الثمن غالى.. لكن الوطن أغلى

إيهاب فتحي
إيهاب فتحي

بقلم: إيهاب فتحي

يفصل‭ ‬بين‭ ‬الخوف‭ ‬والأمن‭ ‬لحظات‭ ‬قصيرة‭  .. ‬يفصل‭ ‬بين‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والأضطراب‭ ‬ثوانى‭ ‬معدودة‭ .. ‬يفصل‭ ‬بين‭ ‬دوى‭ ‬قنبلة‭ ‬يزرعها‭ ‬إرهابى‭ ‬خسيس‭ ‬وأستمرارسكينة‭ ‬شوارعنا‭ ‬لا‭ ‬زمن‭ ..‬

الفارق‭ ‬بين‭ ‬وطن‭ ‬مستقر‭ ‬وأرض‭ ‬فقدت‭ ‬معنى‭ ‬الوطن‭ ‬وجود‭ ‬رجال‭ ‬يعملون‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬والثوانى‭ ‬الفارقة‭ ‬واللازمن‭ ‬على‭ ‬دحر‭ ‬الخوف‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأضطراب‭ ‬وأستمرار‭ ‬تيار‭ ‬السكينة‭ ‬ودوام‭ ‬الطمأنينة‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬أى‭ ‬منا‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬الجبار‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نراهم‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬مهمتهم‭ ‬المقدسة‭ ‬

نحن‭ ‬نرى‭ ‬فقط‭ ‬أثر‭ ‬عملهم‭ ‬فى‭ ‬جلساتنا‭ ‬الهادئة‭ ‬على‭ ‬المقاهى‭ ..‬فى‭ ‬ذهابنا‭   ‬الى‭ ‬أعمالنا‭ ‬الصباحية‭ ‬المعتادة‭ ..‬فى‭ ‬أطفال‭ ‬يلعبون‭ ‬أمام‭ ‬منازلهم‭ ‬يضحكون‭ ‬ويتشاجرون‭ ..‬فى‭ ‬أمهات‭ ‬مطمأنات‭ ‬متأكدات‭ ‬أن‭ ‬أولادهم‭ ‬سيعودون‭ ‬لهن‭ ‬سالمين‭  ‬فى‭ ‬أخر‭ ‬اليوم‭  ..‬فى‭ ‬تنقلنا‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬غير‭ ‬خائفين‭ ‬من‭ ‬رصاصات‭ ‬غادرة‭ ‬تخترق‭ ‬صدورنا‭ ‬أو‭ ‬أنفجارات‭ ‬تحصد‭ ‬أرواح‭ ‬بريئة‭. ‬

لكن‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬وطبيعتهم‭ ‬التى‭ ‬تجعلهم‭  ‬يتحدون‭ ‬كسر‭ ‬الثانية‭ ‬ويقتنصون‭ ‬من‭ ‬فتات‭ ‬اللحظة‭ ‬الخطرة‭ ‬الأمن‭ ‬ويراوغون‭ ‬الا‭ ‬زمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرار‭ ‬السكينة‭ ‬فيقهروا‭ ‬الشر‭ ‬الكامن‭ ‬والعدو‭ ‬المتربص‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬؟‭ ‬

تتوالى‭ ‬الأسئلة‭ ‬التى‭ ‬نغفل‭ ‬أو‭ ‬ننسى‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬مع‭ ‬شعورنا‭ ‬المستمر‭ ‬بالأمن‭ ‬ذلك‭ ‬لأننا‭ ‬نرى‭ ‬الأثر‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬شيئ‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬،‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الأمن‭ ‬والراحة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬قليلا‭ ‬كى‭ ‬نسأل‭ ‬ونسأل‭ ‬كيف‭ ‬يصنع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬المستحيلة‭ ‬حتى‭ ‬يبقى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬أمنا‭ ‬مستقرا‭ ‬؟‭ ‬

