حوار| الفنان التشكيلي عبد الرازق عكاشة: مصر هزمت أعدائها في موقعة المومياوات

محرر بوابة أخبار اليوم مع الفنان التشكيلي  عبد الرازق عكاشة
محرر بوابة أخبار اليوم مع الفنان التشكيلي عبد الرازق عكاشة

الرئيس السيسي يحاول إنقاذ مصر وإعادتها لدورها الثقافي والحضاري
وجدي غنيم ورشدي وناصر مرتزقة

رسالة الرئيس العالم أن مصر هي التاريخ والأهرامات وأبو الهول والحضارة الممتدة

"مصر هزمت أعدائها في موقعة المومياوات ".. بهذا الكلام بدأ الفنان التشكيلي "عبد الرازق عكاشة - عضو مجلس إدارة صالون الخريف الثقافي - بباريس- حواره معنا عن الحدث الثقافي الحضاري الذي جرى على أرض مصر يوم السبت ٣ أبريل الجاري، ودلالاته، ودوره في إعادة رسم لوحة مصر عالمياً في الوجدان الأوروبي ولدى البشريه ، والرسالة التي تود مصر وقيادتها توصيلها للعالم من خلال هذا الحدث ، والاعلام الفرنسي وكيف نقل الحدث ؟، وكيف ينظر الفرنسيون لما حدث ، واستقبال الرئيس لملوك وملكات مصر السابقين ومدى أهمية الرسالة في هذا التوقيت ، ودور الفن والثقافة في إعادة دور مصر حضاريا في الخارج عبر أبنائها الفنانين والمثقفين .
واجهناه بأسئلة كثيرة عن دور الفن في الأزمات ، وإلى نص الحوار التفاصيل:

 كيف رأيت - بعين الفنان - موكب المومياوات وما دلالاته للعالم الأوروبي ؟

 مصر تعود من جديد لتذكر العالم بأن الهوية الثقافية هي الاساس في الاعلان عن البلدان التي تملك هوية ثقافية وهي بلدان قليلة على الخريطة الثقافة ارتبطت فيها بعمق حضارتها .

وفي ظل جائحة كورونا العالم في احتياج كبير للمجهود الثقافي ، وحدث نقل المومياوات الملكية ال٢٢ فريد من نوعه وجديد ، وهي رسالة ان مصر منذ ٧ الاف سنة ممتدة مهمتها الحفاظ على ثقافتها الانسانية ، ومصر هي بلد الثقافة والفنون والانسانية ، وفي ظل جائحة كورونا تبدلت هموم العالم الى اقتصادية .

اقرأ أيضا| بالصور.. 22 مومياء ملكية بين يد الجمهور بالفسطاط

وكيف رأيت حضور مديرة اليونسكو " أودريه أوزولاي " احتفالية نقل المومياوات الملكية ؟

لا أحد تفسيراً كبيراً حول انبهار المصريين وعدد من المثقفين بحضور مديرة اليونسكو الاحتفال ،أرى أن الناس فرحت كثيراً بوجود اليونسكو في هذه الاماكن ، لكن حقيقة وجود مديرته "أودريه أوزولاي " أنه يريد ان يتاكد ان مصر تحافظ على هذا التراث الانساني هذه وظيفته .
أما رؤيتي كفنان تشكيلي ، فإن اليونسكو هو الذي يكون فخور بوجوده في مصر لان مصر قبل اليونسكو وهو تأسس على قواعد حديثة معاصرة ، بينما مصر وحضارتها ضاربة في عمق التاريخ .
وأنا هنأ أتساءل: هل يسن اليونسكو قوانين لدولة عمرها سبعة الاف سنة ؟ .. مصر بلد قديم ، واليونسكو هو الذي يحتاج لمصر !

دائماً ما يكون للفنان التشكيلي نظرة تختلف عن المواطن العادي ، هل تعطينا نظرتك للحادث كفنان ؟

أنا انظر الى الحدث من زاوية آخرى، و هي ماذا يقول عدوك ، فلقد تربيت على كتب " طاهر أبو فاشا " ومجموعة كتاب أخبار اليوم العظام بعنوان " اعرف عدوك " ، بحثت كيف يتكلم الاعداء وجدت صفر ، واحد خرج قال إن نقل المومياوات حرام ".

وما رأيك في هجوم الشيوخ أمثال " عبد الله رشدي " ووجدي غنيم على نقل المومياوات واعتباره حراماً ؟

هجوم بلا معنى ، هوؤلاء سقطوا ، أنا لم أصفق فقط وقت الحدث ، ولكن عندما وجدت هؤلاء الاعداء وليس لديهم كلام يقولونه ضد مصر صفقت أيضاً .
وزير ثقافة البرازيل السابق هنأني بالحدث ، آنا وجدي غنيم وغيره ليس لهم أي مكان ولا كلام وهذا سقوط لهم لانه نجاح لمصر ، عدوك ينهار أمامك

يتابع : قابلت زوجة جاك شيراك وكانت في انتخابات ساركوزي تكلمت معي بالعربي وقالت لي كثيراً عن مصر ، ما يعني انها بلد مهم جداً في حياة الفرنسيين .

