نوبة صحيان

(الفريق كمال عامر)

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

بقلم/ أحمد السرساوى

لم يعرفه أحد إلا أحبه واحترمه.. كان مخلصا متفانيا متيما بوطنه وعروبته، ورعا يملأ الإيمان قلبه.

منحه الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى لقواتنا المسلحة رتبة "فريق فخرى" وتقليد اسمه وشاح النيل تتويجا لحياة رجل قضى أكثر من ٦٠ عاما يخدم بلاده فى أدق المهام وأصعب الظروف بلا تعب أو كلل أو توقف للحظة واحدة.

كان الفريق عامر متعبدا فى محراب العلم وساحات العمل.. فاستوعب أوجها كثيرة منها..  خبرناه ضابطا مقاتلا بقواتنا المسلحة، شغل كل المراكز القيادية بدءا من قائد فصيلة حتى قيادة الجيش الثالث الميداني، ومنها انتقل مديرا للمخابرات الحربية.

فى سجل خدمته الطويلة المرموقة كثير من الإنجازات منها المشاركة بحرب الخليج الثانية، واشتهر طوال خدمته فى صفوف قواتنا المسلحة بالانضباط والكفاءة، وبنظرته الثاقبة وقدرته على استشراف المستقبل وتحليل الواقع وتوقع النتائج.

كما عرفناه مسئولا بالجهاز التنفيذى للدولة محافظا لمحافظتين من أهم محافظاتنا الحدودية.. هما مطروح ثم أسوان فحقق فيهما معدلات تنمية ومشروعات عمرانية غير مسبوقة.

وعرفناه باحثا أكاديميًا ومحاضرا ومناقشا ومعلما مرموقا بكبرى الأكاديميات العسكرية العربية، وبجانب دراساته المتخصصة فى فنون القيادة والحرب والاستراتيجية درس علوما موازية فى مجالات الاجتماع والفلسفة.

وعرفناه نائبا برلمانيا رفيعا ورئيسا للجنة الأمن القومى بمجلس النواب وهى من أهم وأخطر لجان البرلمان.

جمع الفريق كمال عامر "الذى كان يسعده أن أناديه بأبى الثاني" بين كل مايمكن لإنسان ناجح ذكى تقى نشط وطنى شريف أن يجمعه من الخبرة العملية والبحث الأكاديمى وخبرات القتال والعمل التنفيذى والتشريعي.

 كان البُعد الإنسانى من أبرز ما يميز اللواء كمال عامر لأن تعامله مع فئات كثيرة من الناس ومن جنسيات مختلفة وعمله بأماكن مهمة أعطاه دراية كبيرة بطبيعة النفس البشرية، لذلك كان قادرا على اكتشاف الناس من نظرة واحدة وتقييمهم وفهمهم ومن ثم القدرة على التعامل معهم بأعلى درجات الوعى والتفهم والحب والتقدير أو التقويم اذا ما اقتضى الأمر.

فقدنا الفريق عامر القلب أول أمس.. لكنه سيظل فى قلوب جميع من اقترب منه أخا أو ابنا.. مرؤوسا أو طالب علم.. وسيظل ما أسداه إلى وطنه نورا يسعى بين يديه.. رحمك الله يا أبى الثانى.