لماذا‭ ‬خرجوا‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الشدة‭ ‬وهم‭ ‬فئة‭ ‬قليلة‭ ‬حاملين‭ ‬أرواحهم‭ ‬على‭ ‬الأكف‭ ‬مصرين‭ ‬على‭ ‬قتال‭ ‬جحافل‭ ‬الشر‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬عصابات‭ ‬إرهابية‭ ‬فاشية‭ ‬تحالفت‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬مأمورة‭  ‬ومستخدمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬غرض‭ ‬خسيس‭ ‬ووحيد‭ ‬هو‭ ‬أغتيال‭ ‬أستقررا‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الطيب‭ ‬؟‭ ‬

ستحمل‭ ‬أجابات‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬فى‭ ‬طياتها‭ ‬قصة‭ ‬وطن‭ ‬استعاد‭ ‬أمنه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬خوف‭ ‬ورجال‭ ‬أقسموا‭ ‬على‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الشهادة‭ ‬وكانت‭ ‬أسلحتهم‭ ‬فى‭ ‬حربهم‭ ‬المقدسة‭ ‬ضد‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬والشر‭.. ‬إيمانهم‭ ‬العميق‭ ‬بمصريتهم‭ ‬وثقتهم‭ ‬فى‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة‭ ‬وأعتمادهم‭ ‬على‭ ‬عقولهم‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تهدأ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬المعلومة‭ ‬التى‭ ‬تستطيع‭ ‬محاصرة‭ ‬الشر‭ ‬والإرهاب‭ ‬الخسيس‭ ‬ثم‭ ‬أقتناصه‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ .‬

الأهم‭ ‬فى‭ ‬حربهم‭ ‬المقدسة‭ ‬ضد‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬أنهم‭ ‬تحلوا‭ ‬بصبر‭ ‬الجبال‭ ‬فلم‭ ‬يستدرجهم‭ ‬أستفزاز‭ ‬أو‭ ‬خدعتهم‭ ‬مكايدة‭ ‬الشر‭ ‬ليندفعوا‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬الأجرامية‭ ‬فى‭ ‬مطاردة‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬العواقب‭ ‬،منعهم‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأستدراج‭ ‬والخداع‭ ‬عقولهم‭ ‬المدربة‭ ‬بشدة‭ ‬وصرامة‭ ‬والتى‭ ‬منحتهم‭ ‬خبرات‭ ‬متراكمة‭  ‬تستطيع‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬الخطر‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬المعلومة‭ ‬الى‭ ‬رصاصة‭ ‬قناص‭ ‬تستقر‭ ‬فى‭ ‬رأس‭ ‬المؤامرة‭ ‬الإرهابىية‭ ‬ومننفذيها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬أمن‭   ‬هذا‭ ‬الوطن‭ . ‬

‭ ‬هذه‭ ‬المعلومة‭ ‬الفارقة‭ ‬بين‭ ‬الخوف‭ ‬والأمن‭ ‬بين‭ ‬الأضطراب‭ ‬والطمأنية‭ ‬والحاسمة‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬أوكار‭ ‬الإرهاب‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬بالمجان‭ ‬أو‭ ‬يجدوها‭ ‬كما‭ ‬الأفكار‭ ‬على‭ ‬الأرصفة‭ ‬أو‭ ‬يتبرع‭ ‬لهم‭ ‬الأشرار‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬مخطاطتهم‭ ‬،‭ ‬تلك‭ ‬المعلومة‭ ‬التى‭ ‬تحصن‭ ‬الوطن‭ ‬وتحميه‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬الظلام‭ ‬وتجعله‭ ‬دائما‭ ‬يحيى‭ ‬فى‭ ‬النهار‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭ ‬غالى‭ ‬ليس‭ ‬هينا‭ ‬أو‭ ‬سهلا‭ ‬

عند‭ ‬الدفع‭ ‬لن‭ ‬يقدر‭ ‬الثمن‭ ‬بميزان‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬السلطة‭ ‬،سيكون‭ ‬هناك‭ ‬ميزان‭ ‬أخر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬القيمة‭ ‬أنه‭ ‬ميزان‭ ‬الحياة‭ ‬نفسها‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يفقدها‭ ‬المقاتل‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬المعلومة‭ ‬والتى‭ ‬يريدها‭ ‬بشدة‭ ‬ليحمى‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬غدر‭ ‬الإرهاب‭ ‬وخسته‭ . ‬

