بدون تردد

محمد بركات يكتب: مكرم محمد أحمد

محمد بركات
محمد بركات

إن تودع الجماعة الصحفية، الكاتب الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد.. فتلك خسارة جسيمة، فقدنا فيها صحفياً محترفاً متميزاً وكاتباً وطنياً كبيراً، وقيمة فكرية خلاقة ومبدعة، لرجل أخلص لمهنته وأعطاها عمره وكل جهده، وبذل غاية الجهد للارتقاء بها.

الأستاذ مكرم محمد أحمد، كان بالفعل والواقع عموداً قوىاً وصلباً فى بلاط صاحبة الجلالة، وكان مثالا حياً للصحفى المحارب الباحث عن الحقيقة، والمدافع الصلب عن حق الصحفى فى الاطلاع وحق القارئ فى المعرفة.

خاض طوال عمره الثرى معارك عديدة، مدافعا عن الحق والصواب، ومتصديا بقوة لكل أعداء الوطن فى كل كتاباته وآرائه، وقف بكل عزم وتصميم فى وجه الأفكار الهدامة والمتطرفة والظلامية محاربا صلبا ضد الارهاب بكل صوره وأشكاله.

كان الأستاذ مكرم طوال معرفتنا به وله وتعاملنا معه، قامة صحفية وفكرية كبيرة، ذا تاريخ صحفى ناصع ومضئ ومشرف، فى كل المواقع التى احتلها، سواء فى الأهرام التى  عمل بها بكل الجدية والتميز والكفاءة المهنية، مما أهله للارتقاء فى سلم المهنة وصولا لرئاسة الدسك المركزى ثم مديرا لتحرير الأهرام،...، وعندما ترك الأهرام وانتقل إلى دار الهلال رئيسا لمجلس الادارة ورئيسا لتحرير مجلة المصور، أحدث فيها نقلة نوعية كبيرة وجعل منها رقما محترما بين المجلات المصرية.

ورغم تجاوزه سن الثمانين ظل الأستاذ مكرم حريصا على الوجود النشط فى الساحة الصحفية والاعلامية والسياسية. حاضرا لكل الأحداث ومتابعا لكل التطورات والمستجدات.

لقد فقدنا بغياب الأستاذ مكرم قيمة صحفية ونقابية عالية وشامخة وشريفة،..، رحمه الله رحمة واسعة.