تغير المناخ يضرب المحاصيل.. اضطرابات بتوقيتات الزراعة والحل في التشجير

تغير المناخ يضرب المحاصيل
تغير المناخ يضرب المحاصيل

 

◄ إنتاجية المحاصيل انخفضت

◄ مواعيد زراعة القطن والفول والقمح تغيرت

◄ مشروع مصر بافاري للتشجير يواجه ارتفاع درجات الحرارة

 

 

تسببت التغيرات المناخية في إحداث العديد من المشكلات التي يواجهها الفلاح اليوم، بداية من ارتفاع درجة الحرارة واستمرار ذلك لوقت طويل أو انخفاض درجات الحرارة بشدة مما أدى لتأثر المحاصيل الزراعية وانخفاض انتاجية الفدان مما سبب خسائر كبيرة للزراعة والمزارعين.

 

وبدأت وزارة الزراعة في وضع مواعيد جديدة لزراعة المحاصيل كما بدأت الحكومة في طرح مشروعات جديدة لمواجهة التصحر الذي حدث بسبب التغيرات المناخية مثل زراعة الغابات بمصر.

 

يقول الدكتور شاكر أبوالمعاطي رئيس قسم الأرصاد الجوية الزراعية بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إن التغيرات المناخية هي تغيرات ملحوظة في الطقس وطبقا للإحصائيات فصل الصيف زادت مدته واختفى فصل الخريف كما زادت مدة فصل الشتاء واختفى فصل الربيع بالسنوات الأخيرة الماضية.

 

مواعيد الزراعة تتغير

 

وأضاف الدكتور شاكر أن التغيرات المناخية أدت للارتفاع مستوى سطح  البحر وزادت ملوحة التربة لذا تقل صلاحيتها للزراعة وترتب على ذلك زيادة معدلات التصحر كما تغيرت مواعيد زراعة المحاصيل ففي شهر فبراير يتم الإعداد لزراعة القطن وتبدأ زراعته فعليا في مارس، ولكن  يتم زراعته الأن في شهر مايو لأن تغير المناخ يسمح للنمو في هذا التوقيت.

 

 

ويضيف: «كما تغيرت مواعيد زراعة الفول البلدي من شهر نوفمبر لديسمبر والقمح كان يزرع، في النصف الثاني من نوفمبر والأن يزرع فى أواخر ديسمبر وبدايات يناير كما تغيرت مواعيد زراعة الأرز والذرة».

 

وأوضح الدكتور شاكر أن وزارة الزراعة حاليا تقوم بعمل إرشاد للفلاحين بالمواعيد المناسبة للزراعة بعد حدوث التغيرات المناخية .

 

انخفاض الإنتاجية

وأشار شاكر إلى أن انتاجية المحاصيل تأثرت بسبب التغيرات المناخية فلقد قلت إنتاجية القمح لـ ١٨ بالمائة والأرز والبطاطس انخفضت إنتاجية الفدان لـ ٢٢ بالمائة بالإضافة لانتشار الأمراض طول العام بعد أن كان انتشار الأمراض موسميا والحشرات تؤثر على جودة المحصول ولذا الفلاح يصرف أكثر على رعاية المحصول حيث ينفق مبالغ  أكثر على المبيدات  لتكرار دورات الإصابة بنفس الحشرة والمرض  ومع زيادة المبيدات بالمحاصيل يصبح الطعام غير صحي والأن الدولة تعيد ترسيم حدود الخريطة الزراعية وبدأت في زراعة الغابات لتزيد المساحة الخضراء وتقل الحرارة العالية بالجو.

