يوميات الأخبار

يوميات الأخبار| كورونا.. فى صدرى !

عصام السباعى
عصام السباعى

 نصيحتى : احرصوا.. احترسوا.. لا تسمحوا له بزيارتكم.. احذروا أن يطرق بابكم، لأن لا أحد يعلم ماذا سيفعل ذلك الضعيف فى صدرك ؟

الأربعاء :

لم أتخيل حياتى مع ذلك الضيف الثقيل، فى البداية تجاهلت وجوده، حاولت إنكاره تماما، ولكنه نجح فى أن يترك بصمته وعلامته فى كل حياتى، فى اليقظة والمنام، فى الحركة والسكون، وشل حركتى تماما، لدرجة أننى لم أعد أستطيع التقلب على جنبى وأنا نائم حتى لا أموت اختناقا، وأشعر به دائما يقيدنى تماما، ويحكم قبضته على كل جسدى لدرجة أننى فى تقلبى أشعر وكأننى قد صعدت برج القاهرة على أقدامى، ولكننى وصلت إلى الدرجة التى أجبرتنى على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، فقد مد الضيف الثقيل يده إلى منخارى وتوغل فيها وانتزع حاسة الشم، ثم استدار ومد قدميه داخل فمى، والتف حول لسانى وسرق نعمة التذوق، وعندها عرفت أن كورونا دخل جسدى، رغم كل محاولات البعد عنه وتجنب كل وسيلة نقل يمكن أن يصل بها لأى مكان أتواجد فيه، ولم يكن أمامى سوى البحث فورا عن طبيب والحجز عنده، ثم عمل تحاليل الدم اللازمة وآشعة مقطعية على الصدر، وعندما دخلت على الطبيب وما طمأننى إليه أنه فى جوار النادى الأهلى فى مدينة نصر، وبالفعل شعرت أن نسره يحفظنى ويرعانى، وعلى مسافة آمنة أكثر من اللازم، قال الطبيب : تأخرت كثيرا.. سألته بصوت واهن : هل هى كورونا ؟.. نعم هى كورونا، وبدأ فى كتابة البروتوكول الذى سأتبعه لأسبوعين ثم أعود له فى الاستشارة، وكانت بدايته بحقنة جبارة عباره عن حقنتين فى حقنة واحدة 2 ملجرام، لمدة خمسة أيام، بخلاف مضاد حيوى آخر من النوع الفاجر، واتبعت البروتوكول حرفيا، المهم أننى عندما ذهبت للاستشارة وجدت الطبيب معتذرا لمدة أسبوع ثم أسبوع ثان، فقد زارته هو الآخر كورونا، وما أدراكم ما كورونا، فهى مخلوق قد يبدو تافها ضعيفا، ولكنه غبى قد يضربك ضربة تصعد بروحك للسماء، وهذا ماحدث لكثيرين، وفى كل الأحوال كانت تجربة مريرة وصعبة، ولعل صعوبتها هى التى جعلتنى أحمد الله على مرات عديدة أنقذنى فيها من الموت، وأحمده أكثر لأنه يجعل الخير يتبع الضر، فأكبر انجاز حققته مع كورونا كان التوقف عن التدخين، وأعترف أننى لم أنتصر على الفيروس تماما، فمازال فى صدرى فى صورة عدد من البقع على الرئة، ولا زلت أعالج من آثارها، والحق يقال إن الحياة بعد كورونا تختلف تماما عن ما قبلها، وبصراحة ليست ظريفة، نصيحتى: احرصوا.. احترسوا.. لا تسمحوا له بزيارتكم.. احذروا أن يطرق بابكم، لأن لا أحد يعلم ماذا سيفعل ذلك الضعيف فى صدرك ؟

لطائف وغرائب الضرائب !

