خواطر

مطلوب.. لقهر كورونا اللعينة التوحد الوطنى والتعاون والتوعية

جلال دويدار
جلال دويدار

شىء طيب ومبشر تلك التحركات الإيجابية من جانب وزارة الصحة لمواجهة تصاعد وتفشى الاصابات والوفيات بفيروس كورونا اللعين. ما يحدث ما هو إلا محصلة الاستهتار وعدم المبالاة والتسيب من جانب قطاعات من المواطنين. يشمل ذلك.. ممارسة التحايل (والحداقة) تجاه متطلبات الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية التى تحتم التباعد واستخدام الكمامة. إنهم لا يدركون أن نتيجة هذا السلوك التعرض للإصابة والموت.
فى اجتماع مجلس الوزراء دقت وزيرة الصحة ناقوس الخطر عند عرضها لتقرير شامل حول تطورات الحالة الصحية فى ظل استمرار تواجد وتوغل الكورونا. ذكرت أن زيادة الإصابات والوفيات بلغت خمسة أضعاف ما كانت عليه فى نفس الوقت العام الماضى.
ما يلفت النظر ضمن إيجابيات ما جاء فى هذا التقرير.. اتجاه الوزارة إلى زيادة مراكز التطعيم للتحصين ضد الوباء. كان قد تم الإقدام على زيادة هذه المراكز من ٤٠ مركزا إلى ١٣٨ مركزا على إثر ما كنت قد أشرت إليه من شكاوى للمواطنين. طالبت بزيادة المراكز وضرورة وجودها فى أماكن قريبة من محال إقامتهم.
هذه الاستجابة المشكورة أكدت ان هذه الشكاوى كانت على حق. الدليل على ذلك سرعة تدارك هذا القصور بزيادة عدد هذه المراكز من ٤٠ مركزا إلى ١٣٨ مركزا.. جرى ذلك باعتبار أن هدف التطعيم هو تحقيق الصالح العام وليس التعذيب أو زيادة المعاناة.
من ناحية أخرى فإن المتابعات والإحصائيات التى تضمنها تقرير الصحة حددت خمس محافظات تعانى من الانفلات الوبائى بينما قال المتحدث باسم مجلس الوزراء إن عددها سبع. من هنا فإننى أطالب الحكومة بعدم التردد فى اتخاذ أشد الإجراءات الحاسمة والحازمة لمعالجة الموقف حفاظا على الأمن القومى الصحى. إنه ليس هناك ما يمنعها من الإغلاق التام لهذه المحافظات التى ابتليت تأمينا لصحة وحياة المواطنين. إن ما سوف يتم فى هذا الشأن.. إجراء لجأت إليه الكثير من الدول.
ارتباطا فإنه لا يكفى بأى حال فى معركة نشر التوعية.. تلك القوافل الصحية التوعوية التى شكلتها وزارة الصحة. لابد من مشاركة كل منظمات المجتمع المدنى.. بعد توافر دورات تأهيلية سريعة لأعضائها.
اتصالا فإنه يتحتم تصاعد المساهمات المالية من جانب القادرين ومن الشركات والبنوك من أجل مساندة الدولة فى جهودها من أجل توفير الاحتياجات اللازمة من المعدات والأجهزة وكل المتطلبات الطبية. إن ذلك يأتى على أساس أن المعركة التى نخُوضها ضد خطر هذا الوباء هى معركة الدولة والشعب معا دفاعا عن مقدرات الحياة.
على الجميع أن يدرك أن هذا الخطر لا يفرق بين غنى أو فقير. من هذا المنطلق فإن السلاح الوحيد لكسب هذه المعركة يتركز فى تكافلنا وتعاوننا والإيمان بأهمية تعظيم الوعى والتوعية والتوحد فى مواجهة هذا الخطر المستطير.