إنها مصر

صدام والقذافى وبن لادن والبغدادى!

كرم جبر
كرم جبر

وحدة المارينز التى تمكنت من اصطياد بن لادن، استخدمت طلقة فى الرأس صوبها قناص فى وكره الحصين قرب إسلام أباد، وبعد ساعة واحدة حملته إحدى المروحيات إلى قبره فى مياه المحيط العميقة، وبأسلوب مختلف تم إخفاء جثمان القذافى، ولكن صدام الذى أعدم على مشهد مأساوى فى صباح عيد الأضحى كان له قبر.

بن لادن كان قاتلاً، صنعته أمريكا ليكون ذراع الحرب ضد السوفيت فى أفغانستان، تحت شعار حماية الإسلام من زحف الشيوعية، فجمع المقاتلين من كل بقاع الأرض، للجهاد فى مستنقعات وجبال وكهوف أفغانستان.

قال البيان الصادر وقتها إن وحدة المارينز الأمريكية دفنت بن لادن فى البحر، وفقاً للشريعة الإسلامية التى تشترط إكرام الميت بدفنه بعد ساعة من وفاته، ورتلوا على جثمانه دعوات الرحمة باللغتين الإنجليزية والعربية.

أمريكا كانت تخشى أن يتحول قبره إلى مزار، فالخوف من الأموات يفوق الأحياء أحياناً، وهو نفس ما فعله الثوار مع القذافى، فلا أحد يعرف قبره، وحجبوا رائحته بالجير الحى، وربما اغتالوا من قاموا بدفنه.

وتتردد الأساطير أيضاً حول قبر صدام حسين، ووصلت الخرافات إلى حد الزعم بأن البعض يراه ليلاً يتجول فى المقابر، وحاولوا أن يجعلوا مدفنه مزاراً.

ودارت الدوائر أيضاً على أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم داعش، العراقى الجنسية الذى أذاق العراقيين عذاباً لم يعرفوه، والذى قيل إنه فجّر نفسه قبل أن تقتله غارة أمريكية فى منطقة صحراوية على الحدود السورية العراقية، وكان قبل ذلك كائناً يُستعصى على الاغتيال.

وقبل قتل البغدادى سربت أجهزة المخابرات الغربية تقارير لاغتياله معنوياً، تقول إن الموساد جنده مبكراً تحت اسم "سايمون"، لتنفيذ مخطط الحرب الأهلية فى العراق والشام لصالح إسرائيل.

الخلاصة: اصنع العميل وزوده بالخيانة، واجعل منه بندقية للقتل، وعندما تنتهى مهمته أطلق عليه رصاصة الرحمة، ولكن قبل قتله لابد من اغتياله معنوياً ليكون الموت مرتين.

وعندما تنتهى المهمة وتتم تصفية العميل يكون السؤال الصعب هل هو مطلوب "ميتاً حياً" أم "ميتاً ميتاً" ؟.. والفارق هو أن الجاسوس الحى يكون له قبر، والمطلوب ميتاً إما بتمزيق جسده أشلاء صغيرة "البغدادى" أو فى البحر "بن لادن" أو الجير الحى "القذافى"، مع التأكيد أن القذافى لم يكن جاسوساً يوماً من الأيام، ولكن "هدف ثابت".

وكذلك صدام لم يكن خائناً، ولكن خدعوه فظن أنه يملك جيوشاً غاشمة، وفى الحرب اختفت طائراته ودباباته وصواريخه والنووى والكيماوى، وكأنهم كانوا ألعاباً على الكمبيوتر.

لن يكون البغدادى ولا بن لادن ولا غيرهما من الخونة هم النهاية، مادامت الأرض العربية تنجب شياطين بمخالب وأنياب.