شهريار

الحبس «للرجالة»!

أحمد زكريا
أحمد زكريا

«بقالك كام يوم ما بتتكلمش عن الجواز التانى.. لعل المانع خير»... فى غمرة التفكير فى اللاشيئ باغتتنى زوجتى العزيزة بهذه العبارة وقطعت حبل أفكاري المتصل بالهواء.. قلت مداعبا إياها:
«جواز تانى إيه كفاالله الشر، هو أنا لو لفيت الدنيا بحالها هلاقى ضفرك يا أم عبد الوهاب»
أغلقت باب المداعبة الذى ألجأ إليه عادة فى مثل هذه المواقف قائلة: «أم عبد الوهاب مين فكك من دور عبغفور البرعي اللى انت عايش فيه ده، انت مش عامل فيها 7 رجاله وكتبت مقال عن الزوجة التانية من كام يوم»
طرقت باب المداعبة من جديد محاولا تغيير الموضوع وأجبتها:
«حبيبتى ده كان مقال هزلي ساخر مش أكتر وكنت بحذر الرجالة الخايبين من الزواج التاني، وبعدين قوليلى هتغدينا إيه النهارده من إيديكى الحلوين»
لم تفلح محاولتى البائسة لإثنائها عن النقاش.. وبنظرة استهجان قالت: «سيبك بس من الغدا هناكل بواقى الأسبوع وخليك معايا فى الهلاوس بتاعتك، انتوا كده الرجاله تخافوا متختشوش»
مدافعا عن بنى جنسى قاطعتها: «لا عيب كده، هتغلطى هغلط»
كأن أحدا لم يتكلم استأنفت حديثها: «خفت من موضوع حبس الرجالة اللى الحكومة قالت عليه، ربنا يخليلنا د. مدبولى.. زمان كنا بنربطكم بالعيال دلوقتى الحكومة هتحبسكم لو فكرتوا تتجوزوا علينا»
ولما استغرقت فى الصمت ناظراً إلى سقف الغرفة أبحث عن اللاشيئ الذى كنت أفكر فيه قبل حديثها فاجأتنى بهجمة مرتدة جديدة: «بقولك إيه هتتصالح إمتى ؟»
ظننت خطأ أنها بدأت «تجر ناعم» وأجبتها: «لا أنا زعلان إزاى تفكرى فيا بالطريقة دى!»
«لا يا عينيا انا مقصدش أصالحك.. أنا بتكلم عن المصالحة بتاعة الشقة، المهلة هتنتهى الشهر ده وانت مبلط فى الخط !».
دون شفقة ألجمتنى بهذا الرد.. أجبتها وقائمة «الأقساط» ترتسم أمام عينى: «هتصالح إن شاء الله هو أنا أقدر أزعل الحكومة ؟!»
استحضَرت روح مجدى قفشه وأنهت الحوار بالقاضية: «هو انت مزعل حكومة واحدة ده انت مزعل حكومتين!!».