 الأحد :

جنود مصلحة الضرائب يستحقون الشكر مرتين، الأولى لجهدهم الكبير فى الحفاظ على حقوق الدولة وجمع مواردها، والثانية لأن عملهم لم يتأثر بفيروس كورونا رغم مخاطره التى طالت كثيرين من هؤلاء الأبطال، أنا شخصيا رغم غضبى من تصرفات بعض المنتسبين لها، لم أفقد إيمانى بهم ولا زال تقديرى واحترامى لهم لم يتأثر، كانت شكوتى من أحد تلك الأصابع المرتعشة التى تعتمد على تسكين كل شيء، حتى لا تقع فى مشاكل، والحكاية سبق ونشرتها فى ديسمبر الماضى تحت عنوان "وليكن يومكم بلون ضميركم "، ولمن لم يقرأها،فالحكاية باختصار أنه تم الحجز على حساب جزء من ورثة قاموا ببيع قطعة أرض وسددوا عنها الضريبة العقارية، ولكنهم بعد أكثر من عام، تلقوا مخاطبة من ادارة التصرفات العقارية بسداد تلك الضريبة، وعندما تحركوا وقبل غلق الملف تماما، فوجئوا بأن هناك صورة من عقد آخر تعتمد عليه الادارة بنفس العقار ونفس المساحة ونفس المبلغ، وكأنهم محتالين ونصابين،قد باعوا الأرض مرتين، ومطلوب منهم سداد الضريبة مرتين، وبعد مطالعة العقد الموجود فى الضرائب، تبين أنه مرفق بصورة دعوى صحة توقيع فى محكمة مصر الجديدة، الطريف أن الكشف عن تلك الدعوى، تبين أنها تمت بصورة عقد لا قيمة له، وأن الدعوى نفسها تم شطبها، الغريب أن وحدة التصرفات العقارية بالمصلحة، رفضت شهادة المحكمة بقرار القاضى بشطب الدعوى، وطالبت بحكم آخر بتزوير ذلك العقد الذى لا وجود له، وتم الطعن فى لا ظوغلى أمام اللجنة المختصة، وبكل أسف لازال الظلم قائما لأن الوحدة الموقرة، لم تقم باحالة الملف لتحدد اللجنة موعدا لنظرها، أتمنى أن يتم التدخل فورا لاتخاذ قرارات تصحيحية أولها تحديد فترة زمنية لكل خطوة للتعامل مع المواطنين،واحترام مصلحة الضرائب للقضاء وقرار القاضى بشطب الدعاوى باعتباره فى مرتبة الحكم القضائى، عدم إخطار الضرائب بالدعاوى، وقصر ذلك على الأحكام، أو تلك المرفوعة بعقود أصلية وليس مجرد صور، وإلزام أصحاب تلك القضايا الوهمية بسداد غرامات تمثل نسبة من قيمة العقد، أو حتى غرامة مقطوعة ثابتة؟ ويبقى الرجاء الكبير بأن يكون ذلك الملف محل اهتمام الرجال العظام فى هيئة الرقابة الإدارية.

"عتل بعد ذلك زنيم"

الاثنين :

لا يوجد ما هو أسوأ من النميمة ونقل الكلام، ومنذ خلق الله الانسان، لم يختف النمام والنمامة والنميمة من حياتنا، وحدث اليوم ماجعلنى أضرب كفا بكف، كما يقول أهل اللغة العربية، فقد جاءتنى قبل فترة بسيدة أعرفها تسألنى النصيحة، فى قيام فلانة زميلتها التى تحبها وتثق فيها، بنقل كلام صديقة ثالثة لها، تصفها فيه بأسوأ الصفات، وتختلق عنها أشنع الحكايات، الغريبة أن نفس الفتاة كانت قد اشتكت قبل فترة من قيام نفس الصديقة بنقل كلام قاس عنها، أما ماحدث وجعلنى أكتب تلك المواقف، هو أنها جاءتنى تعاتبنى لأنى قلت عنها كذا، وحكيت عنها كيت، ويعلم الله أننى بريء من ∩كذا وقريبتها كيت∪، ولأنى أثق فى طيبتها وبراءتها، أعدت على مسامعها مجموعة من الاسئلة : هل يوجد صديق يحبك ويخاف عليك، ويكون من السهل عليه أن ينقل لك كلمات قاسية تمسك، وتمس سمعتك ؟ ردت : بالطبع لا.. سألتها : هل يمكن لمن يحبك أن يسمع من يشتمك ويفترى عليك ولا يقول له عيب، بل يسمع كل ذلك ويكتفى بأن ينقله إليك ؟.. إنها لا تحب، ولكن على العكس تريد أن تحرق دمك، ويعتمد هؤلاء المرضى على فهم مفاتيح شخصيات من شاء حظهم التعس أن يقع تحت أيديهم، فيحركون دماغه وأذنه كما أكرة الباب ذات اليمين وذات الشمال، ويصلون إلى اقصى درجات الاستمتاع المغموس فى السادية وقلة الأدب، عندما يجدون ضحاياهم يتألمون مما سمعوه من كلمات النميمة !

