أقرب اقتران بين المريخ والثريا منذ 30 سنة.. الأربعاء 

صورة أرشفية
صورة أرشفية

تشهد سماء الوطن العربي بعد غروب الشمس، الأربعاء المقبل مع بداية الليل وقوع  كوكب المريخ بالقرب مع عنقود نجوم الثريا حيث سيفصل  بينهما 2.6 درجة وهو أقرب اقتران لهما منذ 20 يناير 1991. 

سيكون من السهل رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة على الرغم من خفوت لمعانه مقارنة بالأربعة أشهر الماضية ولكن هناك حاجة لاستخدام المنظار أو التصوير لرؤية عنقود نجوم الثريا قرب الكوكب الأحمر من داخل المدن. 

يرصد المريخ في الوقت الحالي بالافق الغربي في كوكبة الثور بالقرب من نجم الدبران الأحمر، ومن السهل التمييز بينهما على الرغم من التشابه النسبي في اللون والسطوع، فالنقطة الحمراء العلوية «بالنسبة للراصد» هي نجم الدبران، أما كوكب المريخ سيكون أسفله وأقرب بكثير إلى عنقود الثريا.

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، إن من أبرز الفروق أيضًا أن الدبران  يضيء من ذاته في حين أن المريخ يعكس ضوء الشمس، إضافة ان الدبران وعنقود نجوم الثريا نقاط ثابتة من الضوء في كوكبة الثور، ولكن المريخ مجرد زائر مؤقت.

سيلاحظ مطلع مارس 2021 أن نجم الدبران أكثر إشراقًا من المريخ للعين المجردة، فالمريخ يخفت كل يوم، ما يعني أنه أكثر خفوتًا من الدبران بحلول الوقت الذي سيمر فيه بمقدار 7 درجات شمال الدبران في 20 مارس 2021، وبحلول 24 أبريل 2021 سيكون المريخ أكثر خفوتًا عندما يخرج من كوكبة الثور ويدخل  كوكبة التوأمان. 

المريخ هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس ويستغرق حوالي سنتين من سنوات الأرض ليصنع دائرة كاملة أمام الكوكبات النجمية في دائرة البروج، لذلك عادةً ما يلتقي المريخ الثريا كل عامين، ومع ذلك كاستثناء، فإن اقتران المريخ القادم مع الثريا سيحدث في العام المقبل «بدلاً من العام الذي يليه» في 20 أغسطس 2022.

ويحدث اقتران الأربعاء في وقت مبكر من هذا العام، وبالإضافة إلى ذلك، لن تحدث أي حركة تراجعية للمريخ بين 2021 و2022 واقتران المريخ والثريا، وبعد عام 2022، ستحدث اقترانات المريخ والثريا كل عامين حتى 14 مارس 2036.

يحدث في حالات نادرة ان يكون للمريخ ثلاثة اقترانات مع الثريا في فترة تبلغ حوالي 4.7 أشهر، ولكي يحدث هذا، يجب أن يصل المريخ إلى التقابل في وقت حرج، بحيث يمكن أن يمر المريخ قرب الثريا وهو يتحرك الى الأمام «شرقًا أمام النجوم في دائرة البروج»، ثم إلى الوراء «باتجاه الغرب أمام النجوم في دائرة البروج»، ثم يعود ويتحرك «شرقًا» مرة أخرى، وهذا حدث في1991-1990 وسيتكرر من جديد في 2038-2037. 

ولرصد اقتران المريخ بعنقود الثريا ستكون المناظير مثالية، فمن خلالها سيظهر المريخ والثريا في نفس مجال الرؤية، بالإضافة إلى ذلك يعتبر الحجم الكبير للثريا مناسب للمناظير التي تكشف عن العديد من النجوم الخافتة المرتبطة بالعنقود النجمي واحتوائها كلها في منظر واحد.

اقرأ أيضًا: رصدت الأقمار الصناعية «أخدود ناري» على الشمس

والاقتران سيكون أيضًا جذابًا للتصوير الفلكي فالمريخ وعنقود الثريا لامعان بدرجة كافية لتصويرهما بواسطة الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، فمن خلال عدسة ذات طول بؤري يبلغ 200 ميليمتر مع كاميرا رقمية بحساس بنظام «APS -C» سيكون التصوير جيد. 

جدير بالذكر أن اقتران المريخ والثريا هذه السنه لن يتكرر بنفس المسافة الظاهرية مرة أخرى حتى 4 فبراير 2038.