 

جودة المحاصيل

ويقول حسين أبو صدام نقيب الفلاحين إن التغيرات المناخية مشكلة يعاني منها العالم كله وبمصر توجد ثلاثة عروات للزراعة الصيفية والشتوية والنيلية التي تكون بين فصلي الشتاء والصيف ومع تغير درجات الحرارة اختلفت مواعيد الزراعة وعندما تتغير مواعيد الزراعة تنخفض إنتاجية المحصول كما أن التغيرات المناخية تسببت في أن الرياح والأمطار تجعل القمح «يرقد» فتتعفن بذوره وسيقانه والشجرة تتقزم وتصل للأرض وتتعرض للمياه ومع زيادة نسبة الرطوبة يحدث مرض الصدى بالقمح.

 وأكمل: «من نواتج التغيرات المناخية حدوث الصقيع والذي يحرق وراق الخضروات كما تتسبب الرياح في حدوث خسائر للمزارعين لأن الرياح الناتجة من التغيرات المناخية تنقل الرمال لأوراق المزروعات لذا يحتاج المحصول للغسل برشه بالمبيد مما يكلف الفلاح ماديا».

 

وتابع: قائلا إن الحرارة العالية تؤثر على أزهار الفاكهة لذا أي تغير بالمناخ يسبب مشاكل لذا لابد من عمل نشرة مناخية للمحاصيل لتحديد المواعيد الخاصة بزراعة المحاصيل كما بدأت الحكومة تهتم بزراعة الصوب لأنها تسهل التحكم بدرجة حرارة الزراعة ولذا هي تساهم بحل المشكلات التي تسببها التغيرات المناخية ولكنها مكلفة على الفلاح وتحتاج لدعم من الدولة بتوفير المعدات للفلاح و تدريبه على اساليب الري الحديثة.

 

التشجير والغابات

ويقول النائب فايز بركات عضو مجلس النواب السابق بمحافظة المنوفية إن مصر وضعت استراتيجية للتشجير وزراعة الغابات لمواجهة خطر التغيرات المناخية ولاستخدام النباتات في إنتاج الوقود الحيوي والألياف الطبيعية التي تستخدم في الصناعات غير الغذائية للتخلص الآمن من مياه الصرف المعالجة.

 

 

وأضاف أن مشروع تحويل الـ ١.٦ مليون فدان في مصر لغابات شجرية "مشروع مصر بافاري" لمحاربة التصحر وزحف الرمال على الأراضي الزراعية فهذه الغابات تحمي الأرض الزراعية من عوامل التعرية لأن هذه الغابات تعمل كمصدات للرياح كما أنها تساعد في خفض درجات الحرارة التي ارتفعت بسبب التغيرات المناخية.

 

وأوضح أن كل فلاح كان يزرع بعض الأشجار لتكون مصدات للرياح ولكن الآن بمشروع "مصر بافاري" أصبح ذلك مشروع قومي.

 

وينص مشروع "مصر بافارى" على زراعة الغابات بإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة والتي تبلغ كميتها أكثر من ٧ مليار متر مكعب سنويا وهذا المشروع يبدأ بإنشاء ٣ غابات وزراعتها بأشجار خشبية في سرابيوم بالإسماعيلية وبالغردقة والأقصر لمكافحة التصحر وزحف الرمال.

 

وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تشكيل لجنة لمتابعة التغيرات المناخية وأثرها على المزارعين والفلاحين في ظل تعرض البلاد لموجات التقلبات الجوية التي قد تؤثر على الأنشطة الزراعية.
وصرح  السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،  إن اللجنة ستُشكل برئاسة الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية وعضوية الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة منسقًا للجنة.


كما تضم اللجنة 13 عضوًا هم رئيس قطاع الإرشاد الزراعي ورئيس الجهاز التنفيذي لتحسين الأراضي ورئيس قطاع الزراعة الآلية ومدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية ومدير معهد بحوث البساتين ومدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة ومدير معهد بحوث المحاصيل السكرية ومدير معهد بحوث القطن
وتضم اللجنة عضوية مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي و رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات.

اقرأ أيضا:  «حيل سحرية» لتدفئة المنزل في الشتاء بدون «مدفأة»