نعود‭ ‬للأسئلة‭ ‬المنسية‭ ‬هل‭ ‬وافق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬؟‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬هل‭ ‬ترددوا‭ ‬أو‭ ‬ساوموا‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬سيدفعوه‭ ‬من‭ ‬دمائهم‭ ‬وأرواحهم؟‭ ‬عقيدة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬تجيب‭ ‬بلا‭ ‬تردد‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬ليس‭ ‬صفقة‭ ‬تقبل‭ ‬المساومة‭ ‬أومناقصة‭ ‬يفضل‭ ‬الأستحواذ‭ ‬عليها‭ ‬بأقل‭ ‬سعر‭ ‬،أمن‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬معتقد‭ ‬الأبطال‭ ‬مصير‭ ‬دائم‭ ‬البقاء‭ ‬أما‭ ‬أرواحهم‭  ‬ودمائهم‭ ‬التى‭ ‬سيدفعونها‭ ‬ثمنا‭ ‬لهذا‭ ‬المصير‭ ‬الآمن‭ ‬الدائم‭ ‬لوطنهم‭ ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬تقدير‭ ‬الأبطال‭ ‬ثمن‭ ‬سهل‭ ‬ويهون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطن‭ ‬لا‭ ‬يعشش‭ ‬فيه‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أبنائه‭  ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬الفاشية‭ ‬بالفكر‭ ‬والسلطة‭ ...  ‬قبل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬الأبطال‭ ‬دفع‭ ‬الثمن‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر‭ ‬من‭ ‬دمائهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تردد‭ .‬

فى‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬دفع‭ ‬فيها‭ ‬الرجال‭ ‬الثمن‭ ‬كانت‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬الفاشية‭ ‬تعربد‭  ‬فى‭ ‬تبجح‭ ‬وتكبر‭ ‬فى‭ ‬شوارعنا‭ ‬وحارتنا‭ ‬وقرانا‭ ‬ومدننا‭ ‬الطيبة‭ ‬وتنشر‭ ‬سمومها‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬والإرهاب‭ ‬والجهل‭ ‬والطائفية‭ .‬

ظنت‭ ‬قوى‭ ‬الظلام‭ ‬الفاشية‭ ‬وقوى‭ ‬الاستعمار‭ ‬التى‭ ‬تستخدمها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬الخالدة‭ ‬المتسامحة‭ ‬ستستسلم‭ ‬الى‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬التى‭ ‬تسللت‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬مشئوم‭ ‬ومخادع‭ ‬الى‭ ‬السلطة‭ ‬وأعطى‭ ‬أسياد‭ ‬الخارج‭ ‬الى‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬المأمورة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الخراب‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬جرعات‭ ‬الثقة‭ .‬

أخبرهم‭ ‬أسياد‭ ‬الخارج‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬رفضت‭ ‬الأمة‭ ‬وجودكم‭ ‬كسلطة‭ ‬فالإرهاب‭ ‬سيصنع‭ ‬لكم‭ ‬السلطة‭ ‬وسطوة‭ ‬الخوف‭ ‬ستتحكم‭ ‬فى‭ ‬رقاب‭ ‬الجميع‭ ‬ولن‭ ‬يبقى‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬ألا‭ ‬خيارين‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يرضخ‭ ‬لحكم‭ ‬عصابة‭ ‬المجرمين‭ ‬الأخوان‭ ‬مستسلما‭ ‬ويعيش‭ ‬خائفا‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬أو‭ ‬تتحرك‭ ‬العصابات‭ ‬الأجرامية‭ ‬الإخوانية‭ ‬لتطلق‭ ‬رصاصات‭ ‬الغدر‭ ‬وتلقى‭ ‬قنابلها‭ ‬وتصنع‭ ‬سياراتها‭ ‬المفخخة‭ ‬وتذبح‭ ‬الأبرياء‭ ‬وتشعل‭ ‬النيران‭ ‬وتهدم‭ ‬كل‭ ‬ماتصل‭ ‬له‭ ‬أيديها‭ .‬

