مجلة «أقلام الصحوة»:

فى وداع محمود عوض عبد العال

محمود عوض عبد العال
محمود عوض عبد العال

كتب :عصمت‭ ‬داوستاشى

رحل‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأدباء‭ ‬رواد‭ ‬التجديد‭ ‬والتجريب‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬تقريبا‭ .. ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬رجب‭ ‬ومحمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ .. ‬والاثنان‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬وأعلام‭ ‬مدينة‭ ‬الاسكندرية‭  ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الستينات‭ .. ‬ومع‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬رمضان‭  ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬عالمنا‭ ‬الروائى‭ ‬الكبير‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬78‭ ‬عامًا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬صراع‭ ‬طويل‭ ‬مع‭ ‬المرض‭..  ‬وقد‭ ‬تخرج‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬سنة‭ ‬1969،‭ ‬ثم‭ ‬جند‭ ‬ضابطا‭ ‬احتياطيا‭ ‬بالجيش‭ ‬من‭ ‬1971‭ ‬إلى‭ ‬1975‭.. ‬و‭ ‬اختير‭ ‬مشرفًا‭ ‬على‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬فن‭ ‬وأدب‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬القومى‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬وتم‭ ‬تكريمه‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الثالث‭ ‬لأدباء‭ ‬الأقاليم‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الرواية‭ ‬عام‭ ‬1987‭ .‬

أول‭ ‬وأهم‭  ‬أعماله‭ ‬الأدبية‭ ‬‮«‬سكر‭ ‬مر‮»‬‭ ‬التى‭ ‬حققت‭ ‬نجاحا‭ ‬عند‭ ‬القراء‭ ‬والنقاد،‭ ‬وهو‭ ‬مؤسس‭ ‬ورئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬للأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬السكندريين‮»‬‭ ‬من‭ ‬1974‭ ‬إلى‭ ‬1984،‭ ‬وصدرت‭ ‬فى‭ ‬4‭ ‬أعداد‭ ‬قدمت‭ ‬خلالها‭ ‬للساحة‭ ‬الأدبية‭ ‬والفنية‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الجدد،‭ .. ‬وكان‭ ‬لى‭ ‬شرف‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬اصدارها‭ ‬وتحريرها‭ ‬وإخراجها‭ ‬فنيا‭ ‬والسطور‭ ‬التالية‭ ‬هى‭ ‬قصتى‭ ‬مع‭ ‬اقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬وفرسانها‭ .‬

ومجلة‭ (‬أقلام‭ ‬الصحوة‭).. ‬بالقاف‭ ‬وليس‭ ‬بالفاء‭ .. ‬ليست‭ (‬أفلام‭ ‬الصحوة‭) ‬فأفلام‭ ‬الصحوة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تصور‭ ‬بعد‭ .. ‬أما‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬فلها‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬منذ‭ ‬عصر‭ ‬الاستنارة‭ ‬مع‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ .. ‬أقلام‭ ‬عمالقة‭ ‬الادب‭ ‬والفكر‭ ‬والصحافة‭ ‬التى‭ ‬واكبت‭ ‬نهضة‭ ‬ثورة‭ ‬1919‭ .‬

ومنذ‭ ‬السبعينات‭ ‬صدرت‭ ‬محاولات‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مجلات‭ ‬أو‭ ‬نشرات‭ (‬طباعة‭ ‬عادية‭ ‬أو‭ ‬بالمستر‭ ‬–‭ ‬مثل‭ ‬مجلة‭ ‬سنابل‭ ‬ومجلة‭ ‬جاليرى‭ ‬وغيرهما‭) ‬لأقلام‭ ‬شابة‭ ‬تنشد‭ ‬الصحوة‭.. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬صحوة‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن‭ ‬إلا‭ ‬حلاوة‭ ‬روح‭ .. ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نحقق‭ ‬أى‭ ‬صحوة‭ ‬ولم‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬صحوة‭ ‬من‭ ‬اى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأنواع‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ .. ‬أقول‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬كثيرين‭ ‬كتبوا‭ ‬عن‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬أفلام‭ ‬الصحوة‭ .. ‬فضاعت‭ ‬الاقلام‭ ‬عند‭ ‬رصدها‭ ‬وذكرها‭ ‬وتوثيقها‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجلات‭ ‬والنشرات‭ ‬الطليعية‭ ‬التى‭ ‬نادراً‭ ‬ما‭ ‬تذكرها‭.‬

لقاء‭ ‬الدكتور‭ ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ :

د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ .. ‬واحد‭ ‬من‭ ‬عظماء‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية‭ ‬الحديثة‭ ‬‭.. ‬آثر‭ ‬أن‭ ‬ينعزل‭ ‬بإرادته‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬مجتمع‭ ‬يشجع‭ ‬ويدعم‭ ‬هذه‭ ‬العزلة‭ ‬لبالغ‭ ‬الأسف‭ .. ‬فلا‭ ‬يسأل‭ ‬أحدً‭ ‬عنه‭ .. ‬ولا‭ ‬نراه‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نراه‭ .. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يكتب‭  ‬وقد‭ ‬ولدت‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬كتاباته‭ ‬الثرية‭ ‬المتميزة‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬المختلفة‭ ‬فهو‭ ‬كاتب‭ ‬قصة‭ ‬رائع‭ ‬ومترجم‭ ‬من‭ ‬اليونانية‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬وناقد‭ ‬وباحث‭ ‬تشكيلى‭ ‬أثرى‭ ‬المكتبة‭ ‬التشكيلية‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المهمة‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬والفنانين‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ .. ‬ومعظمها‭ ‬عن‭ ‬عظماء‭ ‬الفنانين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ .. ‬د‭.‬نعيم‭ ‬عطيه‭ ‬الذى‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬تكريم‭ ‬وتبجيل‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نسمع‭ ‬عنه‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ .. ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬حقاً‭ ‬قدر‭ ‬الإنسان‭ ‬المتميز‭ ‬بالعطاء‭ ‬والخلق‭ ‬الإبداعى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ .. ‬أن‭ ‬يسدل‭ ‬عليه‭ ‬الستار‭ ‬تماماً‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ويعيش‭ ‬بيننا‭ . ‬

فى‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضى‭ (‬1974‭ ) .. ‬ذهبت‭ ‬لزيارة‭ ‬د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ ‬فى‭ ‬منزله‭ ‬بشارع‭ ‬فينى‭ ( ‬السد‭ ‬العالى‭ ) ‬بالدقى‭ .. ‬وهى‭ ‬زيارتى‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬للتعارف‭ .. ‬ولكى‭ ‬يرى‭ ‬أعمالى‭ ‬الفنية‭ .. ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬الخروج‭ ‬بها‭ ‬وبى‭ ‬من‭ ‬الإسكندرية‭ ‬والذهاب‭ ‬حيث‭ ‬نقاد‭ ‬الفن‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬يحضروا‭ ‬مطلقاً‭ ‬لمدينتى‭ ‬لرؤية‭ ‬أعمال‭ ‬فنان‭ ‬شاب‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ .. ‬وقد‭ ‬رحب‭ ‬بى‭ ‬د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ ‬وعلمت‭ ‬إنه‭ ‬أيضاً‭ ‬سكندرى‭ ‬و‭ ‬للإسكندرية‭ ‬معزة‭ ‬خاصة‭ ‬عنده‭  ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬خاصاً‭ ‬بعدم‭ ‬زيارتها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تثير‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬ذكريات‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬ينساها‭ .. ‬ولم‭ ‬أسأله‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ .. ‬ولكنه‭ ‬سألنى‭ : ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ .. ‬فأجبته‭ ‬بالنفى‭ ‬فأخبرنى‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬ألتقى‭ ‬به‭ ‬لأنه‭ ‬أصدر‭  ‬هو‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬أدباء‭ ‬الإسكندرية‭ ‬العدد‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬أدبية‭ ‬باسم‭ ( ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ) ‬وإنه‭ ‬يمكننى‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬اصدارها‭ ‬وأن‭ ‬اضيف‭ ‬إليها‭ ‬الجانب‭ ‬التشكيلى‭ ‬والإخراج‭ ‬الفنى‭ ‬اللذين‭ ‬ينقصها‭ .. ‬وأعطانى‭ ‬عنوان‭ ‬وتليفون‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ . ‬

هكذا‭ ‬كان‭ ‬د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ .. ‬يجمع‭ ‬المواهب‭ ‬ويوجهها‭ ‬ويدعمها‭ ‬ويعلمها‭ .. ‬وأنا‭ ‬أنتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لأوجه‭ ‬له‭ ‬تحية‭ ‬وتقدير‭ ‬ولأقول‭ ‬للمسئولين‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬الرسمية‭ .. ‬السيد‭ ‬الفنان‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬وقطاع‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬والهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للكتاب‭ .. ‬بضرورة‭ ‬تكريم‭ ‬د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ ‬وإعادة‭ ‬طبع‭ ‬مؤلفاته‭ ‬الأدبية‭ ‬والنقدية‭ .. ‬وان‭ ‬تخصص‭ ‬بعض‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الفنية‭ ‬وبعض‭ ‬المطبوعات‭ ‬دراسات‭ ‬وملفات‭ ‬متخصصة‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬و‭ ‬إبداعاتها‭.‬

