حكايات| أول حزن حقيقي يدخل قلب الإنسان.. لحظة الفطام من الأم

الفطام
الفطام

الحزن والاكتئاب.. وجهان لعملة واحدة، يصاب الإنسان بالحزن منذ نعومة أظافره لم يصدق أحد أن الحزن يصيب الأطفال الرضع، ولكن بعد إجراء أبحاث كثيرة أثبتت أن أول حزن يصيب الإنسان في عمره عند إفطامه من ثدي والدته.

وهناك حالة من الإحباط والخوف وخيبة أمل كبيرة لا يعرف تضرب الطفل بمجرد أن يُحرم من ثدي أمه لا يجد طريقة للتعبير بها سوى البكاء ومحاولة التعلق بها.

والفطام يعني منع الطفل من الرضاعة الطبيعية من الأم، ويبدأ مسيرة حياته في الاعتماد على تناول الطعام، وهذا ليس بالأمر الهين، لأن الطفل تعود منذ خروجه من بطن أمه للحياة على هذه العلاقة التي تشعره بالأمن والعطف والحنان، إضافة إلى أنها تجعله دائما قريبا من الأم وفي حضنها ينهل من مشاعر الأمومة الجياشة.

وتعتبر الصعوبة في الفطام أن الطفل سيفقد أشياء كثيرة غير الطعام، مما يسبب له حزنا بالغا يظهر على وجهه وسكونه في أول ثلاثة أيام من الفطام، ويجعل ذلك قلب الأم يتوجع من رؤية طفلها، ويصرخ الطفل في بداية الفطام ويبكي بحرقة، وفي بعض الحالات ترتفع درجة حرارتهم.

ويعد الفطام من الفترات المقلقة بالنسبة للطفل والأم أيضاً، ولكن لابد من ذلك حتى يكتمل نموه بشكل طبيعي اعتمادا على الأغذية الطبيعية، ففترة الرضاعة تعد من أجمل الفترات التي يعيشها الطفل، وتختلف عملية الفطام من طفل إلى آخر.


ويمكن لبعض الأطفال أن يخرجوا من الأزمة النفسية بسرعة وينطلقوا في الحياة بالوضع الجديد، وسرعان ما يتأقلمون مع ذلك، والبعض الآخر يسبب حزنا شديدا للأسرة؛ لأنه يظل فترة طويلة في حالة نفسية صعبة.

اقرأأيضا ||من المطبخ الروسي | طريقة عمل «بيف ستروجانوف»


والخطوة الأولى نحو فطام الطفل تبدأ من إدخال الأطعمة التكميلية إلى جانب حليب الثدي الخاص بالأم في سن ستة أشهر تقريبًا للطفل، وتستمر عملية الفطام حتى يتم استبدال حليب الثدي تمامًا بأطعمة ومشروبات أخرى.

فبعد 6 أشهر، يبدأ طفلك في احتياج مستويات أعلى من بعض العناصر الغذائية - مثل الحديد والزنك والفيتامينات B و D - التي لا تستطيع الحصول عليها من لبن الأم أو احتياطياتها الخاصة بمفردها.

ورغم هذه التغذية فإن الطفل يظل يحصل على 93٪ من سعراتها الحرارية من الحليب حتى في عمر 11 إلى 16 شهرًا ، قد لا يزال الحليب يوفر حوالي نصف السعرات الحرارية اليومية.

والخطأ الشائع لدى بعض الأمهات اعتقادهن أحيانًا أن حليب الثدي ليس مهمًا بمجرد أن يبدأ طفلها في تناول الأطعمة الصلبة، ولكن في الواقع لا يوجد حليب أفضل لها مهما كان عمرها.