سوليتب لاصق وسماعة بولوتوث| دولاب الغش «متجدد».. والبرشامة بـ10 جنيه

أساليب الغش القديمة
أساليب الغش القديمة

◄ طلاب: «محتاجة برشام يا أبلة»..عبارة نسمعها كثيرًا أمام باب الجامعة وأثناء دخولنا اللجان

◄ د. شقرة: قادرون على منع الغش..وحرمان الطالب سنة دراسية حال استخدامه للمحمول

◄ د. سلام: تقليل عدد الممتحنين وزيادة المراقبين للمواجهة 

◄ د. إيمان: دمار للمنظومة التعليمية والأخلاقية.. ونوافذ إلكترونية للربط بالجوانب النفسية

 

مع بدء الامتحانات الدراسية بالمدارس والجامعات، يلجأ بعض الطلاب لحيل مبتكرة من الغش باقحام وسائل التكنولوجيا لتسهيل المهمة، إلا أن الطلاب هذا العام عادوا إلى الأسلوب القديم في الغش المعروف بين الطلاب والغشاشين بـ«البرشام» وبعد التضييق على تلك الوسائل الحديثة وهذا ما يوفره لهم أصحاب المكتبات أمام الجامعات وبيعه لهم « البرشام» على ورق مصغر مقابل مبالغ مادية، فما هى طرق الغش القديمة وكيفية مواجهتها؟.. هذا ما نتعرف عليه من خلال التحقيق التالي..

 

برشام الامتحانات

فى البداية، يقول عمر راشد طالب بالفرقة الرابعة كلية الآداب، إن «البرشام» نفسه قديم ولكن طريقة استخدامه حديثة، حيث يقسم المنهج على طالبين يقومان بتبديل الإجابات بعد الانتهاء من كتابتها فيما بينهما لتقليل حجم البرشام لدى كل طالب.                   

 

السوليتب اللاصق

وأضاف محمد حسن طالب بجامعة حلوان، أن الشباب فى الجامعة يتبعون حيلاً جديدة، حيث يقومون بكتابة الإجابات على ورق أبيض عادى ثم يقومون بوضع «السوليتب اللاصق» عليه ووضع قطرات من المياه عليه وبعد ذلك يتم تقشير الورقة بحيث يتم طباعة ما تم كتابته عليه، ثم بعد ذلك يتم وضعها على المقعد لالتصاقها، وبعد الانتهاء من الإجابة على الأسئلة يقوم بإزالتها وكأن شيئاً لم يحدث.

 

سماعات بلوتوث

بينما تقول ندى خالد، طالبة بالفرقة الثانية بجامعة عين شمس، إنها شاهدت العديد من الطلاب خلال العام الماضي ، يمارسون أشكال عديدة للغش، حيث يقومون البنات بوضع سماعات بلوتوث حديثة صغيرة الحجم يتم التصاقها داخل الأذن، وهناك أساليب أخرى كالكتابة على الكمامة، والبنطلونات الجينز، والحوائط وغيرها، حيث إن العديد من أصحاب المكتبات ينتشرون أمام بوابات الجامعة يبيعون إجابات المنهج على ورق مصغر «برشام المادة بـ 10 جنيه» «محتاجة برشام يا أبلة» .

 

