بدون تردد

تحديد المسئولية

محمد بركات
محمد بركات

من الطبيعى والتلقائى أن تنتابنا جميعا مشاعر الألم الشديد، فور العلم بوقوع ذلك الحادث المروع باصطدام القطارين، فى منطقة طهطا بمحافظة سوهاج، ظهر أول أمس الجمعة.
ومن الطبيعى والتلقائى أيضا أن تجتاحنا مشاعر الأسى العميق على كل الضحايا، والتعاطف الأنسانى مع أهلهم وذويهم، والحزن العميق على كل من أصابة مكروه فى هذه الواقعة المؤسفة، سواء من فقدوا حياتهم أو الذين أصيبوا فى الحادث الآليم.
ولكن رغم تفهمنا وتقديرنا الشديدين، لكل هذه المشاعر التلقائية والطبيعية لدينا جميعا،..، إلا اننا لابد أن ندرك الأهمية البالغة والضرورية، لتوخى الحكمة والمصداقية الكاملة، فى التعامل مع الأخبار والمعلومات المتصلة بالحادث المأساوى من قريب أو بعيد.
وذلك يقتضى منا جميعا الأبتعاد التام عن التكهنات المتسرعة، وأيضا التنبؤات المسبقة والأخبار غير المدققة، التى يتبرع بها البعض ويروج لها البعض الآخر للأسف، سواء كان هذا التبرع وذلك الترويج بحسن النية أو سوء القصد.
وفى ذلك علينا جميعا إلا نستبق الأحداث، وأن ننتظر نتائج التحقيقات الجارية، من كافة الجهات المسئولة فى الدولة، وفى مقدمتها النيابة العامة، وبقية أجهزة التحقيق والرقابة، وأن نكون على ثقة تامة فى التوصل الى الحقائق الكاملة المتصلة بالحادث والأسباب التى أدت اليه.
ليس هذا فقط،..، بل نضيف إليه بأن لدينا ثقة كاملة بأن كل الجهات المسئولة فى الدولة، ابتداء من رئيس الوزراء والحكومة بالكامل، تتعامل بكل الدقة والشفافية مع الحادث، وتبذل غاية الجهد للوقوف على الأسباب والوصول الى المتسبب.
ونحن على ثقة كاملة من أن العقاب الصارم، سيكون هو الجزاء لكل من تثبت مسئوليته عن الحادث المأساوى.