ما أتعجب له أكثر، أن هؤلاء المرضى يسرحون بمرضهم حتى فى أيام الصيام، يطرحون على الطيبين بضاعتهم الرخيصة، ولأننا فى رمضان، اسمحوا لى أن اذكر لكم تلك الآيات القرآنية الجميلة فى وصف النمام، حيث يقول تعالى : : ∩ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم"، فالنمام " حلاف "، أى يحلف كثيرا ليقنع الناس باكاذيبه،كما أنه ∩مهين∪، أى شخصية مهانة حقيرة لا يحترم أبدا نفسه،وهو أيضا "هماز" يهمز الناس ويعيب فيهم أمامهم أو من خلف ظهورهم بالقول والإشارة فى حضورهم أو فى غيبتهم، كما أنه "مشاء بنميم"، أى يمشى بين الناس ينم بينهم بالكذب ونقل الكلام، بما يفسد علاقاتهم وربما يسفك الدماء بينهم، وهو "مناع للخير" حتى عن نفسه، وهو "معتد" ومتجاوز لأى حق، كما أنه "أثيم " يرتكب المعاصى والآثام لدرجة أن الاثم التصق باسمه، وهو أيضا "عتل" أى القاسى المكروه، و"زنيم"، أى شرير صاحب لسان يحرق ويذبح ويقتل!

وادعوا معى : اللهم افضح هؤلاء.. وانتقم منهم.. وابعدهم وابعدنا عنهم.

 

السلالم الخلفية للرياضة !

الثلاثاء :

ما أعرفه عن الرياضة أنها منافسة شريفة وعادلة، وأن الفوز والخسارة فيها يجب أن تكون بشرف،ولا مكان فيها للكاذب أو المتلاعب أو قليل الأدب وعديم الشرف، ولا أعتقد أن إثنين يمكن ان يختلفا على تلك المباديء، أو يمكن أن يختلفا على تطبيقها وتحديد ماهو ضد الأدب أو الشرف أو عدالة المنافسة، مايزعجنى أن أجد من يلف ويدور حولها، يكذب ويهرب من الاجابة على الاسئلة المحددة، يسأله المذيع ما رأيك فى عقوبة لاعب قليل الأدب ؟ يرد بكلام عايم وخايب ويقول: المؤكد أننا ضد قلة الأدب، ولكن مايزعجنا هو عدم تطبيق نفس المعايير، ولكنه لا يخبرنا متى انحرفت المعايير،تسأله عن الرموز، فيقول من ضمن ماقال "مش عيب الرمز يشتم"، يعاتب اللاعب لأن يفعل مثل الجمهور ويشتم، وكأن المفروض أن يشتم الجمهور !!

عموما ما أفهمه جيدا هو عدم التهاون فى اى شيء صغر أم كبر، فالمنافسة العادلة تفترض توحيد قواعد منح رخص الأندية المحترفة، وعدم تجاهل اعطاء الرخصة لأى ناد لا تنطبق عليه الشروط، وأبسطها اكل حقوق اللاعبين والمدربين، الحصول على نفس الفرص والمزايا الخارجية، فلا يعقل أن يحصل ناد على مزايا مالية من اتحاد اللعبة أو وزارة الشباب والرياضة، ولا تحصل عليه كل الأندية الأخرى إلخ إلخ إلخ ،وأستعيد هنا واقعة لاعب الاتحاد والأهلى السابق محمد ناجى جدو، عندما لجأ إلى النيابة، بعد تزوير إيصال استلام مقدم التعاقد، ولو لم يلجأ لتطبيق القانون لكسروا عنقه على السلالم الخلفية لتلك اللعبة، وبكل اسف تنازل "جدو" عن حقه، وضاع الحق واستمر تطاول ذلك الشخص على الحق حتى يومنا هذا.. تضيع الحقوق عندما يتم التهاون فى طلبها، أو إكرام ممن لا يستحق الإكرام بالتنازل عنها !

 

كلام توك توك:

مش فاضى.. للكلام الفاضى !

إليها :

حبك نعمة وعرفت أنه أيضا رزق.