لقاء‭ ‬مع‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ : ‬

بمجرد‭ ‬عودتى‭ ‬للإسكندرية‭ ..‬اتصلت‭ ‬بمحمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬وذهبت‭ ‬إليه‭ ‬فى‭ ‬منزله‭ ‬بباكوس‭ ‬وتعارفنا‭ ‬وأهدانى‭ ‬رواياته‭ ‬الجديدة‭ ‬وأهديته‭ ‬مطبوعاتى‭ ‬وقررنا‭ ‬أن‭ ‬نتعاون‭ ‬فى‭ ‬إصدار‭ ‬مجلة‭ ‬الصحوة‭ ‬التى‭ ‬أصدر‭ ‬منها‭ ‬فعلاً‭ ‬بالجهود‭ ‬الذاتية‭ ‬عددين‭ ‬وأعطانى‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬هذين‭ ‬العددين‭ ‬وسأستعرض‭ ‬بإيجاز‭ ‬ملامح‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬الصادر‭ ‬فى‭ ‬فبراير‭ ‬1975‭  (‬الكتاب‭ ‬الأول‭) ‬وكان‭ ‬يباع‭ ‬بخمسة‭ ‬قروش‭ ‬وطبع‭ ‬بمطابع‭ ‬رمسيس‭ ‬بالإسكندرية‭.‬

العدد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ :‬

الغلاف‭ ‬جاء‭ ‬بسيطاً‭ ‬به‭ ‬لوحة‭ ‬جرافيك‭ ( ‬طباعة‭ ‬أبيض‭ ‬وأسود‭) ‬للفنان‭ ‬السكندرى‭ ‬فاروق‭ ‬شحاته‭ ‬والذى‭ ‬أمد‭ ‬المجلة‭ ‬ببعض‭ ‬لوحاته‭ ‬الطباعية‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬وجاء‭ ‬فى‭ ‬عناوين‭ ‬الغلاف‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬المثير‭ (‬إلى‭ ‬كل‭ ‬كتاب‭ ‬الأقاليم‭ ) ‬وقد‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الأدباء‭ ‬–‭ ‬سعيد‭ ‬سالم‭ ‬–‭ ‬عباس‭ ‬عجلان‭ ‬–‭ ‬فريد‭ ‬شرعان‭ ‬–‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬رجب‭ ‬الذى‭ ‬كتب‭ ‬كلمة‭ ‬العدد‭ ‬باستهلال‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭ : ‬مقبلون‭ ( ‬نحن‭ ) ‬على‭ ‬عصر‭ ‬البسالة‭ ‬؟‭ ‬وجاءت‭ ‬كلمته‭ ‬كمرثية‭ ‬حزينة‭ ‬لكل‭ ‬الفشل‭ ‬والإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬الذى‭ ‬أحاط‭ ‬بجيلهم‭ ( ‬اننا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأقاليم‭ ..             ‬جئنا‭ ‬نعبر‭ ‬لكل‭ ‬الأكاليل‭ .‬

‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الطبيعى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬الأولى‭ ‬لراعى‭ ‬الأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬الشباب‭ ‬د‭. ‬نعيم‭ ‬عطيه‭ ‬بعنوان‭ ( ‬عزف‭ ‬منفرد‭

‭ ‬شعر‭ ‬لصبرى‭ ‬أبو‭ ‬علم‭ ( ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬رجل‭ ‬معاصر) .‬

دراسة‭ ‬نقدية‭ ‬بقلم‭ ‬د‭. ‬على‭ ‬عشرى‭ ‬زايد‭ ‬لقصيدة‭ ‬البكاء‭ ‬بين‭ ‬يدى‭ ‬زرقاء‭ ‬اليمامة‭ ‬كأول‭ ‬قصيدة‭ ‬كتبت‭ ‬عقب‭ ‬مأساة‭ ‬1967‭ ‬كتبها‭ ‬الشاعر‭ ‬أمل‭ ‬دنقل‭ ‬فى‭ ‬31‭/‬6‭/‬1967‭ ‬ولم‭ ‬يذكر‭ ‬الناقد‭ ‬اسم‭ ‬الشاعر‭  ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬بحثه‭ ‬على‭ ‬الأطلاق‭ ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭ ! ‬

