حوار| السفير محمد الربيع: السيسي أعاد ريادة الاقتصاد المصري لسابق عهده

جانب من الحوار
جانب من الحوار

أيمن عامر

أشاد السفير محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، بالمناخ الاقتصادي المصري الجاذب للاستثمارات العربية والدولية، مؤكداً في حواره الخاص لـ «الأخبار المسائي» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد ريادة الاقتصاد المصري لسابق عهده التاريخي.

وشدد على أن مصر لها تاريخ اقتصادي وبُعد استراتيجي في بناء الاقتصاد العربى والدولى، مبيناً حجم التجارة البينية بين الدول العربية حيث لا يمثل إلا 6 % ونستورد 95 % من منتجاتنا من خارج الوطن العربي، مطالباً بالتكامل العربى فى الاستثمار والصناعة والتجارة وتطوير الأيدى العاملة العربية من أجل بناء اقتصاد عربى قوى.

وأكد أن مصر تعد المخزون الاستراتيجى لاحتياجات المواطنين والبلاد العربية ولا بد من استثمار الموارد المالية والفوائض النفطية العربية بمصر لأن القاهرة هى مصدر أمان لكل الأموال والاستثمارات العربية، وإلى نص الحوار:

بداية ما تقييمك للاقتصاد المصرى؟

الاقتصاد المصرى تعثر سابقاً لبعض الوقت، لكنه بخير لأن له جذور وقاعدة كبيرة، وللأسف فى زمن العداء الكبير للأمة العربية، وتحول العرب إلى مستهلكين فيما يتعلق بالسلع الضرورية كالقمح والألبان والسكر والزيوت والأدوية ودخول الأمة العربية بأزمات وانقسامات سياسية أضعفت التكامل الاقتصادى العربى والوحدة الاقتصادية العربية والسوق العربية المشتركة، فى حين تمكنت الشركات الأجنبية من السيطرة على الأسواق العربية وتحولت كل الدول العربية بلا استثناء إلى دول مستوردة، إلى أن جاءت بما يسمى بثورات الربيع العربى وأحدثت زلزالاً أثر بشكل كبير على المكتسبات الاقتصادية لكل الأمة العربية دون استثناء سواء تلك التى أصابتها أو التى لم تصبها خاصة أننا دول متقاربة جغرافياً وما يمس دولة تتأثر بها الدول الأخرى.

حتى جاءت ثورة 30 يونيو بزعامة وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى استطاع بجهده ومثابرته وطموحه أن يضع برنامجاً تنموياً ينهض بالاقتصاد المصرى ويعيد هيبته وانتماءه الوطنى وتقنين وضعه والحد من الاعتمادات على الاقتصاديات الأجنبية. 

كيف ترى المشروعات القومية الجديدة فى مصر؟

ما نشهده اليوم بمصر فى كل مناحى الحياة وفى جميع المجالات من المشروعات القومية للنقل والصناعة والاستثمار والبنية التحتية واستحداث المدن الجديدة والذكية، يؤكد أن هناك اقتصاداً قوياً بدأ يعيد قدراته وإيجابياته ويتجاوز ما طرأ عليه عبر سنوات عدة، فنرى الآن حجم الصادرات المصرية الذى بدأ فى التزايد والواردات بدأت فى التناقص، ونحن كمواطنين ومستهلكين نرى ذلك بأنفسنا.

ونحن نحيي الرئيس السيسي ونحيي الحكومة ونحيي القطاع الخاص المصرى، لعمل منظومة اقتصادية متكاملة استطاعت أن تتناغم وتنسجم لعمل قاعدة اقتصادية قوية، لا بد أن ترتكز عليها كل الدول العربية لتشكيل تكتل اقتصادى قوى كبير فى مواجهة العولمة والتحالفات الاقتصادية التى بدأت وضع أقدامها على كل مكان يوجد به مورد اقتصادى.

ما تقييمك للبنية التحتية بمصر وهل تعمل على جذب الاستثمار العربى؟

مصر هى الجسد الكبير الذى يجب أن نلتف حوله ونقويه ونتقوى من خلاله، فهذه هى مصر التى يجب أن يلتف حولها كل العرب وأن تعود كل الرؤوس العربية سواء كانت الحكومية أو القطاع الخاص لكى تستثمر فى مصر وأن نغطى كل الاحتياجات للمواطن العربى وللأمة العربية من بنية تحتية وصناعة لأن مقومات الصناعة موجودة فى الوطن العربى الذى لا ينقصه موارد.

ونحن نصدر مواردنا إلى خارج الوطن العربى لتصنع بقيمة مضافة ثم تعود إلينا بأضعاف أضعاف أثمانها، لذا لا بد ألا نصدر المواد الخام وأن نوسع دائرة الصناعات التحويلية لخدمة الأجيال المقبلة ونقلل من نسبة البطالة التى تتزايد يوماً بعد يوم. 

اقرأ أيضا| أمين «الوحدة الاقتصادية العربية»: السيسي أعاد ريادة مصر لسابق عهدها| خاص

ما تقييمك لمخرجات التعليم العربية وهل تتماشى مع سوق العمل؟ 

مخرجات التعليم فى الوطن العربي لا تتناسب ولا تغطي احتياجات سوق العمل، كما أن التعليم ينفصل عن الاقتصاد، ونحن نحتاج إلى تخصصات مهنية وفنية دقيقة تتعامل مع آلية السوق وتتعامل مع آليات العولمة وتتعامل مع الآليات المختلفة التى نفتقد إليها فى دولنا العربية، فى حين نستعين بجنسيات مختلفة من الهند وباكستان، فبلادنا العربية تعج بالعمالة الأجنبية.

كيف ترى تأثيرات كورونا على الاقتصاد العربى وكيف يمكن مواجهة تحدياتها؟

لا يوجد لدينا اقتصاد عربى مع الأسف الشديد، الاقتصاد العربى ليس اقتصاداً موجهاً وفق آليات وبرامج تتعامل مع آليات السوق، لا يوجد لدينا مركزا لرصد الأزمات، ولا يوجد لدينا مركز بحوث ودراسات اقتصادية تعمق الرؤية أمام القادة والحكومات والقطاع الخاص للدخول فى صناعات تستشرف أنظمتها التغيير الشامل، فعندنا السليكا التى تدخل فى صناعة عدد كبير جداً من الإلكترونات والطاقة الجديدة والمتجددة، تذهب من دولنا بـ 20 دولاراً للطن ثم تعود إلينا مصنعة بـ 2 مليون دولار.

وبالتالى لا توجد لدينا سياسة نستطيع من خلالها أن نقلص الاستهلاك السفهى، فداخل بيوتنا استهلاك سفهى للمياه والغذاء وعدم تقنين للمشتريات، ولا توجد ميزانية أسرية.

 كيف ترى تأثير انتشار الصراعات والحروب فى العالم العربى؟

رغم تطور وسائل الاتصال والتنقل والتكنولوجيا تفرقنا وانقسمنا إلى شعوب وقبائل متفرقة، وهناك من يتبع أمريكا وآخر يتبع روسيا وثالث يتبع أوروبا، برغم أننا أمة عربية واحدة ونتملك مقومات الوحدة والنجاح، لكن نحن لدينا قيادات وحكومات عربية قومية لا بد أن نلتف حولها، فلا يجب أن يكون القادة في وادٍ والشعوب فى وادٍ آخر، لأن أعداء الأمة كثر والشائعات تنتشر فى ظل وسائل التواصل الاجتماعى، فوسائل التواصل دائماً تبخس الحكام جهودهم وإنجازاتهم.