حكايات | حلاوة الست غنية.. صعيدية تطعم 12 ابنًا من «رزق الفأس»

الست غنية محمد
الست غنية محمد

بالرغم من التجاعيد التي ظهرت في وجهها، لا تزال ابتسامتها تغطي ملامح المشقة والتعب.. ببساطة أم استطاعت أن تطعم أبناءها بالحلال، تحملت قسوة الحياة خاصة بعد وفاة زوجها، فربت أيتاما من خلال عملها الشاق.

منذ صغرها، تحملت المشقة والتعب، بدأت مبكرا في العمل في الزراعات، حاملة فأسها، لتزرع الأرض، حتى تجني ثمار تعبها لم تعر اهتماما لغمز هذا أو لمز ذاك، كان هدفها الأول والأخير هو الرزق الحلال من أجل الصغار.

هنا في قرية الحلة التابعة لمركز قوص جنوبي قنا، ضربت الست غنية محمد 65 عاما، مثالا جديدا من عمل المرأة، التي تتحمل الصعاب من أجل تربية أبنائها، البالغ عددهم 12 منهم 8 إناث و4 ذكور، تعمل جاهدة لتربيتهم خاصة بعد وفاة زوجها.

"باكل من عرق جبيني ولا يوم مديت يدي لحد ولا خدمت عند حد".. هكذا تقول غنية النفس كما يطلقون عليها هنا في قريتها، فيدها ظهرت عليها التشققات منذ نعومة أظافرها، من حمل الفأس والحرث والعمل في الزراعات التي تقطن فيها وأسرتها في أرض مملوكة للحكومة.

تستيقظ الست غنية، في الصباح الباكر، وتحمل فأسها، لتبدأ رحلتها الشاقة في مهنة لا يعرف امتهانها إلا الرجال، بسبب مشقتها، وتعود في الظهر إلى منزلها لتتناول الغذاء، ثم تعود للزراعات مرة أخرى للعمل حتى غروب الشمس، لتأكل ما تحصده، ولسد جوع ابنائها.

تقطن الست الصعيدية، في منزل مبني من الطوب اللبن، لا يوجد به أي أنواع من الرفاهية، ولكن بالرغم من قسوة العيش فيه، يملأ الرضا والأكل الحلال بيتها ويضفي خيرا أوع على كل جنباته ففي النهاية السعادة في القلب وراحة البال.

اقرأ أيضا| حكايات| جمال «رباني».. نساء من الأندلس في «المريس» الصعيدية

لا تطلب الست غنية، مساعدات مادية من أحد، إلا أن أملها وظيفة لابنها الذي أصيب في حادث منذ 5 سنوات، وأن تحسن خاتمتها بالحلال لتثبت للعالم أجمع أنها أدت رسالتها على أكمل وجه ولم تشكو يومًا من ضيق رزق أو ثقل المسؤولية.