمأنينة والأضطراب ثوانى معدودة .. يفصل بين دوى قنبلة يزرعها إرهابى خسيس وأستمرارسكينة شوارعنا لا زمن ..
الفارق بين وطن مستقر وأرض فقدت معنى الوطن وجود رجال يعملون فى هذه اللحظات والثوانى الفارقة واللازمن على دحر الخوف والسيطرة على الأضطراب وأستمرار تيار السكينة ودوام الطمأنينة ودون أن يشعر أى منا بهذا العمل الجبار لأننا لا نراهم وهم يؤدون مهمتهم المقدسة
نحن نرى فقط أثر عملهم فى جلساتنا الهادئة على المقاهى ..فى ذهابنا الى أعمالنا الصباحية المعتادة ..فى أطفال يلعبون أمام منازلهم يضحكون ويتشاجرون ..فى أمهات مطمأنات متأكدات أن أولادهم سيعودون لهن سالمين فى أخر اليوم ..فى تنقلنا من مكان الى مكان غير خائفين من رصاصات غادرة تخترق صدورنا أو أنفجارات تحصد أرواح بريئة.
لكن من هم هؤلاء الرجال وطبيعتهم التى تجعلهم يتحدون كسر الثانية ويقتنصون من فتات اللحظة الخطرة الأمن ويراوغون الا زمن من أجل استمرار السكينة فيقهروا الشر الكامن والعدو المتربص بهذا الوطن ؟
تتوالى الأسئلة التى نغفل أو ننسى طرحها على أنفسنا مع شعورنا المستمر بالأمن ذلك لأننا نرى الأثر ولا نعرف شيئ عن فعل هؤلاء الرجال ، وسط هذا الأمن والراحة يجب أن نتوقف قليلا كى نسأل ونسأل كيف يصنع هؤلاء الأبطال هذه المعادلة المستحيلة حتى يبقى هذا الوطن أمنا مستقرا ؟
لماذا خرجوا فى وقت الشدة وهم فئة قليلة حاملين أرواحهم على الأكف مصرين على قتال جحافل الشر المتمثلة فى عصابات إرهابية فاشية تحالفت مع قوى الاستعمار مأمورة ومستخدمة لتنفيذ غرض خسيس ووحيد هو أغتيال أستقررا هذا الوطن الطيب ؟
ستحمل أجابات هذه الأسئلة فى طياتها قصة وطن استعاد أمنه من بعد خوف ورجال أقسموا على النصر أو الشهادة وكانت أسلحتهم فى حربهم المقدسة ضد قوى الظلام والشر.. إيمانهم العميق بمصريتهم وثقتهم فى قضيتهم العادلة وأعتمادهم على عقولهم التى لا تهدأ من أجل الوصول الى المعلومة التى تستطيع محاصرة الشر والإرهاب الخسيس ثم أقتناصه والقضاء عليه .
الأهم فى حربهم المقدسة ضد قوى الظلام أنهم تحلوا بصبر الجبال فلم يستدرجهم أستفزاز أو خدعتهم مكايدة الشر ليندفعوا وراء هذه العصابات الأجرامية فى مطاردة غير محسوبة العواقب ،منعهم من الوقوع فى هذا الأستدراج والخداع عقولهم المدربة بشدة وصرامة والتى منحتهم خبرات متراكمة تستطيع فى لحظة الخطر أن تحول المعلومة الى رصاصة قناص تستقر فى رأس المؤامرة الإرهابىية ومننفذيها قبل أن تمس أمن هذا الوطن .
هذه المعلومة الفارقة بين الخوف والأمن بين الأضطراب والطمأنية والحاسمة فى تدمير أوكار الإرهاب لا يحصل عليها هؤلاء الرجال بالمجان أو يجدوها كما الأفكار على الأرصفة أو يتبرع لهم الأشرار بالكشف عن مخطاطتهم ، تلك المعلومة التى تحصن الوطن وتحميه من هجمات الظلام وتجعله دائما يحيى فى النهار لها ثمن غالى ليس هينا أو سهلا
عند الدفع لن يقدر الثمن بميزان المال أو السلطة ،سيكون هناك ميزان أخر هو من يحدد القيمة أنه ميزان الحياة نفسها التى قد يفقدها المقاتل الباحث عن المعلومة والتى يريدها بشدة ليحمى أبناء هذا الوطن من غدر الإرهاب وخسته .
نعود للأسئلة المنسية هل وافق هؤلاء الرجال على الدفع ؟ وقبل ذلك هل ترددوا أو ساوموا حول ما سيدفعوه من دمائهم وأرواحهم؟ عقيدة هؤلاء الأبطال تجيب بلا تردد أمن الوطن ليس صفقة تقبل المساومة أومناقصة يفضل الأستحواذ عليها بأقل سعر ،أمن الوطن فى معتقد الأبطال مصير دائم البقاء أما أرواحهم ودمائهم التى سيدفعونها ثمنا لهذا المصير الآمن الدائم لوطنهم فهو فى تقدير الأبطال ثمن سهل ويهون من أجل وطن لا يعشش فيه خوف أو تسيطر على أبنائه قوى الظلام الفاشية بالفكر والسلطة ... قبل هؤلاء الرجال الأبطال دفع الثمن عن طيب خاطر من دمائهم وأرواحهم دون أدنى تردد .
فى اللحظة التى دفع فيها الرجال الثمن كانت قوى الظلام الفاشية تعربد فى تبجح وتكبر فى شوارعنا وحارتنا وقرانا ومدننا الطيبة وتنشر سمومها من الفتن والإرهاب والجهل والطائفية .
