إنها مصر

المرأة المصرية

كرم جبر
كرم جبر

هى الابنة والزوجة والأم والأخت وكل شيء فى الدنيا، السند والدعم والذراع، وفى كل المواقف والأحداث، تكون بطلة ورائعة وعظيمة، وتتحمل المسئولية كما ينبغي.
المرأة المصرية بالذات هى العمود الفقرى للبيوت، تملأها دفئاً وحيوية وحياة، وبدونها تصبح الدنيا أطلالاً، ليس فيها شيء جميل يحفز على إبداعات الحياة.
مخطئ من يتصور أن تربية الأولاد مهمة سهلة، فى ظروف حياتية ومعيشية صعبة، تتصدى خلالها الأم لأصعب المهام، وتقدم للمجتمع نماذج مشرقة من الأبناء القادرين على تحمل المسئولية التى رضعوها من أثداء أمهاتهم.
ليست المرأة ذلك الكائن الضعيف الذى تتحدث عنه بعض الثقافات المتطرفة، فبينما كرم الإسلام المرأة أعظم تكريم يحاول بعض المتطرفين أن يهينوا عقلها وفكرها لصالح جسدها وغرائزهم.
وانتصرت المرأة المصرية فى كل المعارك التى دخلتها.
برز دورها العظيم فى 30 يونيو، حين كسرت القيود وحطمت الخوف، وخرجت تصرخ بأعلى صوتها "مصر.. مصر" لتنقذ وطنها من أنياب وأظافر الجماعة الإرهابية، لأنها تعلم أن وطنها الكبير هو حجر الأساس لوطنها الصغير الذى هو بيتها.
البيت عند المرأة هو الحماية والاطمئنان والأمن والحضن الدافئ والجدران الأربعة والسقف والعزوة والأهل والحماية والعائلة.. وخرجت المرأة المصرية فى 30 يونيو تدافع عن بيتها وحياة أولادها وأحفادها.
خرجت تدافع عن المستقبل، الذى هو وطن يحميها من التشرد فى خيام اللاجئين والموت فى البحار، ومصر بالذات لا يستطيع شعبها أن يهجرها لأى مكان آخر، ولا ينام ولا يطمئن إلا إذا كان بلده بخير.
لم تعد مقاييس تقدم الأمم هى المعايير التقليدية، وإنما الدور الذى تلعبه المرأة فى المجتمع ومدى مساهمتها فى خدمة بلدها واشتراكها فى الحياة العامة وتوليها الوظائف القيادية.
والحمد لله استحوذت المرأة فى السنوات الأخيرة على وظائف قيادية لم تشغلها فى تاريخها، فى الوزارة والبرلمان والحكومة وغيرها، بجانب عدد كبير من سيدات الأعمال فى القطاع الخاص.
لم يعد تمكين النساء شعارا أو عبارات ملونة تطلق فى الهواء، وإنما سياسة تؤمن بها الدولة ويقف فى ظهرها المجتمع، وتبشر بخير كثير فى المستقبل.
وفوق كل ذلك أمهات الشهداء العظيمات، ولم يبخلن بفلذات أكبادهن فى معركة بقاء مصر أبية وحرة وكريمة، لا يتحكم فى مصيرها مغامر أو مقامر أو إرهابي، وكانت وقفتهن فى الجنازات تثير فى النفوس الأحزان وأيضاً القوة والعزيمة والإيمان بالله.
المرأة المصرية هى كل شيء فى الدنيا، مشغولة فى البيت وتتحمل المسئولية فى العمل، وتعود إلى منزلها منهكة ومرهقة للإشراف على مذاكرة أولادها وتجهيز الطعام والقيام بمهام تنوء عن حملها الجبال.
قولوا لنسائكم كل عام وأنتن بخير، وكل سنة وأنتن فى تقدم ورفعة وسمو، لتنزاح عنهن هموم موروثات قديمة، حاولت أن تجعل المرأة كياناً مهمشاً، ولكنها تحدت المستحيل وتصدرت الصورة.