حبوا بعض

    أمنية طلعت
أمنية طلعت

الخلود. حلم البشرية من الأزل، وربما كان التحدى الاكبر للوجود الإنساني، فمن منا لا يرغب فى أن يحيا إلى الأبد، ومن منا لا يخاف من لحظة الموت أو من الموت ذاته، ومن منا لم يردد كلمات محفوظة تماماً مثل، الخلود بالعمل الصالح أو بترك أبناء على الأرض أو أى شئ آخر.

محاولات مستمرة للهروب من حتمية الفناء يوماً، ولكن من منا تجاوز مرحلة الخوف إلى اللا خوف؟ هذا الانتقال سيكون يسيراً عندما يعترف الإنسان فى قرارة نفسه أن الفناء حتمى وأنه ليس ضرورياً أبداً ان تترك وراءك أثراً يخلدك، لأنه بكل بساطة سيأتى يوم وسينمحى هذا الأثر، سواء كان ولداً أو إبداعاً ما، فأسماء نادرة هى التى تبقت من العصر الفرعونى أو اليونانى أو الروماني، وحتى الحُكًّام الذين يعيشون ملئ الأبصار والأسماع، لا يتبقى ذكر أحد منهم إلا قليلا.

أن تعبر الخوف من الموت خطوة ضخمة جداً ولكنها ليست صعبة، فقط عليك أن تتخلى عن فكرة الخلود، وأن تضيع عمرك فى محاولة تخليد اسمك، عندما تصل إلى النقطة التى توقن فيها بعدم أهمية الخلود، سينتهى خوفك من الموت، لتعبر البوابة إلى اللاخوف وبعدها ستحب الحياة وستعيشها لحظة بلحظ وبمنتهى الاستمتاع.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي