«مدفع الإفطار.. اضرب».. هل تعرف صاحب هذا الصوت في الراديو؟

مدفع الإفطار
مدفع الإفطار

كل يوم في شهر رمضان وقبل الإفطار بساعة عندما يكون الشغل الشاغل لملايين الصائمين أن يعدوا إفطارهم وأن يشغلوا أنفسهم عادة في التفكير في أنواع المأكولات بعد صيام يوم كامل يكون هناك فئة من البشر لا يعملون فقط ساعة الإفطار ولكن عملهم يزداد فيها صعوبة.

ولعل أكبر مثال على ذلك رجال المرور حيث يتسابق الصائمون للذهاب إلى منازلهم قبل الإفطار وتزداد الطرق زحمة وتكدس وتزداد مهمة رجال المرور صعوبة، ولكن يوم 13 نوفمبر عام 1970 قابلت أسرة جريدة الأخبار نموذج آخر يتعرض لمثل هذه الظروف وهو النقيب "عبدالحميد عبدالمطلب" هذا الرجل كان كل يوم في رمضان يصدر أمره في الراديو بصوت ينتظره الملايين ويقول: مدفع الإفطار.. اضرب.

فكان هذا الرجل هو الذي يعطي للأفواه الجائعة إشارة المرور إلى كل ما لذ وطاب، وكان يقضي الساعة السابقة للإفطار كالنحلة يدور على مدافع الإفطار في العباسية وحلوان ومصر الجديدة فكان المسئول عن تجهيزها عن طريق توزيع الذخيرة عليها، ويتأكد من عدم وجود أي خلل يمكن أن يعطل انطلاق مدفع الإفطار أو الإمساك.

وكان في نهاية جولته التي تستغرق الساعة السابقة للمدفع يصل إلى القلعة حيث توجد "الحاجة فاطمة" وهو اسم مدفع الإفطار (98 سنة في ذلك الوقت) الذي يفطر عليه ملايين الصائمين وكان يسلم طاقمه نصف كليو بارود وكبسولة اشتعال كانت تتكلف جنيها كل يوم.

وعند انطلاق مدفع الإفطار كان يشعر الرجل الصائم أنه أدى واجبه، ثم بعد ذلك ينطلق إلى بيته في العباسية حيث تنتظره أسرته ليبدأ إفطاره دائما متأخرا عن موعده لكنه كان سعيد بعمله.

وليس هناك قصة أكيدة حول إطلاق مدفع رمضان لأول مرة، ولكن هناك رواية ترجع إلى عهد الخديوي إسماعيل حيث كان الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع فانطلقت قذيفة خطأ مع وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان فاعتقد الناس أنه نظام جديد للإعلان عن موعد الإفطار فعلمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بهذا الأمر فأصدرت فرمانا ليتم استخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية، وقد ارتبط اسم المدفع باسم الأميرة.

اقرأ أيضا | هل الإفطار في رمضان يكون على صوت المدفع أم بالأذان؟.. «الإفتاء» تجيب