احذر الاقتراب من هذه البلدة.. يأكلون لحوم البشر ويقتلون الغرباء

شعب قبيلة كورواي
شعب قبيلة كورواي

رغم التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي في العالم، إلا أنه لازال هناك مجموعات قليلة من الناس تعيش حياة تركز على الطبيعة تماماً، ورغم أن عوامل تغير المناخ والتجاوزات الحديثة تسببت في تضاؤل بعض سكانها، إلا أن هذه الشعوب لاتزال تحتفظ بتقاليدها الغريبة.

في عام 1974، تم اكتشاف شعب قبيلة كورواي، وهي قبيلة تعيش في غابات بابوا بدولة إندونيسيا، وكان الكورواي يعيشون في منازل بُنيت فوق أشجار الغابات من أجل حماية أنفسهم من الأخطارِ؛ إذ يبلغ ارتفاع بعض البيوت نحو 45 مترًا عن قاع الغابة، كما تساهم العمارة المتميزة لمنازل الأشجار في تحصينهم من ارتفاع مستويات مياه الفيضان، وتعتبر تلك المنازل هي وسيلتهم في الدفاع عن أنفسهم من القبائل والعشائر المنافسة لهم؛ إذ عانوا من عمليات خطفٍ خاصة للنساء والأطفال سواء من أجل العبودية أو من العشائر الأخرى آكلي لحوم البشر.

يعيش شعب الكورواي في مستوطناتٍ صغيرة؛ كل مستوطنة لا يزيد عدد منازلها عن خمسة بيوت فوق الأشجار، مقسمون إلى مجموعاتٍ صغيرة من 10 إلى 20 فردًا، وكل مجموعة أو عشيرة لها أرض معينة تحت سيطرتها، وعندما ينخفض عدد الأشجار، أو تبدأ الموارد القريبة بالنضوب، تبحث العشيرة عن موقع جديد داخل أراضي الصيد المحيطة بهم، ويعيدون بناء أكواخهم، ويبلغ عدد القبيلة كاملًا نحو 3 آلاف فرد.

كان أكل لحوم البشر بالنسبة إليهم شعيرة مُقدسة، لا من أجل الجوع؛ بل يؤمنون بأن تلك الممارسات تساعدهم على طرد الأرواح الشريرة، فهم يقتلون ويأكلون السحرة الذكور، الذين يسمونهم «خاخوا»، هكذا تُعرف قبيلة كورواي باعتبارها واحدة من آخر القبائل الآكلة للحوم البشر، وعلى الرغم من أن تلك الممارسة كانت معروفة بين البشرية في فترة ما قبل التاريخ، إلا أنه وحتى القرن 19؛ استمرت بعض المناطق المعزولة في جنوب المحيط الهادئ في ممارسة تلك الثقافة.

 

 قبيلة كورواي

يحكي بول رافائيل عن زيارته لقبيلة الكورواي، قائلًا: «كان مرشدي الخاص قد سافر حول مناطق نفوذ كورواي لمدة 13 عامًا؛ إلا أنه في الوقت ذاته يقول أن أحدًا لا يستطيع الاقتراب أكثر من هذا داخل أراضي القبيلة، ولا حتى هو؛ إذ إنهم يقتلون الغرباء، كما أن بعض عشائرهم يخافون منا، نحن أصحاب البشرة الباهتة -إشارة إلى البشرة البيضاء- ويسموننا أشباحًا».

بعد أن أوشك رافائيل على الوصول إلى ضفة النهر، اندلع الصراخ، وفي لحظات كان هناك جمع من الرجال العراة، يقفون على ضفة النهر ويمسكون بالأقواس والسهام، فما كان من رافائيل ورفاقه سوى أن قاموا بالتجديف نحوهم، خوفًا من الهرب، وهم يصيحون من خلال مرشدهم والمترجم الخاص بهم، «لقد أتينا في سلام».

يذكر رافائيل أن الدخول إلى عمق غابات كورواي المطيرة كان أشبه بالدخول في كهفٍ مائي عملاق، رطوبة قاتلة وثعابين وعناكب عملاقة، وأرض موحلة انزلق فيها أكثر من مرة وكاد أن يكسر ساقه، لكنه واصل الرحلة، والتي تشبه جحيمًا أرضيًا، وذلك لمقابلة أحد هؤلاء ممن يُقال عنهم «آكلي لحوم البشر».

أما بواس وهو أحد أبناء القبيلة، هاجر منها إلى العالم لاكتشافه، فيقول إنهم لا يأكلون البشر، فقط يأكلون الخاخوا، ولا يرتدون الملابس، وقد شارك بواس رافائيل في رحلته، من أجل العودة للديار، مرتديًا زي التمدن والحضارة؛ إلا أنه ما زال يحمل بيت شجرة أبيه في قلبه، ويُقال أن أباه أحرق البيت عدة مرات غضبًا على رحيله.

ويصرح -بيلوم أحد المشاركين في الرحلة- أنه قتل خاخوا من قبل، واستخدم فأسًا حجريًا لتقطيع رأسه، وأبعد الرأس عن الجسد في حين بدأ آخرون في تقطيع أوصاله، ويستكمل: «قطعنا أمعاءه وفتحنا القفص الصدري، وفصلنا ذراعه اليمنى مع القفص الصدري الأيمن واليسرى مع الجزء الأيسر»، مُضيفًا أن الأوصال كانت تُلف في أوراق الموز ويتم توزيعها على أفراد العشيرة، أما الرأس فإنها تنتمي دائمًا للعائلة التي قتلت الخاخوا.

 قبيلة كورواي

في عام 1978 دخل المبشرون الهولنديون أراضي كورواي الخاصة، وبنوا لهم بيوتًا، على طول الساحل الترابي، استعان بها بعض أسر الكورواي؛ إلا أن البعض الآخر قد رفض ذلك، خشي الهولنديون من التبشير بالمسيحية في تلك المناطق، لأن الكورواي كانت لديهم عقيدة قوية تحذرهم من الانفتاح على الغرباء، زلزال مميت سيضرب الأراضي، والهلاك سيكون من نصيبهم إن فعلوا.