بدون تردد

مصر .. والسودان

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أن لاحاجة بنا للقول، بأن ما يربط مصر والسودان الشقيق ليس مجرد علاقة طبيعية، تحتمها القواعد المتوافق عليها بين الدول المتجاورة جغرافيا، أو الدول المتشاركة فى مياه نهر واحد،..، لأن الحقيقة القائمة على أرض الواقع أكبر من ذلك وأعمق كثيرا.
ولا مبالغة فى القول، بأننا نؤمن بأن مصر والسودان بلد واحد وشعب واحد، وليسا مجرد شعبين لدولتين متجاورتين،..، هكذا كنا عبر التاريخ وعلى طول الزمن وسنظل كذلك بإذن الله فى القادم من الزمان.
من هنا يأتى الايمان الدائم والاقتناع المستمر لدى شعبى وادى النيل، بأن  ما بينهما أقوى وأشد صلابة مما يتخيله أو يظنه البعض، من أصحاب القلوب المريضة ممن يسعون للتفرقة بين الشعبين الشقيقين.
وانطلاقا من ذلك جاء الأجتماع المهم، الذى تم بين وزيرى خارجية مصر والسودان أمس فى القاهرة، ترجمة صادقة للأخوة القائمة بين البلدين والرغبة المشتركة فى التعاون والتنسيق على كل المستويات، وفى كافة المجالات السياسية والأقتصادية على الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية.
وفى هذا الإطار جاءت التصريحات الصادرة عن الوزير سامح شكرى والوزيرة د. مريم المهدى متوافقة فى نصوصها ومتفقة فى مضمونها على قوة وصلابة العلاقات، والإصرار على دعمها والانطلاق بها كى تكون تعبيرا قويا عن المصالح المشتركة، والتطلعات الشعبية المصرية والسودانية لتحقيق التنسيق الكامل والشراكة الشاملة بين البلدين.
وعلى ذات المسار جاء التأكيد المشترك للوزيرين على الموقف الموحد لمصر والسودان تجاه مشكلة سد النهضة، واتفاقهما الكامل على ضرورة الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم، ينظم الإجراءات الخاصة بملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث اثيوبيا ومصر والسودان، ورفضهما التام لأى تصرفات أحادية الجانب من الطرف الإثيوبى تضر او تمس الحقوق المشروعة لمصر والسودان فى مياه النيل.