فى الصميم

قناة السويس.. والتحديات الأهم!!

جلال عارف
جلال عارف

طبيعى أن يتابع العالم بكل اهتمام تطورات حادث السفينة «إيڤر جرين» منتظراً النهاية السريعة بإذن الله للأزمة التى سببتها السفينة وعودة الملاحة إلى طبيعتها فى أهم ممر مائى للتجارة العالمية عبر قناة السويس.
ومنذ اللحظة الأولى كانت الثقة كاملة من العالم فى قدرة هيئة قناة السويس فى التعامل مع الأزمة على خير وجه.. وهى ثقة لم تأت من فراغ وإنما من ٦٥ عاماً كفاءة الإدارة المصرية للقناة التى قدمت منذ استعادة القناة عام ١٩٥٦ نموذجاً رائعاً فى توفير أفضل أداء لهذا المرفق العالمى الذى تمر منه ١٢٪ من التجارة العالمية وبما يصل إلى عشرة مليارات دولار يومياً.
وكما تأتى هذه الثقة من كفاءة الإدارة، تأتى أيضاً من القدرة على مواكبة التطورات بالمشروعات المتعددة لتطوير القناة والتى كان آخرها مشروع التفريعة الجديدة الهامة التى مولها المصريون وانجزتها سواعد أبنائنا. ولا شك أن أمامنا الكثير من العمل لمواجهة الزيادة فى التجارة العالمية، سواء بتوسيع القناة وتعميقها. أو بمضاعفة الجهد فى خدمات السفن والصناعات المرتبطة بها، انطلاقا من اليقين بأن القناة ستظل الممر المائى الأهم فى العالم، والأكثر أمانا، والأنسب للتجارة العالمية من حيث الوقت والتكلفة.
ويبقى أن حادث السفينة الجانحة وتعطيلها الملاحة سوف يجعل أوروبا بالذات تفكر فى ضمانات أكثر لسلاسل الإمداد اللازمة لصناعاتها والقادمة من آسيا، وهو الأمر الذى يتيح فرصا أساسية لمشروعات تنمية إقليم قناة السويس، ولقدرتها على جذب الاستثمارات العالمية فى التصنيع أو فى تجارة الترانزيت وزيادة القدرة على التحول لمركز لإعادة التصدير يوازى فى أهميته ميناء سنغافورة ويتميز بموقعه الذى لا يضاهى الذى يربط أساسا بين قارات العالم.
ثقتنا وثقة العالم كله كبيرة فى قدرة هيئة قناة السويس على إنهاء أزمة السفينة الجانحة واستئناف الملاحة فى أسرع وقت.. وأملنا كبير فى أن نكون جاهزين لتحديات ما بعد الأزمة، بنفس الروح التى أضافت التفريعة الجديدة للقناة بأموالنا وسواعدنا، وبتصميم أكبر على انجاز ما خططناه لقناة السويس لتكون قاطرة التنمية فى مصر ولتظل الممر الأهم لتجارة العالم.
ودائما كانت التحديات كبيرة، وكنا قادرين -ومازلنا- على أن نعبر التحدى وليس أفضل من قناة السويس لتذكرنا بذلك!!