«الشحاتين» في إيطاليا.. يركبون سيارات كاديلاك الفخمة

سيارات كاديلاك الفخمة
سيارات كاديلاك الفخمة

في واحدة من الغرائب الأوروبية، ظهر الشحاتون في إيطاليا، خلال ستينيات القرن الماضي، في مرحلة رخاء هائلة؛ حيث ارتفع متوسط دخل الشحات العادي ارتفاعاً كبيراً، فكان أقل شحات يكسب في اليوم ما يوازي 4 جنيهات مصري.

وسر هذا الرخاء أن الشحاتين لم يعودوا يعملون كأفراد ويستخدمون الأساليب القديمة، وإنما بدأوا يستخدمون الوسائل التي هيأتها المدنية، وتم تنظيمهم على أحدث أساليب إدارة الأعمال، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 1962.

ففي إيطاليا تم إنشاء شركات ضخمة للتسول وكل شركة من هذه الشركات تستخدم عدداً كبيراً من الشحاتين وهي لا تتركهم يتسكعون بلا نظام وإنما تنقلهم بسياراتها الخاصة إلى الأماكن المخصصة لوقوفهم أو إلى أية مدينة في إيطاليا يقام فيها مهرجان أو أي احتفال يقتضي ترتيبات خاصة.

وكانوا أصحاب هذه الشركات لا يقلون أهمية عن كبار أصحاب الشخصيات التجارية والصناعية، فدخل الواحد منهم لا يقل عن 150 جنيهاً في اليوم الواحد.

ومن أنجح شركات التسول في إيطاليا شركة يمتلكها رجل يدعي برونو والمركز شمال إيطاليا، ولكن الشركة تملك ١٥ سيارة تستطيع أن ترسل بها رجالها سريعاً في جولات متميزة في أي مكان في إيطاليا، وهم يقومون بجولاتهم وكأنهم في رحلات سياحية، وعدد موظفي شركة برونو ٧٥ موظفاً من بينهم ٦٠ شحاتا و١٥ سائقاً، والشحاتون مدربون تدريبا جيدا.

وفي كل يوم تخرج سيارات برونو وفي كل منها أربعة  من الشحاتين وتتجه السيارات إلى مختلف المدن الإيطالية، إلى سروما أو البندقية أو أية مدينة أخرى يقام فيها مهرجان من المهرجانات السنوية الكثيرة التي لا تنقطع في إيطاليا.

ومهمه السائق ليست أن يقود السيارة فقط وإنما عليه أن يمر على أفراد وحدته من حين لآخر ليجمع منهم الأموال التي حصلوا عليها، وتتجمع الأموال كلها في نهاية اليوم عند برونو صاحب الشركة ومديرها، وفي نهاية الأسبوع يصرف برونو مرتبات رجاله.

ويبلغ مرتب الشحات أربعة جنيهات في اليوم وبعد دفع المرتبات ونفقات بنزين السيارات يتبقي لبورنو دخل هائل لا يقل عن ١٢ جنيها من السيارة الواحدة في اليوم الواحد أي أن دخله يصل إلى ١٨٠ جنيهاً في اليوم . 

وكانت شركات التسول تخضع لنظام دقيق والشحات الذي لا يجمع يومياً مبلغاً محترماً يرضي عنه "الرئيس" يفصل فوراً، ومنذ سنوات أكتشف البوليس الإيطالي مدرسة لتدريب الشحاتين كان يديرها شخص يدعي فيوبوليتان باسكويلي.

وكان باسكويل يجند رجالة من المناطق الفقيرة التي تنتشر فيها البطالة في جنوب إيطاليا ، ويلتقي هؤلاء تدريبا شاقاً ، ثم يعملون لحساب باسكويل ، علي مبلغ ٥٠٠ جنيه كانت حصيلة اليوم.
 

اقرأ ايضا|زينات صدقي.. أشهر عانس بالسينما «تزوجت 3 مرات»