هل علينا أن ننتظر أسبوعين)كما يقال( لنعرف حصيلة سلوكنا فى رمضان المعظم على حصيلة الإصابات بفيروس «كورونا» أم أن الخطاب يظهر من عنوانه «كما نردد دائماً»؟!
والعناوين هنا واضحة فى أرقام وزارة الصحة عن الارتفاع المطرد للإصابات التى يتم التعامل معها من المستشفيات الحكومية. ثم فى تراجع نسبة الشفاء بين هذه الحالات إلى ٧٥٪، ولعل الصورة داخل المستشفيات الحكومية أفضل من الصورة خارجها فى مستشفيات استثمارية مازالت لا تتعامل على أننا حالة استثنائية«!!» أو بين حالات أكثر لا تصل للمستشفيات أو قد لا تظهر عليها أعراض الإصابة.
والعناوين أيضاً واضحة مع حالة التراخى فى الالتزام بإجراءات الوقاية من استخدام للكمامة والمطهرات إلى الحرص على تجنب الزحام والبقاء فى الهواء الطلق قدر الإمكان، وبعض أسباب ذلك مفهومة.. فالملل بعد عام ونصف من الجائحة - أمر طبيعى يحتاج منا أن نواصل التوعية وأن نضاعف الجهد لشرح حقائق الموقف للمواطنين جميعاً لكى يدركوا عواقب عدم الالتزام بإجراءات الوقاية التى ما زالت هى السلاح الأقوى لانقاذهم من الفيروس الشرس، والعامل الأهم للإبقاء على النشاط الاقتصادى والمجتمعى بعيداً عن إجراءات الإغلاق القاسية والمكلفة!
للأسف الشديد.. لا نلمس أى جهد حقيقى فى التوعية المطلوبة ولا أى خطة للتنسيق بين المؤسسات من أجل «رمضان.. بعيداً عن كورونا». بالعكس من ذلك نجد هجمة دعائية عبر شاشات التليفزيون تدعو إلى «اللمّة فى رمضان» ونجد التساهل فى تطبيق ارتداء «الكمامة»، ونجد «الشيشة» تتسلل إلى المطاعم والمقاهى رغم مطاردات متواضعة من المحليات.. أو هكذا قيل!!
لابد من رسالة واضحة تصل للجميع بأن الحفاظ على استمرار النشاط الاقتصادى والمجتمعى بهذه الدرجة من الانفتاح يستلزم -فى المقابل- التزاماً صارماً بالإجراءات الاحترازية من الجميع، وبأن رمضان بدون ارتفاع فى عدد الإصابات أو الوفيات بسبب كورونا سوف يعنى الكثير.. سواء فى قدرتنا على تخطى الموجة الثالثة والخطيرة من هجمات الفيروس، أو فى استعدادنا للتعافى السريع من آثار هذا الوباء على الاقتصاد واضراره الجسيمة على أنشطة حيوية كالسياحة وعلى مؤسسات حيوية كمؤسسات التعليم.
لا يحتاج الأمر لانتظار أسبوعين لنعرف حصاد كورونا، فى رمضان علينا أن نبادر باستعادة الوعى بالخطر وبالتمسك بإجراءات الوقاية طريقا إلى رمضان لا تهزمنا فيه كورونا.. الأمر فى يدنا إذا لم نتهاون ولم ننتظر حتى يقع الأسوأ. حفظ الله مصر من كل سوء.