‭ ‬شعر‭ ‬محمد‭ ‬حماسه‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ (‬مخاوف‭ ‬قرب‭ ‬الشاطئ‭ .‬

‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬بقلم‭ : ‬سعيد‭ ‬محمود‭ ‬سالم‭ ( ‬مخلفات‭ ‬لحن‭ ‬حائر‭

‭ ‬شعر‭ / ‬محجوب‭ ‬موسى‭ ( ‬نضوج) .‬

‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬بقلم‭ ‬د‭. ‬نادية‭ ‬كامل‭ ( ‬القيظ‭ .‬

‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬بقلم‭ ‬فريد‭ ‬محمد‭ ‬شرعان‭ ( ‬عناوين‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭ . ‬

‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬بقلم‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ( ‬ارتفاع‭ ‬من‭ ‬الفخار‭ .‬

‭ ‬دراسة‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬بقلم‭ ‬عباس‭ ‬بيومى‭ ‬عجلان‭ ( ‬ذكرى‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بقلم‭ ‬د‭. ‬سهير‭ ‬القلماوى‭

‭ ‬شعر‭ / ‬حامد‭ ‬طاهر‭ ( ‬السقوط‭ ‬من‭ ‬الجنة‭‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬إعلانات‭ ‬وإشارات‭ ( ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬كتاب‭  ‬الذى‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ) ‬مجموعة‭ ‬قصص‭ ‬قصيرة‭ ‬لمحمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬المعارف‭ ) ‬–‭ ( ‬سيصدر‭ ‬قريباً‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ -‬عبور‭ ‬جسر‭ ‬الاختناق‭ - ‬للأديب‭ ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬رجب‭ ) ‬–‭ ‬فى‭ ‬العدد‭ ‬القادم‭ ‬حسين‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬حسين‭ ‬سيقدم‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬لم‭ ‬تنشر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لعميد‭ ‬الأدب‭ ‬الراحل‭ ‬د‭. ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬بعنوان‭ ( ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الأيام‭ ) . ‬

مع‭ ‬إشارة‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الصحوة‭ ‬القادمة‭ ‬ستصدر‭ ‬مجموعات‭ ‬قصصية‭ ‬وشعرية‭ ‬للأدباء‭ .‬

علمت‭ ‬من‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬أن‭ ‬المطبوعة‭ ‬صدرت‭ ‬بجمع‭ ‬اشتراكات‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬وبعض‭ ‬التبرعات‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬على‭ ‬الغلاف‭ ‬الخلفى‭ ‬لشركة‭ ‬الورق‭ ‬الأهلية‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬التالية‭: ( ‬هؤلاء‭ ‬يكتبون‭ ‬للأعداد‭ ‬القادمة‭ ) ‬و‭ ‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬ذكر‭ ‬أسمائهم‭ : ‬د‭. ‬يوسف‭ ‬إدريس‭ ‬–‭ ‬أحمد‭ ‬هاشم‭ ‬الشريف‭ ‬–‭ ‬د‭. ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬بلبع‭ ‬–‭ ‬د‭. ‬حمدى‭ ‬السكوت‭ ‬–‭ ‬د‭. ‬محمود‭ ‬الربيعى‭ ‬–‭ ‬السعيد‭ ‬الورقى‭ ‬–‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬–‭ ‬السيد‭ ‬حافظ‭ ‬–‭ ‬سيف‭ ‬وانلى‭ ‬–‭ ‬عبد‭ ‬العليم‭ ‬القبانى‭ ‬–‭ ‬نقولا‭ ‬يوسف‭ ‬–‭ ‬حسنى‭ ‬بدوى‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬الطحاوى‭ ‬–‭ ‬حسين‭ ‬البندارى‭ ‬–‭ ‬عبدالله‭ ‬هاشم‭ ‬–‭ ‬فتحى‭ ‬محفوظ‭ ‬–‭ ‬رجب‭ ‬سعد‭ ‬السيد‭ ‬–‭ ‬عطيه‭ ‬السيد‭ ‬–‭ ‬حوريه‭ ‬البدرى‭ ‬–‭ ‬فؤاد‭ ‬حجازى‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬الخضرى‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬–‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬منصور‭ ‬–‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭ ‬–‭ ‬مارك‭ ‬شارتيه‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬الصاوى‭ ‬–‭ ‬فوزى‭ ‬خضر‭ ‬–‭ ‬محمود‭ ‬حنفى‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬السيد‭ ‬عيد‭ ‬–‭ ‬محمد‭ ‬قاسم‭ ‬–‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬الإنصارى‭ ‬–‭ ‬فتحى‭ ‬الإبيارى‭ ‬–‭ ‬جمال‭ ‬توكل‭ ‬–‭ ‬صابر‭ ‬مصطفى‭ ‬–‭ ‬صلاح‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬–‭ ‬سعيد‭ ‬بكر‭ ‬–‭ ‬حامد‭ ‬طاهر‭ ‬–‭ ‬صالح‭ ‬خليل‭ ‬أبو‭ ‬أصبع‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬شلش‭ ‬–‭ ‬حلمى‭ ‬القاعود‭ . ‬

