ليلة بكى فيها المؤلف.. تفاصيل اللقاء الأخير بين عبدالوهاب وأم كلثوم

عبدالوهاب وأم كلثوم
عبدالوهاب وأم كلثوم

لم يكن لقاء عاديًا كونه جمع بين أحد أهم قطبي الموسيقى العربية؛ كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وعُرف بـ«لقاء السحاب»، وكان ذلك عام 1964 في رائعتهما "أنت عمري".

تكرر اللقاء في "ليلة حب"، ولكنه كان اللقاء الأخير، فيوم الحفل خرج محمد عبدالوهاب من منزله قاصدا مسجد السيدة نفيسة فزار ضريحها ثم توجه إلى مقام السيدة زينب وأنهى جولته في جامع سيدي الشعراني بحي باب الشعرية، وتوجه إلى سينما قصر النيل حيث يقام الحفل، أمضى بعض الوقت في غرفة استراحة الموسيقيين وقلقه يزداد مع اقتراب موعد رفع الستار.

 

 

قاد عبدالوهاب، بنفسه الفرقة الموسيقية وهي تعزف مقدمة اللحن، وحضرت أم كلثوم، وبعد أن استراحت 10 دقائق في غرفتها خرجت إلى المسرح لتقوم بجولة وسط العازفين لتسمع منهم الطبقة الصوتية التي سيعزفونها في مختلف مقاطع اللحن، وكان عبدالوهاب، يقوم مثلها بجولة وسط الموسيقيين.

وبعد أن رفع الستار ضجت الصالة بالتصفيق الحاد وقال الحاضرون في وقت واحد: "كل موسم وأنت طيبة يا ست" ووقفت «ثومة»، ترد التحية بعد أن أشارت لفرقتها لمشاركتها رد التحية، ثم جلست حتى انتهت الفرقة من عزف المقدمة الموسيقية التي أعيدت 3 مرات بناء على طلب الجماهير، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم عام 1972.

 

 

وظل عبدالوهاب، واقفا خلف الستار في الجانب الأيمن من المسرح يهمس في أذن بعض العازفين بملاحظاته، وعلى بعد خطوات من مكان عبدالوهاب، وقف أحمد شفيق كامل، مؤلف الأغنية والدموع تنهمر من عينيه، وعندما قالت أم كلثوم: "يا حبيبي ونبض قلبي ونور حياته .. يا ابتسام ليلي وخيله .. وذكرياته" لم يتمالك عبدالوهاب، نفسه وقفز من فوق المقعد وهتف قائلا: "الله.. الله.. إبداع.. إبداع يا ست"، وكان بين المتفرجين قرينة عبدالوهاب، السيدة نهلة القدسي تصفق بحرارة لأم كلثوم.

 

خرجت كلمات "ليلة حب" إلى النور في إحدى ضواحي بيريه باليونان وتوقف أحمد شفيق كامل، حتى عاد إلى القاهرة وأكمل ما بدأه في اليونان، وسافر إلى جدة - حيث كان يعمل مستشارا تجاريا بالسعودية - وبعث لعبدالوهاب، تهنئة على أحدث عمل قدمته له أم كلثوم، فرد عليه عبدالوهاب، ببرقية أخرى كتب له فيها: "انتظر بفارغ الصبر قصة حب رائعة".

وفي القاهرة أخرج أحمد شفيق كامل، لعبدالوهاب، كلمات الأغنية التي لم تنته بعد، والتقيا بأم كلثوم، وتم الاتفاق على أن يكمل أحمد شفيق كامل الأغنية، وعاد المؤلف إلى جدة وهناك أتم الأغنية، والتقى عبدالوهاب في بيروت وسلمه بقية كلماتها، وعاد موسيقار الأجيال إلى القاهرة بعد أن انتهى من تلحينها، وقبل سفره لبرشلونة لإجراء جراحة في عينيه تم تسجيل الأغنية .

وبعد مرور خمسة شهور عاد للقاهرة واتفقت معه أم كلثوم على إعادة تسجيل الأغنية، وقبل الانتهاء من عملية المونتاج أصيب عبدالوهاب بوعكة صحية، وبعد أن اطمأنت أم كلثوم على صحته من الطبيب المعالج طلبت منه التوجه للاستوديو للانتهاء من المونتاج.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم