50 جنيها غيرت ماسح أحذية من السعادة للنيابة

 ماسح أحذية
ماسح أحذية

ماذا يفعل متجول فقير إذا هبط عليه الثراء فجأة؟.. هل يفتح محل لزبائنه؟ هل يترك مهنته إلى الأبد ويستثمر ثروته الجديدة  في عمل آخر؟.. هل يفكر في إسعاد زوجته أم يفتح بيت جديد بزوجه جديدة؟

 

لم يتخيل ماسح الأحذية عبدالحميد بدر أنه سيجد في يده 50 جنيها مرة واحدة، خاصة أن دخله من هذه المهنة لا يزيد عن 10 قروش في اليوم الواحد، ولكنه لم يحصل على هذه القروش، فقد أضرب الناس عن مسج أحذيتهم بعد أن غمر المطر شوارع دسوق في كفر الشيخ.

 

اجتمعت هموم الدنيا فوق رأس عبدالحميد، وأخذ يفكر في اقتراض بضعة قروش لشراء عشائه وعشاء زوجته لكن دون جدوى، وفي الطريق إلى منزله أخذ ينظر في الأرض يفكر ماذا يعمل، ويسير ببطء حتى لا يقع في الطين.

 اقرا ايضا :"اليوم.. عرض «يوميات ماسح أحذية» و«عبده داغر» بساقية الصاوي

وفجأة وجد ورقة ملفوفة فوق كومة من الطين، وكانت الورقة الملفوفة عبارة عن أوراق من فئة 50 جنيها، وبعد دقيقة واحدة من هذه المفاجأة التي لم يفكر فيها عبدالحميد، ذهب لزوجته ليرسما طريقها إلى السعادة معا، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم عام 1956.

 

شراء سعادة عبدالحميد وزوجته "فتحية" كانت عبارة عن سرير ليناما عليه بدلا من الأرض في برد الشتاء القارس، ودولاب لحفظ الملابس الجديد، كما اشترى حذاء جديدا وساعة من ذهب، وبقي من المبلغ 11 جنيها.

 

أما عن صاحب المبلغ الضائع "فتحي غانم" فكان يبحث عن نقوده في كل شبر من أرض الشارع، وعندما يئس من العثور عليها أبلغ البوليس.

 

وفي اليوم المشئوم في عليه عبدالحميد، جلست زوجته بين جاراتها في سعادة تتحدث عن كيف قاموا بشراء سرير ودولاب وساعة ذهب وأحذية جديدة، وبعد 3 ساعات من الحديث استلم شقيق الضائع منه النقود خطابا من مجهول يقول فيه: "عثر على النقود الضائعة ماسح الأحذية عبدالحميد بدر".

 

قبض البوليس على عبد الحميد بعد أن قام فتحي غانم الإبلاغ عنه، وعندما سأله اعترف على الفور بأنه عثر على النقود في الشارع ولأنه أنفق منها 39 جنيها ثم أخرج الباقي من جيبه، وأحيل إلى النيابة هو وزوجته للتحقيق.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم