إنها مصر

ذكرى سقوط بغداد !

كرم جبر
كرم جبر

19 مارس 2003 بدأ الغزو الأمريكى للعراق، والقضاء على صدام حسين، عقاباً له على احتلال الكويت، ولم يدفع وحده الثمن، ولا العراق ولا الأمة العربية فقط، بل المنطقة كلها تسدد الفاتورة حتى الآن، الفاتورة الباهظة.
بداية الخيط كانت فى 11 سبتمبر 2001، بالأحداث المروعة التى أسقطت برجى مركز التجارة فى نيويورك، فأعلنت الولايات المتحدة الحرب العالمية الجديدة، وخصت على ما أطلقت عليه "محور الشر"، وكان فى رأس القائمة نظام الحكم فى أفغانستان، والثمرة الكبرى صدام حسين.
لماذا صدام حسين؟
لأنه هدد البشرية حين أقدم على غزو الكويت، وعرض منطقة الخليج حيث الثروة والبترول لمخاطر جسيمة، وكان مستحيلاً أن يسمح الغرب وأمريكا بأن يكون مصير الطاقة فى يد حاكم متهور.
ولأن صدام ارتكب جريمة كبرى بغزو الكويت، ووضع الأمن القومى العربى فى مهب الريح، وفشلت كل الجهود فى إثنائه عن مطامعه، ولم يكن هناك بديل سوى تدميره والقضاء على جيشه ووضع مسمار فى نعش التضامن العربي.
ولأن صدام لم يكن مسموحاً استمراره بأى صورة من الصور، فى ظل ترتيبات النظام العالمى الجديد الذى تخطط أمريكا لإحلاله فى المنطقة.
لم يكتف الغرب وأمريكا بتحرير الكويت، وأصبح الهدف هو تدمير العراق.
لم يستغرق الأمر سوى 20 يوماً، ويوم 4 أبريل 2003 كانت القوات الأمريكية على مشارف بغداد، بينما كان "دوبلير" صدام يتجول فى الشوارع الخلفية للمدينة، وحوله بعض الناس يهتفون له "بالروح بالدم نفديك يا صدام".. ويالها من مأساة كبرى.
كانت القوات الأمريكية تهدم تماثيل صدام، وتتعرض القصور الملكية والمناطق الأثرية للسرقة والنهب، بينما وزير إعلامه "الصحاف" يتحدث عن قطع مؤخرة العلوج وتصفيتهم، وتمتع الصحاف بعد تدمير بغداد فيما بعد بالحماية، ونقلوه إلى مكان آمن يقضى فيه بقية حياته.
وانهارت البوابة الشرقية للأمة العربية، بسقوط بغداد والقضاء على جيش صدام، الذى ذهب مع الريح، ولم يعلم أحد حتى الآن أين ذهبت الطائرات والدبابات والصواريخ، وبقية الأسلحة الرهيبة التى كان يزهو بها.
وعثروا على صدام مختبئاً فى حفرة تحت الأرض، بعد أن عقموه بالبودرة وفحصوا أسنانه، وقدموه لمحاكمة مهينة، انتهت بوضع رقبته فى حبل المشنقة صباح عيد الأضحى.
الدرس المستفاد: الدول هى التى تدفع الثمن، فإذا منح الله أحد الشعوب حاكماً عادلاً، أخذ يبنى ويعمر ويزرع فى الأرض الخير والنماء، وإذا كان ظالماً جلب على شعبه الجوع والشقاء.