«القرنة» مركز يتفنن في نحت الصخر.. مصنع مفتوح لإنتاج التحف | فيديو

مصنع مفتوح لإنتاج التحف
مصنع مفتوح لإنتاج التحف

◄ مهنة أسرية يعمل بها الكبير والصغير في القرنة

◄ الأحجار تجلب من الجبال على بعد 45 كيلومتر من وادي الملوك

الأقصر: عبدالعزيز حمادي

في القرنة يمكنك رؤية ما كان يفعله المصري القديم الذي قدم فنا عجز العالم أمام تقليده، فحتى اليوم أهالي تلك القرية ينحتون في الصخر لصناعة التحف في مهنة توارثوها من الأجداد.

وفي كل بيت بالقرنة ستجد هذه المهنة، التي يتعاون فيها الجميع من الكبير للصغير، والتي  تتمثل في صناعة التحف الأثرية والقديمة والأحجار الكريمة.

ما هو «الألباستر»؟

«الألباستر».. وهو حجر يستخرج من باطن الأرض من الجبال على بعد ٤٥ كليو متر من وادي الملوك بالأقصر، وله أنواع كثيرة ومتنوعة ومتعددة وهي المرمر والجرانيت والحجر الجري والحجر الرملي والبازالت.

اقرأ أيضا| بديعة مصابني.. خصصت سيارتها لتوصيل الفقراء وإيراداتها للأيتام

وتشتهر «القرنة» دون غيرها من البلاد بصناعته وتتوارث الأجيال الجديدة من الآباء والأمهات العمل في هذه الحرفة، ولكن نظرا لظروف الصعبة والتي تمر بها البلاد أقدم الكثير منهم إلى ترك الحرفة.

ألوان وصلابة

يقول حجاج المرسي، أشهر صانع للتحف والتماثيل بالأقصر، إن المرمر أو الألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد منه نوع ذو لون برتقالي، وتتكون تركيبة المرمر من الجبس، وتركيبه الكيميائي كبريتات الكالسيوم  CaSO4 · 2 H2O، ولكن يتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعياً، وقد استعمله القدماء في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة ونقوم بلف القطع بالقماش والغرة حتي تتشابك الخطوط العريضة الموجودة في الحجر.

ويشير إلى أن صناعة الألباستر تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، وضواحيها والتي توارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، مؤكداً أنه يتم صناعتها بطرق مميزة للغاية درسها أبناء المهنة على أيدي أجدادهم وآباءهم، واصفا «مهنة صعبة وعايزة نفس طويل».

اقرأ أيضا| تمثال «بيبى الأول» مصنوع من الالباستر المصري

حجر يضيء في الظلام

ويؤكد «مرسي» أن الأدوات المستخدمة تتشابه كثيرا مع ادوات الفراعنة وهي خفيفة مثل  الشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج في أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة هي من «الألباستر».

وعن نوعية التحف يقول «مرسي» إن الحجر الأسود البركاني، والجرانيت والحجر الجيري يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذي يسمى بـ«نور الصباح»، حيث أنه ينير في الظلام. 

صناعة دقيقة

ويؤكد أن صناعة «الألباستر» دقيقة للغاية ويتم صناعة التحف الأثرية والقديمة وأشكال حسب الطلب منها مايستغرق ٩٠ يوميا ومنها ١٠ أيام وأسبوع ويوم واحد واشكال حسب الطلب عليها وأصعب مرحلة مرحلة التغريغ من الداخل ويكون بحرص شديد خوفا من الكسر وهناك أعمال يدوية فردية  وهناك عامال تحتاج إلى  مجموعات ١٥ حتة تحتاج إلى ٣ عمال وتسغرق ١٠ أيام لو تمثال من الجرانيت يتطلب ٣ شهور لكن المسلة في يوم واحد حسب قدرة الفنان

وأضاف  حجاج مرسي  صاحب مصنع تحف مصنوعة من «الألباستر»  أنه من أهم أشكال الألباستر الملوك الفراعنة  الملوك مثل «رمسيس الثاني وتوت عنخ آمون ونفرتيتى»، وكل ما يدل على الأشكال الفرعونية، وأشكال لأمور مقدسة عند الفراعنة مثل الجعران المقدس وهو رمز الشمس المشرقة، وتماثيل رمسيس  الثاني وفازات الألباستر اليدوى الشفافة الجملية المنحوتة بالأيدي  الهواه

أسعار التحف

وعن أسعار التحف المصنوعة من «الألباستر»  أن الأسعار الخاصة بالألباستر تبدأ من ٥٠ جنيهاً حتي و١٠٠ والكبيرة تصل ٥٠٠ جنية والسياح يأتون  إلى هنا ومعهم اسرهم وزيادة السعر تكون مختلفة حسب الحجم أو نوعية التصنيع والخامة، ومع ارتفاع سعر الدولار والبنزين وتكلفة نقل الأحجار الخاصة بالألباستر ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة. ولكن الإقبال  هذه الأيام قليل جدا ولكن نعمل بجدا على أمل عودة السياحة إلى سابق عصرها.

ومن جانبه يقول "توتا" أحد العمال بحرفة النحت أن البر الغربي لمحافظة الأقصر هو أكثر الأماكن التي تجيد فن النحت بالأقصر هو المصدر الأول لصناعة فن التحف من الألباستر، حيث يضم أكثر من ٤٠ مصنعا تنتشر بمختلف أنحاء مركز القرنة ومناطق مدينة القرنة وتوابعها ويقوم داخلها نجوم المهنة بالعمل منذ السادسة صباحاً في عملية تصنيعه بأدوات يدوية لخروج التحف بالأشكال المميزة التي تتواجد في صالات العرض المختلفة الخاصة بالمصانع بالأقصر.