صحة المصريين بخير| التجربة المصرية تحاصر «كورونا» بأقل الخسائر

التجربة المصرية تحاصر «كورونا» بأقل الخسائر
التجربة المصرية تحاصر «كورونا» بأقل الخسائر

كان هناك 2 مليون مواطن يعانون من فيروس «سى» قبل اطلاق المبادرة الخاصة بالقضاء على الفيروس وكان سيموت منهم 200 ألف مواطن لو كانوا دخلوا جائحة كورونا وهم مصابون بفيروس «سى».

 

منذ اللحظات الأولى التى هاجم فيها فيروس كورونا « كوفيد 19» العالم فى بداية 2020، انتبهت مصر لخطورته واتخذت حزمة من الاجراءات لتجنب اضراره، وذلك فى الوقت الذى انهارت امامه العديد من الانظمة الصحية حول العالم وسرعان ما تخطت مصر مراحل الخطر ولم نصل الى الاعداد الهائلة التى واجهتها الدول الاخرى، اضافة الى جهود مصر فى توفير بروتوكول العلاج بالمجان فى كل المستشفيات المصرية.. كذلك العمل على توفير اللقاحات المضادة للفيروس، وايضا العمل على انتاج اللقاح المصرى.. حيث نجحت مصر ايضا فى تجنب كل الازمات بأقل الخسائر الممكنة وذلك عائد الى القرارات الحكيمة التى اتخذتها القيادة المصرية.. وفى السطور التالية نستعرض رحلة مصر والتى خاضتها منذ ظهور الوباء حتى الحصول على اللقاحات والعمل على تصنيعه.
خدمة 105
أطلقت الدولة العديد من الحملات لتوعية المواطنين من خطر الوباء واثاره السلبية على كل الفئات العمرية، وشددت على ارتداء الكمامات واستخدام الكحول لتطهير ايدينا، اضافة الى استخدام كل وسائل التواصل لايصال المعلومات الصحيحة، وكيفية الوقاية من الفيروس وتعقيم الايادى بالطرق الصحيحة، اضافة الى محاربة الفيروس بكل السبل الممكنة.
جيش مصرالابيض
وهنا جاء دور اطباء مصر الذين لم يدخروا جهدا ولوللحظة واحدة فى التصدى بكل ما لديهم من قوة لذلك الفيروس اللعين، حيث واجهوا خطرا حقيقيا سواء اطباء اوطاقم التمريض، ورغم استشهاد واصابة عدد كبير منهم الا انهم اصروا على اكمال مهمتهم رغم كل شئ، وواصلوا الليل بالنهار فى مستشفيات العزل، ليسطروا بعملهم الشاق سطور من نور فى كتب التاريخ عن ملحمتهم الشرسة التى قادوها ضد فيروس كورونا.. وخلدوا العديد من قصص البطولات التى قدمها الاطباء على رأسها قصة البطل الطبيب محمود سامى الذى فقد بصره بسبب ضغط العمل فى علاج مصابين كورونا عدة ايام متواصلة دون راحة، مما تسبب فى فقدانه لبصره فجأة بعد ان شعر بأرهاق شديد.. على الفور تم نقله لعلاجه على نفقة الدولة وتوفير كافة الخدمات الطبية له، حيث التقى به الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكرمه فورا كونه رمزا حقيقيا من رموز جيش مصر الابيض الذين تحدوا فيروس كرورنا بكل ما يملكون من امكانيات.
ورغم التصدى بكل قوة الى ذلك الفيروس الا ان اعداد الاصابات استمرت فى الزيادة بكثرة واصيب عدد كبير من المصريين والذى تخطى الالف فى اليوم الواحد، وتزايدت الوفيات بشكل ملحوظ، حيث دفع الدولة الى الاستمرار فى التصدى بكل الامكانيات، وزيادة عدد غرف العزل داخل المستشفيات وتوفير البرتوكول العالمى الذى اقرته منظمة الصحة العالمية للتصدى لذلك الفيروس، وبالفعل صمدت اجهزة الدولة ونجحت فى احتواء الازمة على كل الاصعدة، فى ظل معاناة دول عديدة فى المواجهة مع الفيروس.
اجراءات احترازية
