فضفضة

الطبقة المتوسطة

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

الرئيس السيسي ينحاز دائما إلى المواطن، عينه عليه، هدفه الأول والأخير أن يرتفع بشأنه، لا ينسى وهو يعيد بناء الدولة أن هناك من قد يتضرر بسبب إصلاح ما اعوج على مدار عقود طويلة. ليس ذنب الرئيس ولا الجهاز الإدارى الذى يأتمر بأمره، وأيضا ليس ذنب المواطن الذى اعتاد الخطأ عبر عقود، وأسبغت بعض أجهزة الدولة الشرعية على أخطائه بعدة أشكال أبسطها غض الطرف عن تلك الأخطاء والتعامل معها باعتبار أنها أمر واقع، كل هذا الميراث السيئ انتهى بنا إلى مجموعة كوارث فى كل مناحى الحياة، ولكن جاء الرئيس السيسى بمنهج جديد يرتكز على سياسة الإصلاح «كما يقول الكتاب» والإصلاح على قاعدة سليمة توقف استمرار الخطأ وتمنع تكراره، لذلك كانت فاتورة الإصلاح باهظة، ولكنها الأبقى والأكثر فائدة لحاضر ومستقبل مصر. انحياز الرئيس للمواطن لم يعن يوما إفساده برشاوي هناك أو هناك تدغدغ وجدانه، لتكون أشبه بالمخدر الذى قد يخفى الألم لوقت قصير، ولكن يصحو المريض بعده على ألم قد لا يحتمل، وتتفاقم حالته الصحية، انحيازه للمواطن قد يكون فى إحدى صوره بمنع هذا المواطن من أن يؤذى نفسه وجيرانه وأولاده، لذلك انحاز بلا حدود مع سكان العشوائيات التى كانت سبة ووصمة عار فى جبين مصر. وانحاز لأهلنا فى القرى وأطلق أكبر مشروع ربما فى تاريخ مصر لإعادة الوجه الجميل للريف المصرى، وهاهو ينحاز للمواطنين فى قراره الفاعل الناجع بإرجاء تطبيق قانون الشهر العقارى لمدة عامين، من أجل إتاحة الفرصة لمناقشته مجتمعيا، وحتى يخرج بصورة يرضى عنها المواطن، لأن القوانين صنعت لتنظيم حياة البشر وحفظ الحقوق، وتعبيرا عن حاجة مجتمعية.. كل هذا يشجعنى أن اقول إن الطبقة المتوسطة تحملت ربما أكثر من غيرها فى فاتورة الإصلاح الاقتصادى الرائع الذى أنقذ مصر ونجا بها من مصير محتوم، ولكن لابد من النظر إلى هذا المواطن بمزيد من الأمور التى تيسر حياته، وخاصة فى الشق المادى لأن هذا المواطن هو ميزان الأمان فى أى مجتمع، هو الذى يتعلم فى مدارس خاصة، ويقتنى كتابا ليقرأه، ويذهب إلى السينما أو يحضر حفلا فى الأوبرا، نريد أن نزيد من مساحة هؤلاء المواطنين على حساب غيرهم، لأن الدولة المصرية فى أيد أمينة مع أبناء هذه الطبقة التى تصنع الوزير والأستاذ والطبيب والعالم والمفكر والفنان.. ثقتى فى الرئيس السيسى بلا حدود وهو قادر بإذن الله على ضبط صمان أمان هذا المجتمع بمزيد من الإجراءات التى تنحاز إلى أبناء الطبقة المتوسطة.