العيد القومي لـ قنا.. 222 عاما على هزيمة الفرنسيين في معركة «العصا والنبوت»

العيد القومي لـ قنا
العيد القومي لـ قنا

في 1799، استطاع أهالي قنا، إجبار الأسطول الفرنسي على الانسحاب في معركة طاحنة بقرية البارود التابعة لمركز قفط جنوبي قنا، وأفسد الأهالي ببسالتهم وشجاعتهم في ملحمة تاريخية استخدموا فيها العصا والنبوت، مخطط الفرنسيين بأسلحتهم الثقيلة في استعمار الوجه القبلي.


بدأت القصة عندما قرر القائد الفرنسي نابليون، غزو الوجه القبلي، بعد أن وضع خطة عسكرية لذلك، والقضاء على المماليك، كانت البداية من قرية سمهود التابعة لمركز أبوتشت شمالي قنا، حيث نفذت قوات الأسطول الفرنسي ضربة عسكرية ناجحة في 22 مارس 1799 في معركة سمهود ونجحت في القضاء على المماليك بقيادة الجنرال "ديزيه" وهزمت قوات مراد بك هزيمة ساحقة.

اقرأ أيضا | لبحث مشاكلهم.. محافظ قنا يلتقي بأهالي قرية البارود

كان هذا أخر تواجد للمماليك على ساحة القتال بعدها اشتعلت المقاومة المصرية إلا أن الأسطول الفرنسي واصل تفوقه في مركز فرشوط والوقف وفى قرية دندرة الواقعة على ضفاف النيل غرب المحافظة والتي اتخذ أهالي القرية حيلة زكية نجحوا فيها في صد الهجوم الفرنسي حيث جمع الأهالي الأحطاب ومخلفات الزروع "التبن" وأشعلوها على ضفاف النيل وعندما مر الأسطول الفرنسي تصاعدت الأدخنة وظنوا أنها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ولم يتمكنوا من دخولها.

نفس الحيلة استخدمها عمدة قرية دنفيق بمركز نقادة جنوب قنا، وواصل الأسطول الفرنسي تقدمه ونجح في هزيمة المماليك في أرمنت وإسنا بعدها أيقن الأسطول الفرنسي وظن أنه حقق هدفه من القضاء على دور المماليك ظنا منه أنه لن يلقى مقاومة من الشعب المصري.


اشتعلت المقاومة الشعبية بقرى قنا، للرد على ما حدث، وتحولت نزهة الأسطول الفرنسي على ضفاف النيل الى جحيم، حيث منيت قوات القائد "ديزيه" بخسائر فادحة في معركة قنا في 12 فبراير 1799 بمعركة أبو مناع في 17 فبراير ومعركة إسنا في 25 فبراير وهو ما جعل قائد الحملة يطلب العون من نابلييون.

كانت نهاية الأسطول الفرنسي على يد قرية صغيرة تسمى  "البارود" الواقعة على ضفاف النيل بقنا حيث نجح أهالي القرية في ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ في القضاء على الأسطول الفرنسي المكون من اثنى عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء على ذخائر الجيش ومؤنه.

خرج أهالي نجع البارود بالعصا والنبابيت وانقضوا على سفن الأسطول والسفينة ايتاليا والتي كان  يقودها الاميرال "موراندى" والذى كان مشهود له بكفاءته في القتال البحري واشتركت قنا في هذه المعركة بأعز أبنائها وأشجعهم وكانوا بدون عتاد ويحاربون أسطولا مجهزا يقوده قادة عسكريون محنكون ولم يتقهقر المواطن القنائى يدفعه ايمانه القوى بالله ورسوله وحبه العميق وانتماءه العريق لهذه الأرض الطيبة فنزل الكثير منهم يسبحون فى النيل ويهاجمون السفن حتى استطاعواأان يستولوا على بعضها ومنها سفينة القيادة "ايتاليا" والتى كان يقودها "موراندى" القائد الفرنسي العنيد الذى أمر رجاله بتفجير السفينة بعد صعود المجاهدين على ظهرها فتناثرت أجساد الشهداء الأبطال تروى الوادي الجليل.

اشتدت المعركة وزاد أبناء القرية شجاعة وحماسًا، ولم ينجو من جنود الحملة رجلا واحدا وكانوا حوالى خمسمائة من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة وعندما بلغت أخبار الهزيمة الساحقة مسامع نابليون حزن حزنا شديدا واعتبرها أكبر هزيمة منى بها جيشه في حملته على الوجه القبلي، كما توقع نابليون أن تكون هذه هي بداية تقلص النفوذ الفرنسي في مصر .