وأخبرنى‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬أنهم‭ ‬أصدروا‭ ‬العدد‭ ‬الثانى‭ ‬بصعوبة‭ ‬بالغه‭ ‬وأنهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬إصدار‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬أى‭ ‬دعم‭ ‬مادى‭ ‬لطبعها‭ .. ‬وهنا‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬دورى‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لتقديم‭ ‬أفكار‭ ‬عملية‭ ‬لاستمرار‭ ‬إصدار‭ ‬هذه‭ ‬المطبوعة‭ ‬الطموحة‭ ‬مع‭ ‬تبيان‭ ‬طموحها‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬أو‭ ‬منافستو‭ ‬يصدر‭ ‬عنها‭ .. ‬فقد‭ ‬شعرت‭ ‬من‭ ‬العددين‭ ‬الأولين‭ ‬إنها‭ ‬مطبوعة‭ ‬تضم‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مساحة‭ ‬للنشر‭ ‬وليس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ .. ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكتاب‭ ‬طليعة‭ ‬لجيل‭ ‬جديد‭ ‬يقدم‭ ‬رؤية‭ ‬إبداعية‭ ‬جديدة‭ ‬ومتطورة‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ودعمه‭ ‬بمنافستو‭ ‬مع‭ ‬دراسات‭ ‬وأبحاث‭ ‬مؤكدة‭ .‬

الفن‭ ‬والأدب‭ :

كنت‭ ‬دائماً‭ ‬مؤمناً‭ ‬بأن‭ ‬أى‭ ‬تيار‭ ‬حضارى‭ ‬مؤثر‭ ‬تتضافر‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬فن‭ ‬تشكيلى‭ ‬وأدب‭ ‬وشعر‭ ‬وموسيقى‭ ‬وغناء‭ ‬ومسرح‭ ‬وسينما‭ ‬وبالية‭ ‬ورقص‭ ‬وصحافة‭ ‬ونقد‭ ‬فى‭ ‬عطاء‭ ‬متسق‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكاديمى‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬حر‭ ‬متمرد‭ ‬على‭ ‬القوالب‭ ‬القديمة‭ .. ‬هكذا‭ ‬سارت‭ ‬الأمور‭ ‬منذ‭ ‬الحضارات‭ ‬الأولى‭ ‬وحتى‭ ‬التيارات‭ ‬الإبداعية‭ ‬الحديثة‭ ‬فى‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭. ‬

ولكننا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ولأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬بحتة‭ ‬ندعم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بقوة‭ ‬بالتخصص‭ ‬وبالقبائل‭ ‬الإبداعية‭ ‬المستقلة‭ ‬والمنفصلة‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬بنا‭ ‬الأمر‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬تخصص‭ ‬التخصص‭ ‬وإلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التشتت‭ ‬والانفصالية‭ ‬وكل‭ ‬قبيلة‭ ‬بها‭ ‬ألف‭ ‬شلة‭ ‬وكل‭ ‬شلة‭ ‬لها‭ ‬طموحاتها‭ ‬ومشاكلها‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬حلها‭ ‬والحل‭ ‬فى‭ ‬الغالب‭ ‬هو‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬المهيمنة‭ ‬على‭ ‬الأمور‭ .. ‬الفنان‭ ‬يقيم‭ ‬معرضاً‭ ‬فلا‭ ‬يحضره‭ ‬إلا‭ ‬أصدقائه‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المستقلين‭ ‬فى‭ ‬تخصصه‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬الأدباء‭ ‬ولا‭ ‬الشعراء‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الممثلين‭ ‬طريقاً‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ .. ‬والأديب‭ ‬يصدر‭ ‬روايته‭ ‬أو‭ ‬مجموعته‭ ‬القصصية‭ ‬فلا‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬المشتغلين‭ ‬بنفس‭ ‬الصنف‭ ‬تقرأ‭ ‬له‭ .. ‬وتعود‭ ‬كتبه‭ ‬بعد‭ ‬التوزيع‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬الذى‭ ‬سلمه‭ ‬للموزع‭ .. ‬وإن‭ ‬باع‭ ‬خمسة‭ ‬أو‭ ‬عشرة‭ ‬كتب‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬يكون‭ ‬محظوظا‭.‬ً‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حلنا‭ ‬لبالغ‭ ‬الاسف‭ .  ‬