تحركت‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ال30‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬وأطاحت‭ ‬بالعصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬فى‭ ‬ساعات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظنت‭ ‬العصابة‭ ‬أنها‭ ‬ستبقى‭ ‬على‭ ‬كراسى‭ ‬السلطة‭ ‬المسروقة‭ ‬لألف‭ ‬عام‭ ‬،‭ ‬ذهلت‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬غضب‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬وقوة‭ ‬عنفوانها‭ ‬ولأن‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬غريبة‭ ‬ودخيلة‭ ‬على‭  ‬روح‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬ظنت‭ ‬العصابة‭ ‬أن‭ ‬التسامح‭ ‬استسلام‭ ‬والروح‭ ‬الطيبة‭ ‬ضعف‭ ‬ولم‭ ‬ترى‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬بجهلها‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬وجبار‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والثورة‭ ‬أستخدمته‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬ضد‭ ‬أعداء‭ ‬الخارج‭ ‬والداخل‭ ‬،‭ ‬فر‭ ‬فئران‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬مذعورين‭ ‬أمام‭ ‬فيضان‭ ‬الغضب‭ ‬المصرى‭ ‬وهنا‭ ‬طالبهم‭ ‬اسيادهم‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬باستخدام‭ ‬الخيار‭ ‬الثانى‭ ‬وهو‭ ‬الإرهاب‭ ‬ليتحكموا‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخوف‭ ‬والإجرام‭ ‬وظن‭ ‬مـتأمرى‭ ‬الخارج‭ ‬وعصابات‭ ‬الداخل‭ ‬أنهم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسيطروا‭ ‬على‭ ‬مقدرات‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬بدموية‭ ‬الإرهاب‭ ‬،‭ ‬فتح‭ ‬اسياد‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬الخزائن‭ ‬ليأخذوا‭ ‬منها‭ ‬بلا‭ ‬حساب‭ ‬،‭ ‬طالبوهم‭ ‬بأن‭ ‬يحشدوا‭ ‬كل‭ ‬إرهابى‭ ‬العالم‭ ‬معهم‭ ‬ولايبخلوا‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬مجرم‭ ‬يريد‭ ‬تخريب‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الطيب‭ ‬فالخزائن‭ ‬بها‭ ‬مال‭ ‬لن‭ ‬ينفذ‭ ‬والمهم‭ ‬تحقيق‭ ‬الخراب‭ . ‬

تفاعلت‭ ‬سريعا‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬مع‭ ‬الأوامر‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الأسياد‭ ‬وبسهولة‭  ‬خلعت‭ ‬الوجه‭ ‬المخادع‭ ‬الذى‭ ‬أختفت‭ ‬ورائه‭ ‬قليلا‭ ‬وعادت‭ ‬بفرح‭ ‬الى‭ ‬تاريخها‭ ‬الدموى‭ ‬الحقيقى‭ ‬وأجرامها‭ ‬الأصيل‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تدريبها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬منذ‭ ‬زرعها‭ ‬الاستعمار‭ ‬كنبتة‭ ‬شيطانية‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬

ظن‭ ‬أفراد‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭  ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬خالى‭ ‬ومفتوح‭ ‬أمامهم‭ .‬لتنفيذ‭ ‬مخطاطاتهم‭ ‬الأجرامية‭ ‬والدموية‭ ‬قالوا‭ ‬لأسيادهم‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬أن‭ ‬بمبجرد‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬رصاصات‭ ‬الغدر‭ ‬وتتوالى‭ ‬التفجيرات‭ ‬والحرائق‭ ‬والتخريب‭ ‬سيخضع‭ ‬الجميع‭ ‬ويقبلون‭ ‬بعصابتنا‭ ‬الأخوانية‭ . ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬الطريق‭ ‬خاليا‭ ‬أو‭ ‬مفتوحا‭ ‬أمام‭ ‬العصابة‭ ‬الأخوانية‭ ‬فالرجال‭ ‬الأبطال‭ ‬تلقوا‭ ‬تكليفات‭ ‬أمتهم‭ ‬المصرية‭ ‬بحماية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬واستعادة‭ ‬أمنه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬خوف‭ ‬ودفعوا‭ ‬الثمن‭ ‬فى‭ ‬شجاعة‭ ‬،خرج‭ ‬الرجال‭ ‬الأبطال‭ ‬متحالفين‭ ‬مع‭ ‬النور‭ ‬والنهار‭ ‬عازمين‭ ‬على‭ ‬النصر‭ ‬فى‭ ‬حربهم‭ ‬المقدسة‭ ‬ضد‭ ‬قوى‭ ‬الإرهاب‭ ‬والظلام‭ ‬وأجرام‭ ‬العصابة‭ .‬

كانت‭ ‬سنوات‭ ‬صعبة‭ ‬وخطيرة‭ ‬ومصيرية‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬المديد‭ ‬وقدم‭ ‬الرجال‭ ‬الأبطال‭ ‬أرواحهم‭ ‬الطاهرة‭ ‬والدماء‭ ‬الذكية‭ ‬فداءا‭ ‬لنا‭ ‬ولأمن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وصنعوا‭ ‬من‭ ‬معلوماتهم‭ ‬غالية‭ ‬الثمن‭ ‬سهام‭ ‬حق‭ ‬أصابت‭ ‬فى‭ ‬مقتل‭ ‬قلب‭ ‬الظلام‭ ‬والظلاميين‭ ‬،طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الصعبة‭ ‬ولم‭ ‬نعرف‭ ‬عن‭ ‬فعلهم‭ ‬شيئ‭ ‬ولكن‭ ‬نرى‭ ‬أثر‭ ‬الفعل‭ ‬فى‭ ‬طمأنية‭ ‬الأمهات‭ ‬وضحكات‭ ‬الأطفال‭ ‬وحياتنا‭ ‬ويومنا‭ ‬البسيط‭ ‬الهادئ‭ .. ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وطوال‭ ‬سنوات‭ ‬المصير‭ ‬كانوا‭ ‬يظهرون‭ ‬بفعلهم‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬نورانى‭ ‬وبطولى‭ ‬نهائى‭ ‬وهم‭ ‬يرتقون‭ ‬بارواحهم‭ ‬الى‭ ‬السماء‭ ‬راضيين‭ ‬عن‭ ‬عملهم‭ ‬مؤكدين‭ ‬لأمتهم‭ ‬ووطنهم‭ ‬انهم‭ ‬أدوا‭ ‬الأمانة‭ . ‬

الأن‭ ‬عندما‭ ‬نسير‭ ‬نحن‭ ‬المصريون‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬بأمان‭ ‬وطمأنينة‭ ‬بجوار‭ ‬أطفالنا‭ ‬وأحبائنا‭ ‬فى‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬وشوارع‭ ‬وحارات‭ ‬وطننا‭ ‬الطيب‭ ‬متحررين‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬يحيط‭ ‬بنا‭ ‬النوروالبهجة‭  ‬بعد‭ ‬ظلام‭ ‬الإرهاب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬من‭ ‬دفعوا‭ ‬ثمن‭ ‬المعلومة‭ ‬قاتلة‭ ‬الإرهاب‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر‭ ‬،‭ ‬نتذكر‭ ‬أسماء‭ ‬ليست‭ ‬كأى‭ ‬أسماء‭ ‬،‭ ‬نتذكر‭ ‬مبروك‭ ‬وهلال‭ ‬والحوفى‭ ‬ووحيد‭ ‬وابو‭ ‬شقرة‭ ‬وقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬الأبطال‭ ‬أرتقوا‭ ‬بأراوحهم‭ ‬الى‭ ‬السماء‭ ‬لكى‭ ‬نتحرر‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والظلام‭ ‬ويحل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬على‭ ‬أرضنا‭ ‬الطيبة‭ . ‬