رحلة

روعة وإبهار وإنجاز يحبس الأنفاس

جلال دويدار
جلال دويدار

إن هذه الكلمات أقل ما يمكن أن توصف بها.. فعاليات نقل مومياوات ملوك العصر الذهبى لفرعونية مصر من متحف ميدان التحرير إلى متحف الحضارة بفسطاط عمرو بن العاص فاتح مصر الإسلامية. إن مراسم هذا الاحتفال تمت بالصورة المهيبة التى تليق بعظمة هؤلاء الملوك. كانت لفتة هائلة.. تشريف الرئيس السيسى بصحبة رئيس الوزراء وكبار رجال الدولة هذه الاحتفالية. إنها كانت بمثابة تقدير وتعظيم وتكريم لتاريخ مصر المحروسة ولهؤلاء القادة الفراعنة الذين كانوا وراء سطوع الحضارة المصرية العريقة ليغطى نورها كل أنحاء المعمورة.
ووفقا للأبحاث والدراسات والمعلومات الوثائقية.. فقد كان لهذه الحضارة فضل كبير فيما حققته الإنسانية فى جميع مجالات الحياة. من هنا فإنه لم يكن غريبا هذا الاهتمام البالغ بهذا الحدث على المستوى العالمى. تمثل ذلك فى المتابعة الحية من جانب المئات من أجهزة الإعلام العالمية.
>>>
حول هذا الشأن فقد كان السيناريو والإخراج والتصوير ومشاركة أشهر الفنانين المصريين والأداء الموسيقى المصاحب ومساهمات أجهزة الدولة المختلفة.. تعظيما وإثراء لهذا العرض التاريخى. ليس هناك ما نملكه من القدر الكافى للتعبير عن سعادتنا بما قام به كل الذين شاركوا وساهموا فى هذا العمل الوطنى الجليل. إن محصلة جهودهم يجسد الانتماء فى أسمى معانيه. يأتى على رأس هذه الجوقة المتميزة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار والأثريون وكل من كان له دور.. كبيرا أو صغيرا فى هذا الإنجاز الاحتفالى.
>>>
على ضوء الاهتمام العالمى الذى يعكس النجاح الذى حققته الاحتفالية عقد الرئيس اجتماعا أثنى فيه على التعاون المتواصل مع منظمة اليونسكو للحفاظ على التراث الأثرى المصرى باعتباره ركيزة أساسية للحضارة العالمية. أعلن أن القاهرة وما تحتويه متاحفها تعد متحفا مفتوحا لمسيرة الحضارة العالمية. أضاف أن مصر حرصت وفى إطار جهودها التنموية على الاهتمام بتراثها الحضارى جنبا إلى جنب وبالتوازن مع جهودها بكل المجالات الأخرى. هذا الاجتماع حضره وزير السياحة والآثار د.خالد العنانى ود.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والسيدة أودرى أوزلاى مدير عام اليونسكو.  جاء هذا الاجتماع متابعة للاهتمام العالمى بأحداث احتفالية نقل مومياوات ملوك مصر الفرعونية.
 ما أحاط بالاحتفالية من اهتمام عالمى واسع وغير مسبوق.. فإن السياحة المصرية سوف تجنى دعاية لا تقدر بأى مال أو جهد. ارتباطا فإن توقيت تفعيل هذا الحدث.. تم فى وقت تدور فيه التوقعات بأن تشهد حركة السياحة انتعاشا فى النصف الثانى من هذا العام. هذا الانتعاش المأمول يستند إلى الآمال بأن تخف وطأة هجمة الكورونا نتيجة تسريع التطعيم ضدها إن ذلك يعنى بإذن الله إنهاء قيود السفر والانتقال باعتبارهما المحرك لهذه الصناعة الاقتصادية الاجتماعية العالمية.
>>>
 المهم فى الفترة القادمة أن نستفيد من تأثير ردود الفعل العالمية الإيجابية.. لصالح السياحة الثقافية فى مصر. كما هو معروف فإن سياح هذه النوعية من السياحة تحقق دخلا متضاعفا باعتبار أن هواتها ومحبيها الأكثر إنفاقا بين كل النوعيات السياحية الأخرى. أخيرا أتقدم بكل الشكر والتقدير والامتنان.. لكل من شارك أو ساهم فى هذا النجاح الباهر لاحتفالية نقل مومياوات ملوك مصر الفرعونية العظام. إن روعة ومستوى إعدادها تفرض استثمارها.. كوسيلة فاعلة دعائية وترويجية لمصر الحضارة والحرص على زيارتها للسياحة والتمتع بكنوزها وتراثها الحضارى.