فى الصميم

نساء حول العرش!!

جلال عارف
جلال عارف

يبدو أن العرش البريطانى موعود بأن تكون أكبر أزماته بفعل التمرد الداخلى فى صفوف العائلة المالكة. العرش الأقدم والأشهر فى العالم لا يواجه مشاكل سياسية لأنه لا يمارس دورا فاعلا فى الحكم يصمد العرش لأنه يمثل مظلة للاستقرار ويحافظ على «الأبهة» التاريخية التى تستثمرها بريطانيا جيدا. لكن ذلك لا يمنع العواصف من اقتحام الحصون الملكية ولا يستطيع كبح التمرد حين يأتى من داخل العائلة.
فى آخر العواصف يجيء التمرد من حفيد الملكة الأمير هارى وزوجته الأمريكية ميجان ميركل. الزوجان كانا قد تخليا فى العام الماضى عن التزاماتهما داخل العائلة المالكة لينتقلا للعيش فى أمريكا، وليذكرا العالم بالقصة الشهيرة لتخلى إدوارد الثامن عن عرش بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية ليرتبط بسيدة مطلقة أمريكية (كما هو الحال مع ميجان) الفارق هنا أن إدوارد الثامن ذهب مع زوجته ليعيشا حياتهما الشخصية فى هدوء، بينما اختار «هارى وميجان»، الطريق الآخر، وظهرا قبل أيام فى حوار تليفزيونى مطول ليكشفا- من وجهة نظرهما- بؤس الحياة التى عاشاها داخل قصورهما الملكية، والمعاملة السيئة من «البعض» داخل المؤسسة الملكية الذين كانوا من المعارضين لزواج هنرى من الممثلة الأمريكية السمراء والتى دفعتها- كما تقول- للتفكير فى الانتحار!
لكن الأسوأ فى الحوار العاصف كان ما أثير عن عنصرية ضد طفلهما وحرمانه من لقب «أمير»، خوفا من لون بشرته. وهو ما دفع القصر الملكى إلى استنكار ذلك والتعهد بالتحقيق فيه، مع إبداء الاعتزاز بالطفل والوالدين!
تتركز الأضواء على السمراء ميجان باعتبارها حاملة بذور التمرد لزوجها، لكن قد يكون العبء النفسى على هارى هو الأكبر الأمىر الذى كان طفلا حين شيع أمه (الأميرة ديانا) لمثواها الأخير يقول إنه ترك كل شيء حتى لا تتكرر مأساة أمه مع زوجته ميجان. ويشعر بالآسى لأن أباه «تشارلز»، لا يرد على مكالماته ويعيش بميراثه من أمه فقط، ومع ذلك يبقى متمسكا بالحياة الجديدة التى اختارها.
العرش البريطانى يواجه العاصفة بهدوء معتاد والبيان الصادر عنه قد يفتح بابا لتسوية ما. سيتابع الاعلام العالمى الجانب المثير من قصة «ميجان وهاري»، لكن السؤال الكبير سيبقى: هل سيظل العرش البريطانى على تقاليده القديمة، أم أن الآوان قد حان لملكية أكثر اقترابا من الشعب، وأصدق تعبيرا عن العصر؟!