بردية طبية يعود تاريخها لـ 3500 عام.. أقدم دليل على سر «التحنيط»

صورة أرشيفة
صورة أرشيفة

قامت باحثة بجامعة كوبنهاجن بالدنمارك تدعى صوفي شيت، خلال عملها بأطروحتها للدكتوراه بالإعلان عن اكتشافها لطريقة التحنيط في مصر القديمة.

وأعلنت الجامعة أن الدراسة سيتم نشرها عام 2022، وذلك طبقاً لما جاء بمجلة "eurekaler" العلمية المتخصصة.

وقالت الباحثة المتخصصة في علم المصريات إنها استطاعت الكشف عن أسرار جديدة عن الطريقة التي اتبعها المصريون القدماء في عملية التحنيط، وذلك من خلال استنادها إلى بردية طبية مصرية قديمة يعود تاريخها لـ 3500 عام، قالت إنها قدمت أقدم دليل على التحنيط تم اكتشافه حتى الآن.

اقرأ أيضا| د.رمضان بدرى : ورشة تحنيط سقارة الحلقة الأولى لفهم «اقتصاد الجنازة» فى مصر القديمة

وهذا النص الطبي الذي استندت عليه، يهتم بشكل أساسي بالأدوية العشبية وتورمات الجلد، غير أن الباحثة حاولت إعادة صياغة النص لتعلن أن المصريين القدماء قد تركوا العديد من أوصاف عملية التحنيط من خلال هذا النص الموجود بالبردية، وأنه كان عبارة عن أوصاف موجهة للمحنطين اللاحقين، وليس لأي شخص آخر فهي "البردية" تذكرهم بضرورة استخدام أنواع مختلفة من الضمادات وعمليات أخرى.

واعتبرت الباحثة أن أوصاف طريقة التحنيط جاءت مفصلة بشكل كبير للغاية في هذه البردية الطبية، وأضافت أن من المعلومات الجديدة المثيرة بنص البردية هو ما يتعلق بإجراءات تحنيط وجه الميت، حيث بينت وجود قائمة لمكونات علاج يتكون بشكل كبير من مواد عطرية نباتية ومواد رابطة يتم طهيها في سائل، حيث يقوم المحنطون بتغطية قطعة من الكتان الأحمر، ثم يتم وضع الكتان الأحمر على وجه المتوفى من أجل تغليفه في شرنقة واقية من مادة عطرية ومضادة للبكتيريا، ويتم تكرار هذه العملية لمدة 4 أيام من عملية التحنيط.

وقد أظهرت الباحثة أن البردية تعيد عملية بناء عملية التحنيط في 4 أقسام رئيسية، تمثل كل منها فترة زمنية محددة، وكل فترة تستمر لأربعة أيام، حيث يعمل المحنطون بنشاط على المومياء كل 4 أيام.

وتشير الباحثة إلى وجود مواكب من الطقوس الاحتفالية، خلال تلك الأيام بقصد استعادة السلامة الجسدية للمتوفى، ويبلغ عدد تلك المواكب 17 موكبا خلال فترة التحنيط.

وفي الفترات الفاصلة بين الأيام الأربعة، كان الجسم يغطى بقطعة قماش وطبقة من القش الممزوج بالعطريات لإبعاد الحشرات.

أما البردية التي ورد بها النص الذي اعتمدت عليه الباحثة، فهي بردية مصرية قديمة يبلغ طولها 6 أمتار، ويعود تاريخها إلى عام 1450 قبل الميلاد، ويُطلق عليها أسم بردية "اللوفر كارلسبرج" وذلك لأن نصفها موجود في (متحف اللوفر بباريس) والنصف الآخر من البردية موجود في (كارلسبرج بجامعة كوبنهاجن).

كانت البردية، تحتوي على أقدم أطروحة عشبية معروفة بالعالم، حيث تقدم أوصافا لأشكال الأعشاب واستخداماتها وأهميتها الدينية.