الطبيب المصرى بالكويت:كسر يدى لن يمنعنى من حربى ضد الفيروس القاتل

  الطبيب .. الإنسان
الطبيب .. الإنسان

حوار: محمد الأصمعى ــ عمرو شاكر

الدكتور محمد إبراهيم ذلك الطبيب المصرى الذى يعمل استشاريا بالعناية المركزة بأحد المستشفيات بالكويت هو نموذج للشباب المصرى يحتذى به فى تأدية واجبه نحوالمرضى ودوره فى أداء رسالته الإنسانية فى التصدى لفيروس "كورونا " المستجد بعد رفضه الحصول على إجازة رغم كسر يده عقب تعرضه لحادث اعتداء من أحد أقارب مصابة بالفيروس.

لم يكن يدور بخلده أن تأدية واجبه وحرصه على سلامة المرضى وذويهم سيعرضه للاعتداء.. لكن هذا ما حدث للطبيب المصرى الذى فوجئ أثناء قيامه بأداء عمله بـ«مستشفى الرازي» بأحد أقارب إحدى المريضات (مصابة بفيروس كورونا) يقتحم العناية المركزة بالمستشفى الذى يقع ببرج الرازى، وعندما حاول الطبيب منعه خشية انتشار العدوى انهال عليه الجاني بالضرب مما أدى إلى كسر يده اليمنى وتم تحرير محضر بالواقعة بمخفر الشويخ.. وقد منحت إدارة المستشفى الطبيب إجازة عقب تعرضه للاعتداء لحين تماثله للشفاء إلا أنه أصر على الحضور فى اليوم التالى لتأدية واجبه الإنسانى نحوالمرضى فى التصدى لجائحة كورونا.

وقد استنكرت وزارة الصحة الكويتية حادث الاعتداء على الطبيب المصرى أثناء تأدية عمله وواجبه الإنسانى مشيرة إلى أنه سلوك مستهجن ومرفوض.

وأكدت أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية وأنها لن تتهاون بأى شكل فى محاسبة المعتدى واتخاذ الإجراءات التى تحفظ حقوق الطبيب والمستشفى وحماية جميع مقدمى الرعاية الصحية والعاملين فى المرافق التابعة للوزارة.

ووفقا لقانون مزاولة مهنة الطب والمهن المساعدة لها بالكويت وتحديدا المادتين " 71 و72" فإن عقوبة التعدى الجسدى هى الحبس لمدة 5 سنوات وغرامة تصل إلى 10 آلاف دينار أوإحدى العقوبتين وبالنسبة لعقوبة التعدى اللفظى هى الحبس لمدة 3 سنوات وغرامة تصل إلى 3 آلاف دينار أوإحدى العقوبتين.

«أخبار اليوم» أجرت اتصالا هاتفيا بالطبيب المصرى.. رغم حزنه بسبب تلك الواقعة إلا أنه راض بقضاء الله، وما يشغل باله هوقلق أسرته عليه، وقال إنه يؤدى رسالته بكل ما أوتى من قوة، وأنه يراعى ربه فى عمله خاصة أن مهنة الطب هى رسالة قبل أى شىء، لذا أصر على الحضور للمستشفى رافضا أن يحصل على إجازة خاصة فى ظل جائحة كورونا التى تتطلب التصدى لها بكل السبل.

وأضاف الطبيب المصرى أنه يعمل بدولة الكويت الشقيقة منذ 16 عاما وأن تلك الحوادث الفردية لا تترك أثرا بين الشعبين الشقيقين، وأنه يراعى دائما الحالة النفسية لأهالى المرضى وحرصهم على ذويهم، لكن يجب أن يتكاتف الجميع لمنع انتشار العدوى مؤكدا أنه مادام فيه قلب ينبض فإنه لن يتوانى عن إنقاذ المرضى.