"العسل فيه شفاء للناس".. قام أجدادنا بتربيتنا على هذه الآية الكريمة التي أوصى الله بها في سورة النحل، وتحرص كل أم على إعطاء أطفالها ملعقة عسل يوميا لتقوية مناعتهم وتمدهم بالفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها "العسل" الذي أثبت أنه لا يفسد لآلاف السنين.
وقام العلماء على مدى عقود بالبحث في أسرار هذه المادة الفريدة التي تنتجها نحلة صغيرة عبر تحليق لأيام في الحقول جامعة الرحيق من الأزهار في رحلة ملحمية لا يمكن إحصاء مساحتها وعدد جولاتها بدقة.
وكشف مجموعة من العلماء والباحثين في جامعة Nebraska‐Lincoln الأمريكية عن نتائج دراسة جديدة تعمقوا فيها بالبحث عن مكونات ضمن العسل لم تدرس سابقا.
ونشر العلماء نتائج دراستهم في مجلة علمية متخصصة، حيث حدد العلماء خاصية فريدة تجعل العسل مادة مضادة للالتهابات.
واكتشف الباحثون مكونا جديدا أطلق عليه اسم extracellular vesicles، وهي عبارة عن حبيبات بالغة الصغر مغطاة بأغشية بروتينية وأحماض نووية.
واختبر الفريق فعالية هذه الحبيبات بعد وضعها مع خلايا الدم البيضاء، وطبقوا عملية التهابية مخبرية على العينة.
وبينت النتائج أن هذه المادة استطاعت وبشكل كبير تقليل إنتاج الكثير من المواد التي تدخل وتساهم بعملية الالتهاب كبعض البروتينات، وأثبتت هذه الجزيئات فعاليتها بعد تجربتها على عينة من الفئران.
وأصدرت الجامعة بياناً أوضحت فيه أن العسل يعد من أكثر المواد الغذائية المستخدمة في المجال الطبي، خصوصا بهدف العلاج عن طريق تناوله من خلال الفم كعلاج لالتهابات الفم والحنجرة والمعدة والأمراض الهضمية بالإضافة إلى استخدامه كبلسم للجروح والحروق في بعض الحضارات والكثير من الحضارات الأخرى.
وتشير الأبحاث إلى احتواء العسل على مضادات أكسدة ومضادات الالتهابات متعددة الخصائص، ويقدم كدواء للكثير من الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والكبد والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض.
