حكايات| «وابور الجاز» وأخواته.. النوم على «أنغام» الضجيج الأبيض

«وابور الجاز» وأخواته.. النوم على «أنغام» الضجيج الأبيض
«وابور الجاز» وأخواته.. النوم على «أنغام» الضجيج الأبيض

هل تحب النوم على أصوات غريبة مثل «وابور الجاز» أو صوت الغسالة.. هل تشعر بغرابة الطور تجاه صديقك الذي لا يحلو له النوم إلا على صوت ضوضاء معينة؟

ربما يكون هذا الصوت هو مجفف الشعر أو المكنسة الكهربائية أو حتى ضجيج محطة تلفزيون بعد انتهاء الإرسال أو «وابور الجاز» ؟!.. هل لاحظت يومًا أن طفلك غط في نوم عميق أثناء تشغيلك لسشوار الشعر أو المكنسة الكهربائية؟

 

هذه ليست صدفة، فبعض الأصوات من شأنها أن تساعد الأطفال في النوم وهنا يظهر مصطلح «الضوضاء البيضاء»، ذلك الإيقاع المتكرر وبنمط ثابت، مثل «تشويش التلفزيون أو قطرات الماء وغيرها من الأصوات».

تتحدث الدراسات عن أن الإنسان يقضي ثلث عمره نائما، نافية صحة الاعتقاد أن الجسم يكون في حالة خمول تام أثناء النوم، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض. 

 

اقرأ أيضًا| شلل النوم المؤقت.. أسرار «الجاثوم» في غرف البنات 

 

وعلى العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم، كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض.

 

الدكتور أحمد سالم باهمام الأستاذ بكلية الطب جامعة الملك سعود، واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم مدير المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم، حدد أربع مراحل للنوم، موضحًا أنه ليس فقدانا للوعي مثل الغيبوبة،ولكنه حالة خاصة يعيشها الجسم على مدار تلك المراحل.

 

أما المراحل الأربعة فالأولى والثانية يكون النوم خلالهما خفيفًا ويبدآن مع بداية النوم، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلتان الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار.

 

 

ويعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميًا هو 8 ساعات، وعند الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7 إلى 7.5 ساعة يوميًا، وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج إلى ذلك العدد من الساعات.

 

صحيح أن الإنسان يحتاج للنوم كحاجته للطعام والشراب؛ بل إن عدم التمتع بنوم هادئ وعميق يؤثر كثيرا على الجسم ويمكن أن تكون له عواقب صحية خطيرة جدا، ولكن كيف للضجيج أن يكون وسيلة للنوم؟

ما هو الضجيج الأبيض؟


الضجيج الأبيض هو مجموعة من الأصوات التي تجمع كافة الترددات التي يستطيع الإنسان سماعها، والتي تقع في مجال الطيف الترددي ما بين 20 إلى 20 ألف هرتز ، ويستخدم هذا المُسمّى في كثير من التخصصات العلمية والتقنية، بما في ذلك الفيزياء والهندسة الصوتية والاتصالات السلكية واللاسلكية، والتنبؤات الإحصائية.

 

وتعود تسمية الضجيج الأبيض إلى الضوء الأبيض؛ لأنه يشبه الضوء الأبيض الذي ينتج من جمع ألوان الطيف (يعمل المنشور الزجاجي على فصل ألوان الضوء الأبيض فيظهر الطيف بألوانه السبعة من الأحمر عبر الأصفر والأخضر والأزرق إلى البنفسجي.

 

كما تقوم قطرات المطر بنفس الفعل على فصل ترددات ألوان الضوء فيظهر قوس قزح، ولعل من أمثلة الضجيج الأبيض صوت أمواج البحر ومجفف الشعر والمكنسة الكهربائية وموجات الراديو أو التلفزيون عند توليفها على محطة غير موجودة.

 

يجمع الضجيج الأبيض بين النبضي والعشوائي ويستخدم فطرياً للتغطية على الأصوات المزعجة الأخرى (عندما تستخدم المكيف للتقليل من سماع الأصوات في الغرفة المجاورة في الفندق مثلاً)، وهذه التغطية تساعد أيضا على التركيز وراحة البال والتخفيف من الصداع لأنه يغطي على الأصوات الأخرى ويدخلها ضمن تردداته.

 

وقد يفيد في المساعدة على تهدئة الأطفال والرضع وإيقاف بكائهم، ويوجد حالياً عدد من التطبيقات لتحسين الأجهزة المحمولة التي قد تنتج ضجيجا أبيض.

 

وتعمل الضوضاء البيضاء على خلق إيقاع موسيقي من أجل وجود أصوات دائمة في الخلفية، وذلك من أجل منع أي أصوات من إثارة وعي الشخص.

 

وهناك كثير من التطبيقات المتوفرة على الهواتف الذكية، والتي تساعد في الحصول على الضوضاء البيضاء من أجل المساهمة في سرعة الخلود إلى النوم، كما أن هناك أجهزة خاصة للضوضاء البيضاء.

 

كيف تساعد الضوضاء البيضاء على النوم؟

 

تعمل الضوضاء البيضاء على خلق إيقاع موسيقي من أجل وجود أصوات دائمة في الخلفية، وذلك من أجل منع أي أصوات من إثارة وعي الشخص.

 

وهناك كثير من التطبيقات المتوفرة على الهواتف الذكية، والتي تساعد في الحصول على الضوضاء البيضاء من أجل المساهمة في سرعة الخلود إلى النوم، كما أن هناك أجهزة خاصة للضوضاء البيضاء.

 

للضوضاء فوائد !

وتساعد الضوضاء في استرخاء الأطفال لأنهم اعتادوا على الضوضاء البيضاء، فمنذ وجودهم برحم الأم، تكون هذه الضوضاء من حولهم، وإن كان الطفل يستيقظ كثيرًا خلال نومه، فإن استخدام الضوضاء البيضاء من شأنه أن يقلل من ذلك ويساعده في النوم بصورة أفضل أن هناك أصوات مخصصة للأطفال مثل تلك التي تحاكي قلب الأم، حيث يشعر الطفل بالأمان عندما تذكره الأصوات بوجوده في الرحم.

وتخلص من طنين الأذن ففي حال المعاناة فإن الضوضاء البيضاء من شأنها أن تساعد في التخلص من هذا الطنين، وبالتالي يتمكن الشخص من النوم أحسن من ذي قبل.

وتساعد في علاج اضطرابات النوم، في حال كان الشخص يعاني من مشكلات واضطرابات في النوم، فقد تساعد الضوضاء البيضاء في التخلص من ذلك، حيث تملك القدرة على حجب أي أصوات أخرى تزعج الشخص عند النوم.

وللحصول على عدة أصوات للضجيج الأبيض يمكن عبر البحث عن كلمة white noise الحضور على أكثر من 7  ملايين مقطع، كصوت رحم الأم وأصوات الأمطار في الشوارع والأدغال والشلالات والمحيطات، وأصوات الأدوات كالمكنسة الكهربائية ومجفف الشعر والصوت داخل طائرة وصوت التكييف والغسالة ووابور الجاز.