طرق المواجهة

من جانبه، يقول الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، إن ظاهرة الغش نعاني منها منذ عشرات السنين، والغريب أن بعض الطلاب الغشاشين لا يعتبرونها شيئاً يخالف الدين والأخلاق، مضيفاً أنه خلال السنوات الماضية تم ضبط العديد من حالات الغش بالطرق التقليدية كالنقل من الكتب أو المساعدة من طالب آخر، الكتابة على مقعد الامتحانات في المدرجات أو استخدام قصاصات الورق المنقولة الذى يسمى « البرشام» والجامعة قادرة على ضبط تلك الأساليب ومواجهتها بالطرق التقليدية كذلك، إذ بالعين المجردة نستطيع أن نلاحظ الطالب المرتبك من الطالب العادي، متابعاً أن من الأساليب الغربية أثناء الامتحانات يقوم الطالب بتجبيس يديه على أنها مصابة بكسر لوضع « البرشام» فيه ولا أحد يلاحظ ذلك، وبعد استخدام التكنولوجيا والهاتف المحمول صدرقرار صريح  منع دخول الهواتف الذكية لجان الامتحانات، ومن يتم ضبط المحمول معه سوف يتم حرمانه من امتحان المادة حتى ولو كان الهاتف مغلق لم يستفيد منه، وإذا استخدم الطالب الهاتف بالفعل قد يُحرم من السنة الدراسية، لذلك عاد الطلاب للطرق التقليدية نظراً لمواجهة هذه الظاهرة من قبل الجامعة بشكل حاسم، مؤكدًا أن الجامعة مؤهلة وقادرة على مواجهة الأساليب الحديثة بشدة، حتى نستطيع تقديم تكافؤ الفرص.

 

الكتابة علي الحائط

كما يقول الدكتور محمد سلام، مدرس مساعد بكلية التربية جامعة الأزهر بالدقهلية، أن من أشهر حالات الغش الكتابة علي الحائط والمقاعد التى يجلسون عليها وكذلك عن طريق الهاتف المحمول ووضع سماعات البلوتوث، مؤكداً أن الجامعة قامت بعمل حلول بالفعل للحد من تلك الظاهرة، حيث قامت بتقليل عدد الطلبة في اللجنة وتزويد عدد المراقبين للسيطرة على الوضع بكل صرامة ومن يتم ضبطه بالغش يتحول للتحقيق قد تصل العقوبة إلى فصل عام أو عامين.

وأوضح أن معظم الطلاب يتجهون إلى ممارسة تلك الأساليب لظروف غير صعوبة المناهج لأن لديهم زملاء يدرسون نفس المناهج ويحصلون على درجة امتياز ويصبحون من الأوائل، لذلك ينصح الطلاب بوضع جدول للمذاكرة والالتزام به ويتم تحديد عدد الساعات الفعلية للمذاكرة لكل مادة، ولمن يعمل يقوم بالتفرغ قبل الامتحانات بـ20 يوماً علي الأقل للمذاكرة والاستعداد للامتحانات. وعلى الجانب الآخر، تقول الدكتورة إيمان عبدالله استشاري علم نفس وعلاج أسري، إن لكل مقام مقال وهذا الغش أصبح مقام الشبكة العنكبوتية والإنترنت واختراع أساليب تتناسب مع هذا التطور، وأصبح هناك دمار للمنظومة المجتمعية والتعليمية والأخلاقية، مضيفة أن من الأسباب التي أدت إلى انتشارتلك الظاهرة التربية التى اعتاد عليها الطالب فى الاستسهال وغياب القيم والأخلاق و الوازع الديني وعدم تقويم الضمير بالشكل الصحيح، كما أن هناك بيئة هيئته على الغش سواء بيئته الأسرية أو التعليمية «كتسريب المدرسين للامتحان»، وكذلك هناك سلوكيات غير سوية مرضية يتبعها الطالب للوصول إلى هدفه، حيث يتحول من إنسان راقي إلى إنسان أناني لديه تدني فى السلوك.

 

نوافذ إلكترونية

وتقترح « عبدالله» بعمل نوافذ إلكترونية من خلال مواقع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالي لربط التعليم بالجوانب النفسية والاجتماعية للطلاب بهدف مساعدة الطلاب وإسعافهم بالإجابة على أسئلتهم الإرشادية وتقديم مراجعة للمناهج من خلال تلك النوافذ.

اقرأ أيضًا| الإبراهيمية «مصنع» الفلاح.. تتخصص في مقاطير الجرار والآلات الزراعية | فيديو