نوبة صحيان

والمحافظ «نايم فى العسل»!

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

لو انشغل كل محافظ بتنمية محافظته، كما ينشغل الرئيس عبد الفتاح السيسى ببلادنا كلها من أقصاها لأقصاها.. لتغيرت أحوالنا للأفضل مليون مرة.
نعم هناك بالفعل نماذج من هؤلاء المحافظين.. ممن يشعرون بالمسئولية، ولديهم حلم لتحويل الإقليم المسئول عنه إلى مصنع ضخم يتخصص فى ميزة ما حباها الله لمحافظته فيحولها إلى «نمر اقتصادي» يصدر للخارج بالمليارات، أو يجعل منها سلة غذاء مصر لو كانت محافظته زراعية.. أو يُنجز مشروعا كبيرا للتنمية البشرية لصقل مهارات ووجدان شباب محافظته ويغير من أنماط تفكيرهم للأفضل، خاصة بالمدن والقرى التى تتفشى فيها أفكار العنف أو التخلف بكل أنواعه.
هى إذن مسئولية ضخمة وكبيرة، فالمهم أن يكون للمحافظ حلم يحققه فى المنطقة التى يكون مسئولا عنها.. مثلما حقق الرئيس السيسى مصر أخرى جديدة.. عمل عليها فى السنوات الماضية وسيعمل على تعزيزها وتأكيدها مستقبلا.  
لكن للأسف هذا المحافظ لا يتوافر لكل محافظاتنا الـ٢٧ فالكثيرون منهم يتصور أنه جاء للأبهة ، والاستمتاع بمكافأة نهاية الخدمة فى وظيفة مرموقة.
لا يا معالى الوزير المحافظ هذا العهد قد انتهى، وسيادتكم جئتم لأشرف مهمة عليك إنجازها.
أقول ذلك لأن مسئولا كبيرا بإحدى مؤسساتنا الثقافية الحكومية «المحترمة» المرادفة لوزارة الثقافة ولا تتبعها وهو قامة وطنية شامخة.. حكى لى بحزن شديد وباستغراب أشد قائلا «أشعر وكأننى أطارد محافظاً لإحدى محافظاتنا الشمالية، ممن يعانى شبابها البطالة والإرهاب والهجرة غير المشروعة».
وعندما سألته كيف؟!.. قال إن مؤسسته «الحكومية» تريد إنشاء مكتبة عامة كبيرة بالمحافظة منذ مدة طويلة، وأن دور المحافظة الوحيد هو تخصيص قطعة أرض أو مبنى مهمل مما تزخر به المحافظة لتحويله إلى منبر ثقافى ضخم، يشع بالنور والتنمية والثقافة وتعديل المفاهيم والسلوكيات وأساليب التفكير مثلما تم فى محافظات أخرى. 
ولكن المؤسف أن السيد المحافظ المهمل «غير المحافظ على مسئولياته» لم يبال حتى بالرد شاكرا أو معتذرا رغم تكرار التواصل معه.. ومازال سيادته «نائما فى العسل»!!