«أصلها محل بقالة».. قصة أشهر مكتبة وصالون ثقافي في بيروت أسسته فتاة

المكتبة
المكتبة

تعتبر إحدى أشهر المكتبات في بيروت، سواء لمن أراد شراء الكتب أو قراءتها داخل المكتبة، وقد برز اسمها بشكل مدهش في عالم الكتب، ولعل أغرب ما في الأمر أن هذه المكتبة كانت في السابق متجرا صغيرا للبقالة إنها «مكتبة الحلبي».

اقرا ايضا|«عبدالدايم والغضبان» يُطلقان فعاليات بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية 2021

أحب عبد الله الكتب فجمعها طيلة حياته، وشيئا فشيئا امتلأ المتجر بالكتب، وانتقلت الكتب لتحتل زوايا المنزل، وتحت الدرج أيضا، وبمساعدة ابنته "لانا" تلاشى المتجر، وأبصرت المكتبة النور، وأنجزت ابنته ما كان مستحيلا، فحققت الحلم، وأصبحت "مكتبة الحلبي" 

في العام 2013، فكرت الابنة لانا الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال والتسويق، في طريقة لتحقيق حلم أبيها، فأنشأت صفحة على موقع فيسبوك باسم المكتبة التي لم يكن لها وجود حقيقي، لعرض بعض الكتب الموجودة علها تكون مفيدة لأحدهم.

واستطاعت تلك الصفحة جذب عدد بسيط من المتابعين في أول الأمر، لكنها أصبحت بعد ذلك معرضا كبيرا يضم عشرات الإعلانات للكتب والفعاليات الثقافية، وكان هناك إقبال كبير على الشراء، فقررت أن يتحول المحل إلى مكتبة .

ومن خلال علاقاتها وتأسيسها لصفحة فيسبوك، أصبح لديها تواصل مع دور النشر، ونجحت في المشاركة بعدة معارض، وشجع الاهتمام الذي وجدته عند كثيرين على الانخراط في مشروع المكتبة وتطوير دورها.

كما نجحت في إدخال أنشطة القصة وحلقات القراءة وجلسات النقاش، التي أسس على ضوئها نادٍ للقراءة يجمع الأعضاء، ويستوقف المارة الذين تجذبهم الاحتفالية الثقافية المقامة تحت شجرة، فينضم بعضهم إلى احتساء الشاي والاستماع للنقاش والمشاركة فيه.

وصار للأطفال حصة كبيرة في مكتبة الحلبي، فعلى رفوفها العديد من القصص الخاصة بهم، كما تقيم المكتبة جلسات أسبوعية لقراءة قصص مختلفة للأطفال تعزيزا لثقافة القراءة وتشجيع الأطفال عليها وتوسيع مخيلتهم.

تركت "لانا" وظيفتها كمتخصصة في شؤون العملاء بالمنطقة العربية لشركة دولية، وانصب تركيزها وجهدها على تجديد المكتبة مع احتفاظها بهويتها ودفئها، وتوفر المكتبة خدمة بيع الكتب عبر البريد داخل لبنان وخارجه، فإلى جانب كل المدن اللبنانية استطاعت تأمين كتب نادرة وإرسالها إلى أشخاص في عدة دول عربية و أجنبية، وهو ما حقق ربحا ماديا حوّل المشروع إلى مصدر دخل يمكنها الاعتماد عليه.

وأصبحت المكتبة تشارك في توسيع نطاق القراءة بين الناس، فهي ليست وسيطا بين القارئ والناشر أو الكاتب فقط، ولكنها أيضا تساعد القارئ في الحصول على الكتاب المناسب وعرضه.

قد تكون مكتبة الحلبي نشأت من هواية شخص وشغفه بالكتب، إلا أنها تحولت إلى مساحة عامة تعطي المكان بعضا من هويته، وتوسع أمكنة التلاقي حول الكتاب وتداول الأفكار والتجارب، لتؤكد أن زمن الكتاب لن يطوي صفحاته.

وكما حققت لانا حلم أبيها بإقامة مكتبته، تحلم هي أيضا أن تصبح هناك مكتبة للكتب النادرة في كل بقعة من أرض لبنان، كما تسعى لتأسيس شبكة بين هذه المكتبات يخدمها تطبيق إلكتروني يساعد كل شخص على الوصول إلى أقرب مكان يحصل منه على الكتاب الذي يريده عبر خريطة ثقافية تشع علما ومعرفة.