فكرة‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ( ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬أصلاً‭ ‬تدعو‭ ‬للصحوة‭ ) ‬فكرة‭ ‬نبيلة‭ .. ‬فالصحوة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬الجميع‭ .. ‬أدباء‭ ‬وشعراء‭ ‬ورسامين‭ ‬ونحاتين‭ ‬وموسيقيين‭ ‬ومطربين‭ ‬وغيرهم‭ .. ‬وأن‭ ‬يشارك‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬دعمها‭ ‬مادياً‭ ‬ومعنوياً‭ .. ‬وهكذا‭ ‬فكرت‭ ‬فى‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭ ‬تشكيلى‭ ‬يساهم‭ ‬فيه‭ ‬فنانو‭  ‬الإسكندرية‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬بعمل‭ ‬من‭ ‬إبداعه‭ ‬يباع‭ ‬لصالح‭ ‬المجلة‭ .. ‬وطبعاً‭ ‬المشترى‭ ‬سيصبح‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬مشاركاً‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ .. ‬والمشترى‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬النخبة‭ ‬المثقفة‭ ‬بالمدينة‭ .. ‬وهكذا‭ ‬تتسع‭ ‬حلقة‭ ‬الاتصال‭ ‬والمعرفة‭ ‬والدعم‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬قاصراً‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬فقط‭ .. ‬ثم‭ ‬نظم‭ ‬حفل‭ ‬موسيقى‭ ‬مع‭ ‬افتتاح‭ ‬المعرض‭ .. ‬وأدمج‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإبداعات‭ ‬معا‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬تصاعدى‭ ‬يصل‭ ‬بهذه‭ ‬المجلة‭ ‬الوليدة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭ ‬مع‭ ‬مشاريع‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬التوزيع‭ ‬وفى‭ ‬الدعاية‭ ‬والإعلام‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬فى‭ ‬الإصدار‭ .‬

معرض‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭

فى‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1975‭ ‬نظمت‭ ‬بأتيليه‭ ‬الإسكندرية‭ ( ‬جماعة‭ ‬الأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬بالإسكندرية‭ ) ‬والتى‭ ‬أسسها‭ ‬رائد‭ ‬فن‭ ‬التصوير‭ ‬المصرى‭ ‬الحديث‭ ‬محمد‭ ‬ناجى‭ ‬عام‭ ‬1943‭ .. ‬وحيث‭ ‬يوجد‭ ‬مرسمى‭ ‬ومركز‭ ‬نشاطى‭ ‬بالإسكندرية‭ .. ‬معرضاً‭ ‬باسم‭ (‬معرض‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬لفنانى‭ ‬الإسكندرية‭ ) ‬وجاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬التالية‭ ‬بالكتالوج‭ ‬للتعريف‭ ‬بأهمية‭ ‬وضرورة‭ ‬المعرض‭:‬

‭ ‬عندما‭ ‬تخلت‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الطليعى‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬اعتبرها‭ ‬المثقفون‭ ‬رحماً‭ ‬أصيب‭ ‬بالعقم‭ ‬ولن‭ ‬يتكرر‭ ‬صوتها‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬بنفس‭ ‬الأثر‭ ‬الذى‭ ‬كانت‭ ‬تمنحه‭ ‬للوجدان‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭ .‬

‭ ‬وكانت‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬–‭ ‬ضرورة‭ ‬قاسية‭ ‬–‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬للأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬بالإسكندرية‭ .. ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬هى‭ ‬صحوة‭ ‬على‭ ‬القوالب‭ ‬والأساليب‭ ‬الفنية‭ ‬الجاهزة‭ .. ‬ودون‭ ‬أى‭ ‬رابطة‭ ‬تبعدنا‭ ‬عن‭ ‬تمثيل‭ ‬العالم‭ ‬المعاش‭ .. ‬وكذروة‭ ‬للنضج‭ ‬والتحدى‭ .‬

‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬معرض‭ ‬الفنانين‭ ‬الشامل‭ .. ‬والمخصص‭ ‬دخل‭ ‬مبيعات‭ ‬معروضاته‭ ‬المهداة‭ ‬من‭ ‬فنانى‭ ‬الاسكندرية‭  ‬لصالح‭ ‬طبع‭ ‬كتاب‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ .. ‬تحية‭ ‬تقدير‭ ‬وعرفان‭ . ‬

