زيارة ناجحة للكاظمي للرياض وأبوظبى

استثمارات خليجية في العراق... وبغداد تطرح الوساطة بين السعودية وإيران

 اتفاق على زيادة الاستثمارات فى لقاء ولى العهد السعودى
اتفاق على زيادة الاستثمارات فى لقاء ولى العهد السعودى

قد يدخل رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى التاريخ من أوسع أبوابه إذا نجح فى برنامجه الذى التزم به منذ اليوم الأول لتوليه الوزارة فى مايو من العام الماضى حيث تضمن تعزيز سلطة الدولة وقصر امتلاك السلاح على قوات الأمن والجيش كما أنه ومنذ ذلك التاريخ بدا واضحا أنه يسعى بشكل حثيث إلى إعادة العراق إلى محيطه العربى حيث تدفع بغداد ثمنا باهظا لأخطاء عديدة فى مرحلة مابعد الغزو الأمريكى للبلد فى أبريل ٢٠٠٣ حيث تحول العراق إلى ساحة صراع ومنافسة وتجاذب بين نفوذ إيرانى متصاعد ووجود أمريكى بلا انياب وسط حالة من الترقب العربى لتلك المعركة التى انتهت كما هو أصح لصالح الوجود الإيرانى.

ومع السنوات الأخيرة ظهر تيار قوى بين الطبقة السياسية العراقية باتجاه إخراج البلد من هذا الصراع وإدخال المحيط العربى فى المعادلة لإحداث توازن مطلوب وهو ما تكرس بشكل واضح مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى وإن كانت هناك محاولات خجولة مع رئيس الوزراء العراقى السابق حيدر العبادى.


وقد شهدت الأسابيع الماضية تحركا نشطا من الدبلوماسية العراقية على مسارين التنسيق الثلاثى الذى يضمها مع مصر والأردن ومن المتوقع ان تستضيف بغداد قمة ثلاثية قادمة خلال الفترة القريبة القادمة بعد تأجيلها حيث سيتم خلالها طرح مقترح عراقى حيث سيطرح رئيس الوزراء مشروعه الذى كشف عنه تحت اسم الشام أو المشرق الجديد وفقا للنموذج الأوربى فى التكامل الإقليمى أما المسار الثانى فهو تعزيز علاقات العراق الخليجية حيث شهدت الفترة الماضية زيارات وزارية خليجية لبغداد توجها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى بجولة خليجية ضمت السعودية والإمارات .


لقد سعى رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى إلى تحقيق ثلاثة أهداف من زيارته إلى السعودية والإمارات أولها تقديم بلاده كقبلة استثمارية مهمة فى المرحلة القادمة خاصة مع إعادة الإعمار وقد نجح بامتياز فى ذلك بعد ان طرح خطته للإصلاح الاقتصادى لتحفيز القطاع الخاص عبر العديد من الإجراءات وقد تم توقيع خمس اتفاقيات تعاون مع السعودية فى المجال المالى والتجارى والاقتصادى والثقافى والإعلامى مع توافق على ارتفاع استثمارات السعودية فى العراق إلى ١٠ مليارات ريال والاتفاق على صندوق سعودى للاستثمار فى العراق بقيمة ٣ مليارات دولار كما أعلنت الإمارات استثمار نفس المبلغ هناك أما الهدف الثانى فهو السعى إلى دور فى استقرار المنطقة وكان هذا واضحا فى لقاء الكاظمى والشيخ محمد بن زايد والذى أشاد بدور العراق فى تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة مع نهجه سياسية التهدئة والحوار وهناك هدف ثالث وعلى نفس درجة الأهمية أن الكاظمى طرح بلاده «كوسيط» لحوار رباعى يضم إيران والسعودية والعراق وأمريكا وقد ذكرت مصادر مقربة منه ان مثل هذا الحوار يحظى بموافقة مبدئية من كل الأطراف وهناك لقاء قد يعقد على هامش وزراء الخارجية فى الفترة القليلة القادمة وهى فى انتظار زيارة قريبة له إلى طهران والدوحة لإنهاء كافة التفاصيل على مثل هذا الجهد.


مهمة الكاظمى فى استعادة العراق دوره العربى المحورى ليست سهلة ولكنها أيضا ليست مستحيلة فى ضوء توازنات القوى فى الداخل.