بدون تردد

العالم... والوباء «2-2»

محمد بركات
محمد بركات

فى ظل الانتشار الواسع للوباء وغيبة أى دلائل مؤكدة تبشر بقرب إنحساره أو  زواله، أصبح العالم يعيش الآن حالة من الرغبة المتزايدة لدى بعض الدول الغنية والقوية اقتصاديا، للحصول على أكبر قدر من اللقاحات الواقية من الإصابة بالمرض.
وتشير  الأخبار المتدالة فى الآونة الأخيرة عبر أجهزة الاعلام ووكالات الأنباء، إلى ازدياد حدة السباق المحموم الجارى بين الدول الغنية للحصول على اللقاح بكل الوسائل الممكنة،..، حتى ولو مثلت انحرافا عن المسار الانسانى أو  الأخلاقى الذى  كان متصورا  أو مأمولا أن يتم الإلتزام به فى التعامل بين الدول والشعوب.
وفى ظل ذلك.. أصبح العالم فى مواجهة حقيقية مؤلمة، تؤكد أن هذا السباق خرج عن السياق الانسانى والقيمى، ولم يعد مراعيا لحقوق الدول والشعوب الفقيرة، فى الحصول على اللقاحات اللازمة لحماية مواطنيها من الوباء.
يحدث ذلك فى الوقت الذى تعانى فيه العديد من الدول من الموجة الثالثة للوباء الذى أصبح أكثر شراسة وسرعة فى الانتشار والعدوى بين كل الأعمار، ولم يعد مقصورا على إصابة كبار السن فقط، بل إمتدت واتسعت قدرته على إصابة الشباب والأطفال أيضا بنسبة كبيرة.
وتواكب  ذلك مع رصد واكتشاف أن العديد من السلالات الجديدة والمتحورة من الفيروس وراء هذه الموجة، وخاصة السلالة البريطانية التى تأكدت مسئوليتها عن إصابة ما يزيد على «50٪» من المصابين الأوروبيين.
ولكن الأكثر إثارة للقلق الآن فى العالم كله، هو ما تم رصده من غياب للظواهر والعلامات المؤكدة لإصابة الشخص بالمرض، بينما هو مصاب فعلا وناقل للمرض أيضا،...، هو ما يشكل بالفعل  تهديدا كبيرا وخطرا عظيما لم يكن متوقعا من قبل.
وفى ظل هذا الابتلاء.. يبقى الأمل فى عفو الله سبحانه وتعالى ورحمته الواسعة بالبشر فهو ملاذنا جميعا.