أما‭ ‬التعريف‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬عن‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬بأنه‭ ‬كتاب‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬أدباء‭ ‬وفنانى‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ويصدرونه‭ ‬على‭ ‬نفقتهم‭ ‬الخاصة‭ .. ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬صدر‭ ‬فى‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1975‭ ‬والكتاب‭ ‬الثانى‭ ‬فى‭ ‬اغسطس‭ ‬1975‭ .. ‬وكانت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المطبوعات‭ ‬تصدر‭ ‬بأسم‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬نشرة‭ ‬لأن‭ ‬تصريح‭ ‬إصدار‭ ‬مجلة‭ ‬يتطلب‭ ‬جهداً‭ ‬وشرطاً‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬عادة‭ ‬إلا‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصحفية‭ ‬الكبرى‭ .                                                                           ‬

كان‭ ‬ثمن‭ ‬اللوحة‭ ‬أو‭ ‬التمثال‭ ‬لكبار‭ ‬فنانى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬عشرة‭ ‬جنيهات‭ ‬وخمسة‭ ‬جنيهات‭ ‬وكنا‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مائة‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تكلف‭ ‬طبع‭ ‬العدد‭ ‬الذى‭ ‬وضعت‭ ‬تصوره‭ ‬وصممت‭ ‬له‭ ‬ماكيت‭ ‬للتنفيذ‭ ‬فى‭ ‬المطبعة‭ ‬التجارية‭ ‬بمحطة‭ ‬الرمل‭ ‬التى‭ ‬أطبع‭ ‬بها‭ ‬كتبى‭ ‬وكتالوجات‭ ‬معارضى‭ .. ‬وتم‭ ‬بيع‭ ‬معظم‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروضة‭ ‬وتوفر‭ ‬معنا‭ ‬ما‭ ‬يكفى‭ ‬لطبع‭ ‬عددين‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬وفعلاً‭ ‬صدر‭ ‬الكتاب‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬فى‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬1976‭ ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬الكتاب‭ ‬الرابع‭ ‬فى‭ ‬نوفمبر‭ ‬1977‭ .. ‬ثم‭ ‬توقفت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬المجلة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصدر‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬عدداً‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بشكل‭ ‬متواضع‭ ‬وعلى‭ ‬نفقته‭ ‬الخاصة‭ ‬كما‭ ‬أصدرنا‭ ‬بعض‭ ‬الكتيبات‭ ‬والكتب‭ ‬لأعمال‭ ‬أدبية‭ ‬باسم‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ .‬

العدد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ :‬

صدر‭ ‬فى‭ ‬سبتمبر‭ ‬1976‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬كراسة‭ ‬عرضيه‭ ‬17‭ ‬×‭ ‬24‭ ‬سم‭ ‬بغلاف‭ ‬يضم‭ ‬مجموعة‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬للفنانين‭ ‬محمود‭ ‬موسى‭ ‬–‭ ‬أحمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬–‭ ‬رأفت‭ ‬صبرى‭ ‬–‭ ‬فاطمة‭ ‬مدكور‭ ‬–‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬عيد‭ ‬فى‭ ‬لونين‭ ‬وكان‭ ‬ثمن‭ ‬النسخة‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬قرشاً‭ ‬وضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبواب‭ ‬للقصة‭ ‬والشعر‭ ‬والفن‭ ‬التشكيلى‭ ‬والموسيقى‭ ‬والسينما‭ ‬والمسرح‭ .‬