ظنت قوى الظلام الفاشية وقوى الاستعمار التى تستخدمها من الخارج أن هذه الأمة الخالدة المتسامحة ستستسلم الى العصابة الأخوانية التى تسللت فى يوم مشئوم ومخادع الى السلطة وأعطى أسياد الخارج الى العصابة الأخوانية المأمورة بتنفيذ الخراب مزيد من جرعات الثقة .
أخبرهم أسياد الخارج حتى لو رفضت الأمة وجودكم كسلطة فالإرهاب سيصنع لكم السلطة وسطوة الخوف ستتحكم فى رقاب الجميع ولن يبقى أمام هذا الشعب ألا خيارين أما أن يرضخ لحكم عصابة المجرمين الأخوان مستسلما ويعيش خائفا على أرضه أو تتحرك العصابات الأجرامية الإخوانية لتطلق رصاصات الغدر وتلقى قنابلها وتصنع سياراتها المفخخة وتذبح الأبرياء وتشعل النيران وتهدم كل ماتصل له أيديها .
تحركت الأمة المصرية فى ال30 من يونيو وأطاحت بالعصابة الأخوانية فى ساعات بعد أن ظنت العصابة أنها ستبقى على كراسى السلطة المسروقة لألف عام ، ذهلت العصابة الأخوانية من حجم غضب هذه الأمة وقوة عنفوانها ولأن العصابة الأخوانية غريبة ودخيلة على روح الأمة المصرية ظنت العصابة أن التسامح استسلام والروح الطيبة ضعف ولم ترى العصابة الأخوانية بجهلها تاريخ طويل وجبار من الغضب والثورة أستخدمته الأمة المصرية ضد أعداء الخارج والداخل ، فر فئران العصابة الأخوانية مذعورين أمام فيضان الغضب المصرى وهنا طالبهم اسيادهم فى الخارج باستخدام الخيار الثانى وهو الإرهاب ليتحكموا فى هذه الأمة عن طريق الخوف والإجرام وظن مـتأمرى الخارج وعصابات الداخل أنهم يمكن أن يسيطروا على مقدرات هذه الأمة بدموية الإرهاب ، فتح اسياد العصابة الأخوانية فى الخارج الخزائن ليأخذوا منها بلا حساب ، طالبوهم بأن يحشدوا كل إرهابى العالم معهم ولايبخلوا على أى مجرم يريد تخريب هذا البلد الطيب فالخزائن بها مال لن ينفذ والمهم تحقيق الخراب .
تفاعلت سريعا العصابة الأخوانية مع الأوامر الجديدة من الأسياد وبسهولة خلعت الوجه المخادع الذى أختفت ورائه قليلا وعادت بفرح الى تاريخها الدموى الحقيقى وأجرامها الأصيل فقد تم تدريبها على هذا منذ زرعها الاستعمار كنبتة شيطانية فى أرض هذه الأمة
ظن أفراد العصابة الأخوانية وقتها أن الطريق خالى ومفتوح أمامهم .لتنفيذ مخطاطاتهم الأجرامية والدموية قالوا لأسيادهم فى الخارج أن بمبجرد أن تنطلق رصاصات الغدر وتتوالى التفجيرات والحرائق والتخريب سيخضع الجميع ويقبلون بعصابتنا الأخوانية .
لم يكن الطريق خاليا أو مفتوحا أمام العصابة الأخوانية فالرجال الأبطال تلقوا تكليفات أمتهم المصرية بحماية هذا الوطن واستعادة أمنه من بعد خوف ودفعوا الثمن فى شجاعة ،خرج الرجال الأبطال متحالفين مع النور والنهار عازمين على النصر فى حربهم المقدسة ضد قوى الإرهاب والظلام وأجرام العصابة .
كانت سنوات صعبة وخطيرة ومصيرية فى عمر هذه الأمة المديد وقدم الرجال الأبطال أرواحهم الطاهرة والدماء الذكية فداءا لنا ولأمن هذا الوطن وصنعوا من معلوماتهم غالية الثمن سهام حق أصابت فى مقتل قلب الظلام والظلاميين ،طوال هذه السنوات الصعبة ولم نعرف عن فعلهم شيئ ولكن نرى أثر الفعل فى طمأنية الأمهات وضحكات الأطفال وحياتنا ويومنا البسيط الهادئ .. الحقيقة أن هؤلاء الرجال فى بعض الأحيان وطوال سنوات المصير كانوا يظهرون بفعلهم ولكن فى مشهد نورانى وبطولى نهائى وهم يرتقون بارواحهم الى السماء راضيين عن عملهم مؤكدين لأمتهم ووطنهم انهم أدوا الأمانة .
الأن عندما نسير نحن المصريون فى هذا الشهر الفضيل بأمان وطمأنينة بجوار أطفالنا وأحبائنا فى مدن وقرى وشوارع وحارات وطننا الطيب متحررين من الخوف يحيط بنا النوروالبهجة بعد ظلام الإرهاب يجب أن نتذكر من دفعوا ثمن المعلومة قاتلة الإرهاب عن طيب خاطر ، نتذكر أسماء ليست كأى أسماء ، نتذكر مبروك وهلال والحوفى ووحيد وابو شقرة وقائمة طويلة من الشهداء الأبطال أرتقوا بأراوحهم الى السماء لكى نتحرر من الخوف والظلام ويحل الأمن والسلام على أرضنا الطيبة .