أطلقت الحكومة المصرية حزمة من الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، على رأسها فرض حظر التجول للمواطنين والمحلات من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحا، وذلك للحد من الاختلاط بين المواطنين، اضافة الى اغلاق المقاهى والكافيهات والملاهى الليلية، واغلاق ايضا المطاعم امام الجمهور، اقتصار العمل فيها على توصيل الطلبات للمنازل، وايضا اغلاق المولات والاسواق التجارية.. وكذلك ايقاف المواصلات العامة مساء، مع استمرار الصيدليات والمخابز ومحلات البقالة والسوبر ماركت فى تقديم خدماتها على مدار اليوم.. بالاضافة الى اغلاق المساجد والكنائس لتقليل الاختلاط.. وبتلك الاجراءات نجحت مصر فى التصدى للموجة الاولى للفايروس واستطاعت تحجيم تلك الازمة والسيطرة عليها.
وفى ظل كل تلك الاجراءات واجهت مصر الازمة بحكمة حيث اخذت الحكومة المصرية فى الحسبان البعد الاقتصادى للأزمة، حيث ادركت انها لا تملك ترف الاغلاق الكامل للدولة، وذلك لانه سيؤثر مباشرة على المواطنين، وتسود فى مصر حالة من الركود الاقتصادى لن تتحمل عواقبه، وكان لابد من ادارة الازمة بحكمة، واتخاذ قرارات تحقق التوازن بين حماية ارواح المواطنين وصحتهم وبين مراعاة عدم توقف الحياة العملية.
ورغم جشع التجار الذين استغلوا ازمة كورونا وقاموا بزيادة اسعار الكمامات والكحول الى اضعاف اضعاف ثمنها الحقيقى، الا ان الحكومة نجحت فى تجاوز تلك الازمة ايضا عن طريق توفير الكمامات والكحول بأسعار تنافسية داخل الاسواق المصرية، مما اجبر التجار على تقليل الاسعار ليتمكنوا من بيع منتجاتهم، حتى اختفت تماما تلك الازمة من مصر.
توفير اللقاح
منذ اللحظات الاولى اعلنت مصر انها ستبذل كل جهدها للحصول على اللقاح فور توفره، حيث نجحت فى الحصول على اولى جرعات اللقاح من دولة الامارات التى تقدر بـ 50 ألف جرعة فى ديسمبر 2020، فى حين حصلت على 300 ألف جرعة من الصين كهدية للشعب المصرى فى فبراير 2021، كما حصلت أيضًا على 300 ألف جرعة أخرى من الصين كهدية للشعب المصرى فى مارس 2021.
وكشفت تقارير الحكومة المصرية الى انه تم التعاقد على 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا، حيث تم الاتفاق على توريد 40 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا من منظمة جافى، وبصدد استلام 8.6 مليون جرعة منها، بالإضافة إلى الاتفاق على توفير 20 مليون جرعة من شركة - الروسية، فضلًا عن توفير 50 ألف جرعة أخرى من المعهد الهندى بنهاية يناير 2021.
توزيع اللقاح
واكدت تقارير الحكومة أن مصر اول الدول الافريقية التى حصلت على لقاح كورونا، حيث بدأت حملات التطعيم للأطقم الطبية مجانًا بمستشفيات العزل والصدر والحميات منذ 24 يناير 2021، كذلك تم تقسيم الفئات التى ستتلقى اللقاح حيث شملت المرحلة الاولى أصحاب المهن الأكثر عرضة للعدوى (العاملون بالقطاع الصحى خاصة فى مستشفيات العزل)، والمواطنون والمقيمون ممن هم فوق الـ 65 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين لديهم سمنة مفرطة وتتجاوز كتلة الجسم لديهم 40 كجم/م2.. كما تتضمن هذه المرحلة، من لديهم نقص فى المناعة، ومن لديهم اثنين أوأكثر من الأمراض المزمنة.
تصنيع المصل
وتعمل مصر خلال تلك الاونة على تصنيع لقاح «كوفى فاكس» لتكون مصر اولى الدول فى الشرق الاوسط تتوصل الى لقاح مضاد لفيروس كورونا بسواعد مصرية 100% ويعمل اللقاح المصرى بالطريقة التقليدية « اللقاح المعطل» مثل لقاح سينوفارم الصينى، ويتم التطعيم به على جرعتين، حيث تم البدء فى العمل عليه منذ فبراير الماضى وينتقل الان الى المرحلة التجريبية، ويحتاج الى ما يقرب من 6 اشهر على الاقل ليكون متاحا للجمهور، ويعمل اللقاح على انتاج اجساما مضادة بعد 3 اسابيع من الحصول عليه وتظل نشطة حتى الاسبوع الثالث عشر.