وجاء‭ ‬فى‭ ‬افتتاحية‭ ‬العدد‭ : ( ‬إن‭ ‬حجم‭ ‬الترحيب‭ ‬‮«‬بأقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬“‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تواجدها‭ .. ‬يضعنا‭ ‬إزاء‭ ‬مسئولية‭ ‬توضيح‭ ‬المناخ‭ ‬الذى‭ ‬يولد‭ ‬منه‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ .. ‬الصحوة‮»‬‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الأصالة‭ ‬والجدية‭ ‬وروح‭ ‬التجريب‭ .. ‬وهى‭ ‬بذلك‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬صفحات‭ ‬يكتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬مكاناً‭ ‬للنشر‭ ‬أعماله‭ ‬وإنما‭ ‬هى‭ ‬صفحات‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬جديداً‭ ‬وأن‭ ‬يثرى‭ ‬حياتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬بأزمة‭ ‬طاحنة‭صدر‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وقد‭ ‬تولى‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬أمانة‭ ‬التحرير‭ ‬وتوليت‭ ‬الإشراف‭ ‬والتحرير‭ ‬والإخراج‭ ‬الفنى‭ ‬وبدأ‭ ‬العدد‭ ‬صاخباً‭ ‬بمقال‭ ‬للأديب‭ ‬المجدد‭ ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬رجب‭ ‬بعنوان‭ ( ‬جيل‭ ‬بلا‭ ‬أساتذة‭ ) ‬وهو‭ ‬البيان‭ ‬الذى‭ ‬أطلقه‭ ‬أدباء‭ ‬الستينات‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬والذى‭ ‬ختمه‭ ‬محمد‭ ‬حافظ‭ ‬رجب‭ ‬بالوعيد‭ ( ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬إعادة‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الأقلام‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬عادت‭ ‬الجدية‭ ‬إلى‭ ‬الأدباء‭ .. ‬الإنسان‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬حضيض‭ ‬الفهلوة‭ ‬والخداع‭ .. ‬الله‭ ‬فى‭ ‬إنتظاركم‭ ‬يا‭ ‬كل‭ ‬الكافرين‭ .. ‬يا‭ ‬أهل‭ ‬الخداع‭ .. ‬يا‭ ‬كل‭ ‬اللصوص‭ .. ‬الله‭ ‬فى‭ ‬الإنتظار‭ .. ‬وإلا‭ ‬فالموت‭ ‬يدرككم‭ ‬يا‭ ‬مساكين‭ ‬؟‭ ) ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬1976‭ ‬وهو‭ ‬وعيد‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬صالحاً‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وإلى‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬الله‭ .. ‬رغم‭ ‬مافيه‭ ‬من‭ ‬نيه‭ ‬طيبة‭ ‬وسذاجة‭ ‬وأمل‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ .. ‬أنهم‭ ‬جيل‭ ‬بلا‭ ‬أساتذة‭ ‬حقاً‭ . ‬

جاء‭ ‬العدد‭ ‬ثريا‭ ‬بالموضوعات‭ ‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬دراسات‭ ‬وافية‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬المختلفة‭ ‬مع‭ ‬نصوص‭ ‬حديثة‭ ‬معظمها‭ ‬كتب‭ ‬خصيصاً‭ ‬لأقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬لوحات‭ ‬وصور‭ ‬لأعمال‭ ‬فنية‭ ‬لفنانى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ولم‭ ‬يختلف‭ ‬الكتاب‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬الثالث‭ ‬بل‭ ‬أضيفت‭ ‬أبوابً‭ ‬جديدة‭ ‬كملف‭ ‬خاص‭ ‬للقصة‭ ‬القصيرة‭ ‬وعرض‭ ‬الكتب‭ ‬وأخبار‭ ‬أدبية‭ ‬ومعرض‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ .‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬مطبوعة‭ ‬طموحة‭ ‬مثل‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬التى‭ ‬حاولت‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬حاول‭ ‬فيه‭ ‬كثيرون‭ ‬توصيل‭ ‬إبداعهم‭ ‬للناس‭ ‬وتوضيح‭ ‬المخاطر‭ ‬التى‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ .. ‬وهى‭ ‬مخاطر‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ .. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شباب‭ ‬اليوم‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يهمه‭ ‬لا‭ ‬صحوة‭ ‬ولا‭ ‬يحزنون‭  ‬وباستثناء‭ ‬بعض‭ ‬المحاولات‭ ‬الجادة‭ ‬مثل‭ ‬مجلة‭ ‬الأربعائيون‭ ‬ومجلة‭ ‬أمكنة‭ ‬وكراسات‭ ‬تحوتى‭ ‬ومجلة‭ ‬مهدى‭ ‬بندق‭ .. ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مطبوعات‭ ‬محدودة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬وغير‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬الحركة‭ ‬الإبداعية‭ ‬بالمدينة‭ ‬مثلما‭ ‬كانت‭ ‬أقلام‭ ‬الصحوة‭ ‬ومعظمها‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬الصدور‭ .‬

الله‭ ‬يرحمه‭ ‬محمود‭ ‬عوض‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ .. ‬وجيل‭ ‬الستينات‭ ‬الذى‭ ‬رحل‭ ‬معظمه‭ .. ‬حاولوا‭ ‬وجاهدوا‭ ‬وأصبحوا‭ ‬قدوة‭ ‬لن‭ ‬تأخذ‭ ‬بها‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ .. ‬فالفرسان‭ ‬رحلوا‭ ‬للأبد‭ .‬