أخر الأخبار

بمبة كشر.. «دوبت» 6 رجال وارتدت كيلوهات من الذهب

بمبة كشر
بمبة كشر

بدأت حياتها، وهي لا تزال طفلة في الثالثة عشرة من عمرها، وليس هناك سقف لطموحاتها وأحلامها، وكانت لا تختلط بزميلاتها في شارع محمد علي، لكنها عاشت في سوق العوالم بذات الشارع.

وأخذت بمبة كشر الرقص "غاية وهواية" وتطورت إلى احتراف، وكانت تنافس شارع محمد علي بأكمله، فإذا رقصت "عالمة" بالشمعدان، ورقصت هي في اليوم الثاني وعلى رأسها صينية فوقها ٣ أكواب مملوءة بالماء!

ومن الأمور التي كانت تلفت الأنظار إليها، أن ٣٠ شحاذا وشحاذة كانوا يتبعونها أينما تكن ويذهبون إلى منزلها في الصباح يسألون عنها البواب، أين ستسهر في هذه الليلة؟ ثم يسبقونها إلى مكان الفرح الذي ستحييه، وينتظرونها حتى تحضر لتغدق عليهم المال.

وبدأت بمبة كشر ككل راقصة تبحث عن البرونز، ثم النيكل، ثم الفضة، ثم الذهب، وأول رجل في حياتها كان صاحب الحمار الذي كانت تركبه في أول الليل وآخره، فقد كان هذا الرجل يشاركها فيما تكسبه يأخذ قرشين ونصف، ويترك لها قرشين ونصف، وتزوجته كي تحتفظ بالخمسة قروش كلها، لكن طموحها كان أعلى من ذلك بكثير، فلم تقتنع بالحياة معه، وبدأت تدخل البيوت والقصور، وركبت مرة في عربة أحد الأعيان أثناء ذهابها إلى الفرح، وأقسمت بألا تركب بعد ذلك حمارا.

وطلقت الرجل الأول، لتستقبل الرجل الثاني في حياتها، وكان فنانا مشهورا أكثر منها، لكنه دائما يرتدي العمامة، والجبة والقفطان، ويلفحول عنقه منديلا، ويغني بهذا الزي في المسارح والكباريهات، وكان اسمه الشيخ سيد الصفتي.

ولم يكن في استطاعة بمبة كشر في ذلك الوقت أن تشتري عربة حنطور، لكنها استفادت من الشيخ سيد كثيرا، وعاشت معه مدة طويلة إلى أن اختلفت على سبب بسيط، حيث طلبت منه أن يستبدل ملابسه، ويرتدي بدلة وطربوش، لكنه رفض وتم الطلاق بينهما بنفس السرعة التي تم بها الزواج.

واختلطت بمبة كشر بالطبقة الراقية، وتقدم إليها موظف كبير، قدم إليها الشبكة طقما من الذهب الخالص، حتى "استك" الجورب الخاص بها، ودفع لها مهر ٦٠ فدانا من أجود الأراضي في الوجه القبلي، ولم يعمر هذا الزواج طويلا، فطلقت منه وتزوجت من الرجل الرابع، وكان طبيبا معروفا، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة عام ١٩٥١.

أما الرجل الخامس، فكان وجيها من الوجه البحري، وهو أول رجل اشترى لها العربة الحنطور، والتي كانت تحمل الحرفين الأولين من اسمها مكتوبين بالذهب، وكان يقدم لها في أعياد ميلادها، وفي حفلات الزار التي تقيمها، هدايا فاخرة: بيانو من أوروبا، و٣٥ فدانا في وجه بحري، وأثاث المنزل ب١٠ آلاف جنيه وغيرها، لكن هذا الزوج الثري الذي بعثر تحت قدميها الذهب لم يستطع أن يفوز بقلبها على الرغم من كل هذا فطلقته.

وتزوجت من أحد زملاءها، وهو عازف القانون، محمد عمر، ومن الأمور العجيبة أن بمبة كشر كانت تفضل الرجل الذي تقوم بالإنفاق عليه،على الرجل الذي ينفق عليها، ولم تستطع أن توفق في زواجها من هذين النوعين من الرجال، فقد كانت تبحث عن الذهب حينا، وتبحث عن الحب حينا، فإذا امتلكت الذهب، بحثت عن الحب، وإذا امتلكت الحب بحثت عن الذهب، ولذلك لم تستمر مع عازف القانون، الذي تزوجته عن حب، وطلقته لتتزوج من الرجل السابع، وكان من أعيان القاهرة، وأنجبت منه ولدين وبنتا.

واستطاعت بمبة كشر، أن تنافس وحدها كل عوالم شارع محمد علي، لمدة ٤٥ عاما، وكانت تتحلى في الأفراح بمجوهرات يزيد ثمنها على ثمن ما تتزين به جميع المدعوات، وتوفيت بمبه كشر في عام ١٩٢٨، وشيعتها مصر بأسرها، رجالا ونساء.