حكايات| صديق ماكينات الري.. الأسطى عبدالقادر «فنان» المفكات والمفاتيح

 صديق ماكينات الري.. الأسطى عبدالقادر «فنان» المفكات والمفاتيح
صديق ماكينات الري.. الأسطى عبدالقادر «فنان» المفكات والمفاتيح

كتب: حمد الترهوني 

بابتسامة عريضة تضىء ملامح وجهه يجلس وسط الأراضي الزراعية، ويديه مغموسة بالزيت المحترق.. هكذا كانت حالة الرضا على وجه الأسطى عبدالقادر الذي يعمل في مهنة الآباء والأجداد المحببة إلى قلبوبه من الصغر. 

 


عبدالقادر - صاحب الـ35 عاما -  منحه أهالي قرية عرب أبوقلتة التابعة لمركز ملوي جنوب المنيا لقب «الأسطى»، بعد أن أصبح صديق ماكينات ري الأراضي الزراعية والذي يبحث عن آلام أعطالها ويسارع إلى كتابة روشتها لعلاجها وإعادة تشغيلها.

 

توارث الأسطى عبدالقادر مهنته عن والده، منذ أن في عمر الـ10 سنوات، تراه مثقفا في حديثه رغم ما قضاه من عمر  وسط رائحة الجاز والزيوت حتى وصل لمرحلة عشق «مكن الري»؛ حيث لا يزال يحتفظ بأدوات صيانة ماكينات الري البدائية والتي يلجأ إليها في كثيرٍ من الأحيان حتى الآن.

 

 

ويتحدث عبدالقادر عن مهنته فيقول: «والله أنا باشتغل عشان أكسب قوت أولادي بالحلال.. عندي أولاد ومحتاجين مصاريف ولو قعدت مين يصرف عليهم والعيب في شغلانتنا دي إنها مش دايمه على طول ممكن في الأسبوع تجيلك مكنة أو اتنين بالكتير».

 

اقرأ أيضًا| فاقد الشئ يعطيه.. «بولا» يصلح الأحذية بـ«الزحف على كفيه» 

 

حديث صديق ماكينات الري تسيطر عليه لهجة الريف البسيطة ملقيًا بـ«طاقيته» على جبهته ليقول: «ما زالت أعمل في مهنة ميكانيكي لماكينات الري أو الشفافيط زي ما بنقول عليها هنا والتي لا يستغنى عنها أبدا الفلاحين، والتي تحمل معاني الزمن الجميل في بساطة استعمالها».

 

 

ويمضي الأسطى عبدالقادر ابن قرية عرب أبو قلتة في حديثه بقوله: «هنا ممكن واحد يشتري شافطة للري ويأجرها للمزارعين أو الفلاحين يجمعوا من بعض ويشتروا مكنة ليهم.. أنا بأحب اعرف الفلاح ايه طبيعة العطل».

 


ويروي: «أمر كل يوم.. ولما حد ينده علي أقعد واقوله المكنة دي فيها عطل في رشاش الجاز هنفكه ونغيره عشان عمره الافتراضي انتهى ويعتبر الرشاش هو قلب الشافطة أو الماكينة النابض بيوزع الجاز حتى يصل إلى الفونيه ومنها إلى الخزنه تدخل إلى الجلبه والبستم تعمل حرق الجاز ومن هنا تشتغل المكانية».

 


لكن ورغم متعته للجلوس أمام ماكينات الري يقول عبدالقادر: «المهنة دي حرمتني من التعليم بعدما تركت الدراسة وأنا في الصف الرابع الابتدائي.. وفي النهاية نفسي يكون عندي مشروع أربي وأعلم منه ولادي».