ملاذ أخير لإنقاذ نتنياهو وإسرائيل

 الضغوط تخيم على مباحثات تشكيل الحكومة
الضغوط تخيم على مباحثات تشكيل الحكومة

بداية من اليوم الأحد، لا يتبقى سوى 23 يومًا على تشكيل الحكومة، ورغم محاولات نتانياهو إقناع اليمين بالتحالف معه، تؤكد تقديرات «الليكود» أن رئيس الوزراء فى مفترق صعب، ولا تستبعد ترشحه لمنصب الرئاسة، خلفًا للرئيس الحالى راؤوڤين ريڤلين.


التصريحات الحالية لرئيسى «الصهيونية الدينية» سيموتريتش، و«يمينا» نفتالى بينت، تعطى انطباعًا بأن مهمة نتانياهو معقدة للغاية، إذ يضطر لإقناع الأول بالموافقة على تشكيل حكومة بدعم «القائمة الموحدة» برئاسة عباس منصور؛ فضلًا عن حتمية انضمام الثانى إلى صفوفه. وترى دوائر «الليكود» أن سيموتريتش يمكنه منع تشكيل حكومة يمين، إذ أصر على رفض الجلوس مع «عرب 48» فى حكومة واحدة، وهو ما يجر إسرائيل لانتخابات خامسة. أما «يمينا»، فلا يتضح حتى الآن، ما إذا كان يعتزم الانضمام إلى نتانياهو، أم أنه لا يزال يناور على رئاسة الحكومة المقبلة بالتناوب مع رئيس «هناك مستقبل» يائير لاپيد. ويأتى ذلك رغم الحديث عن اجواء إيجابية خيمت على لقاء الساعتين ونصف، الذى جرى ليلة الجمعة الماضية بين نتانياهو وبينت فى مكتب الأول بالقدس الغربية، واتفاقهما على معاودة اللقاء لاحقًا.


وفى ضوء الوضع المعقد، لا يبدو خيار الرئاسة مستبعدًا، إذ تُجرى مباحثات هادئة داخل «الليكود» حول إمكانية عرض منصب الرئاسة على نتانياهو، إذا فشل فى تشكيل الحكومة. عندئذ، يمكن تفادى إجراء انتخابات خامسة، وعرقلة مسارات محاكمته فى قضايا الفساد المنسوبة إليه. ووفقًا لمصدر بارز فى «الليكود»: «يتضح لنا جميعًا أنه بابتعاد نتانياهو، لن تُجرى انتخابات خامسة. لقد رفض نتانياهو هذه الخطوة فى السابق، إلا أنه لم ينف هذه المرة خيار الرئاسة».


ويرى مراقبون فى تل أبيب أن فرص تشكيل الحكومة الجديدة تبدو ضعيفة حتى الآن، وفيما سافر رئيس «هناك مستقبل» يائير لاپيد إلى واشنطن، لقضاء «وقت لطيف» مع عائلته، بعد تكليف نتانياهو بتشكيل الحكومة، أكد أنه لن يظل مكتوف الأيدي؛ وفى حين يعكف أقطاب «الليكود» فى محاولة يائسة على اصطياد أعضاء مترددة فى أحزاب أخرى، كتب لاپيد فى حسابه على «فيس بوك»: «رغم الجدل الإعلامى حول تشكيل حكومة يمين أو يسار، إلا أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة الإسرائيليين. ينبغى علينا القفز على الثوابت، وبناء حكومة لخدمة الإسرائيليين، وليس المصالح السياسية الضيقة».


ووفقًا لخطة لاپيد، تمثل الحكومة الجديدة أحزاب من كافة الأطياف، على أن تتألف من ثلاثة أحزاب يمينية، هى: «يمينا»، و«أمل جديد»، و«إسرائيل بيتنا»؛ وحزبان من الوسط: «هناك مستقبل»، و«أزرق أبيض»، وحزبان من اليسار الصهيوني: «العمل»، و«ميرتس»، ما يعنى أن أحدًا لن يستطيع الحصول على كل ما يريد.