ماذا عن صالون الخريف ودوره في مثل هذه الأحداث الوطنية ؟
أولاً على الجميع ان يتناسى انانيته امام مصر ، ونحن منذ عام ٢٠٠٨ نقدم مصر في صالون الخريف ، مر من صالون الخريف سعيد الشيمي ، رمسيس مرزوق ، جمال الشاعر ، احمد الشهاوي ، محمود درويش ، زاهي وهبي ، أدونيس ، يوجد يوم مصري في صالون الخريف ، لكن بعد صورة ٢٥ يناير وجدنا هجوم كبير على الصالون وما يقدمه لأجل مصر ، الصالون تحرك من باريس الى مصر ٢٠٠٩ ووزارة الثقافة ٢٠١١ ووزارة الشباب ٢٠١٤ م .

وهل دور القوة الناعمة فقط في الصالونات أن تتحركون نحو المجتمعات التي تعيشون بها وتقدمون لها مصر الحضارة ؟

أنا ضد مصطلح القوة الناعمة ، الثقافة سلاح ، هي رصاصة ، لا ليست قوة ناعمة ، بسببها قامت الحرب العالمية الثانية ، الثقافة تكسبك حرب ، والفم يجعلك تنتصر كما حدث في نقل المومياوات ، أنت منتصر ومصر قدمت نفسها برئيسها أنها دولة منتصرة وستواصل انتصاراتها وعودتها لريادة الحضارة .
يوم نقل المومياوات بحثت عن ما يكشف قنوات الاخوان ، وجدتهم قد هزموا في " موقعة المومياوات " ، لم يقدموا ادلة على ضعف مصر الثقافي ، كان يوم الهزيمة العالمية لهم ، هزموا هم وكل من عادى مصر ، محمد ناصر والاخوان ماتوا معركة المومياوات لانهم لم يقدموا ادلة على ضعف مصر الثقافي ، كان يوم الهزيمة للأعداء امام كل مثقفي العالم ، مصر تغيرت الى دولة حدية تقدمت للامام ، في عشاء صالون الخريف يكون رؤساء جامعات السوربون ، ورؤساء تحرير لوموند ولوفيجارو والصحف العالمية الكبرى والتايمز والتليفزيون الياباني يسالون عن الحال الديمقراطي ، تخيل لو أجبت كلمة خطأ كم تخسر بلدي ؟

ما رأيك في تناول الإعلام الفرنسي للحدث ؟
المجتمع الفرنسي يتناول هذه المشروعات كانسانية ، ودورنا نقدم الحاضر أيضاً بالتوازي مع الحضارة الضاربة في عمق التاريخ لكي نقول للعالم أننا على تواصل مع حضارتنا ولكي يأتي الينا ويجد أننا على نفس النهج الحضاري الذي تركه أجدادنا

لكن دور الفن كان غائباً في أزمة سد النهضة ، فما ردك ؟
لم يكن الفن غائباً في قضية سد النهضة ، بل تفاعل معها لمصلحة مصر واستقرار المنطقة ، ولم يقصر الفن ، ولقد حاولت من خلال صالون الخريف أن أقدم شيئا، وجاء معنا الفنان الاثيوبي "آرت سيما " ليكون هناك حوار من خلال الفن حول قضية سد النهضة ، استضافه صالون الخريف ليكون هناك حواراً فنياً حول الأزمة وتداعياتها .


هل استقبل المجتمع الاوروبي الرسالة ؟
طبعا ، هناك شيء مهم يغيب عن أذهان الكثيرين ، في العصور السابقة السائح القادم لمصر كان يتصور أن السياحة لمصر هي شرم الشيخ والغردقة ، نسي الأهرامات وأبو الهول وكانت القرى السياحية تضع أحجار تقليديه للأهرام
ومن وجهة نظري ، هذه الحركة اعادت للعالم ذاكرة انسانية اخرى ان مصر بها الاهرامات والازهر والحسين ولدينا ثلث أثار العالم ، العاصمة القاهرة كانوا يحجزون الطيران يقولون انهم ذاهبون الى مصر شرم الشيخ ، نقل المومياوات أعاد لمصر بثقافتها اليهودية ، المسيحية الاسلامية .

 وكيف قابلت نداء الرئيس من الاليزيه للسياح الفرنسيين ، وفي نفس الوقت وقوفه لاستقبال ملوك مصر وملكاتها في متحف الحضارة ؟
الرئيس يبذل مجهود خارق ، ويحاول ان ينقذ مصر
، وعلى موسسات المجتمع المدني دور كبير في التخديم على هذه الخطوات ، فلم تتأسس جمعيات ومؤسسات للمصريين في فرنسا لكي يحصلون على الاراضي في مصر فقط ، لابد من موسسات تعمل بجانب الحكومة والدولة والرئيس لتحريك مصر الثقافية في عقول الفرنسيين .
الرئيس يتحمل هذا العبء ويطالب الفرنسين ، وأنا أتساءل : أين المركز الثقافي المصري والسياحي والاعلامي من الترويج للثقافة والسياحة المصرية ؟
أخذت جائزة صالون الخريف وكان " جاك شيراك " عمدة باريس تكلم معي مصري وقال بالفرنسية مصر أن الدنيا قال لي أخذت جائزة لتمثل بلدك تمثيل محترم هنا في فرنسا ، ومدام جاك شيراك قالت لي " مصر بلد عظيم في الحضارة ". يجب ان ينسى الناس انانيتهم وشخصيتهم ليساعدوا بلدهم .

ما الدور الذي يمكن ان يقدمه صالون الخريف للترويج للسياحة ولثقافة المصرية ؟
منذ ٢٠٠٨ ونحن نقدم مصر في صالون الخريف فنانين وشعراء وأدباء
مر منه فنانين وأدباء وشعراء ومثقفين مثيرين كما قلت لك ، لكن بعد الثورات بدأ هناك من يحاول وجود مصر في مجلس ادارة صالون الخريف الذي أسس ١٩٠٣ ، تحرك من باريس الى مصر مع جمال الشاعر ٢٠٠٩ ووزارة للثقافة ٢٠١١ ووزارة الشباب ٢٠١٤ ، سفراء دول استغلوا مصريين يحاربونا لكي ينقلوا الصالون الى بلدانهم على الحدود من مصر ، بما فيهم سفراء الكيان الاسرائيلي.
احتفالية نقل المومياوات اعادت ترتيب البيت الثقافي المصري في مواجهة الارتزاق والمرتزقة ، مثل وجدي غنيم وعبد الله رشدي وغيرهم من شيوخ الظلام .
بعض السفراء كانوا يحاربوا صالون الخريف ووجود مصر فيه ، وأخر مرة أثناء الرئيس عدلي منصور أخذنا نور الشريف و٢٤ مثقف عربي تكلموا مع الناس عن مصر والديمقراطية وعرفوا الفرنسيين أنها في الطريق الى الديمقراطية واعتدى المتطرفون على نور الشريف واصدرنا كتاب بعنوان " هذا الصالون اعتدى عليه مرتين " ، الأولى عندما هاجمه " هتلر " و حطم لوحة " بيكاسو " ، والثانية عندما اعتدى عليه المتطرفون التابعون للجماعة الارهابية .


** ما دلالة تأسيس متحف الحضارة في هذا التوقيت من وجهة نظرك ؟
افتتاح متحف الحضارة في هذا التوقيت مهم ، لاننا قدمنا متحف الحضارة يوم انتقال المومياوات الملكية من التحف المصري اليه لنقول ان هذا المتحف للانسانية والحضارة وتصالح الحضارات ، ومهم ان يسير معه الاهتمام بالمعاصرة ، والفن الحديث ، حتى إذا ما جاء السائح يجد القديم والحديث .

أنا أرى أيضاً أن على المؤسسات الكبرى مثل "أخبار اليوم " أن تنظم متاحف للفنانيين المعاصرين ، وهذا يدر عليها دخل كبير ، والدليل على ذلك مثلاً أن ثروت عكاشة جمع مقتنيات بتك مصر في متحف ، يجب ان يكون دور لمؤسسة اخبار اليوم أن تعمل مع المجتمع المدني بانشاء متاحف للمعاصرة ، أن السائح عندما ياتي يريد ان يرى تطور الثقافة المصرية وامتدادها الى العصر الحديث بما يقول له ان المداد الثقافي والابداع لا يزال متصل حتى الآن ، هو يريد ان يرى الفن الحديث كما هو في سنتر " جورج بومبيدو" ينم عن حضارة متجددة ومتواصلة لا تنقطع .

** كتبت رواية الشرابية وتستعد لعمل عن متحف اللوفر ، هل يمكن أن تصدر عملاً عن متحف الحضارة ؟

بالفعل اكتب كتاب عن اللوفر ، وربما يكون فيه عمل عن متحف الحضارة ومنطقة الفسطاط وستترجم للفرنسية .
كتبت رواية الشرابية تكلمت فيها عن الانسانيات ومجدعة المواطن المصري ربما يكون عمل عن متحف الحضارة ومنطقة الفسطاط كلها ، أنا أنظر للاحداث بمنظور مختلف

**كفنان تشكيلي ترصد الحركة وترسمها في لوحاتك ، كيف كان وقع استقبال الرئيس " السيسي " لملوك مصر وملكاتها السابقين من وجهة نظرك ؟
تحرك الرئيس لاستقبال المومياوات ينم عن احترامه لحضارته ومحاولة احياء الدولة المصرية القوية في عصورها التي امتازت بالنجاحات في قطاعات ومجالات كثيرة ، فضلاً عن رسالة الرئيس أنه في مقدمة كل شيء لصالح مصر والمصريين سواء كان قديماً أو حديثاً ، وعلى رأس كل خطوة تجعل مصر دولة قوية وفي المقدمة .
الحدث كان متناغماً من حيث الموسيقى والثقافة المصرية والاطفال المصريين ، مايوكد ان مصر تلعب دور اجتماعي وثقافي وعالمي .