إنهــا مصـــــــر

محضر استلام الوطن!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

الرئيس السيسى لم يتسلم مصر غنية ولا قوية ولا مستقرة ولا آمنة، ولكنها كانت مثل عزيز قوم تكالب عليه اللئام وأضمروا له كل أنواع الشر، وتداعى على أحوالنا "اللى يسوى واللى ما يسواش"، ومنهم للأسف الشديد أشقاء وبعض المصريين كانوا يتآمرون ويشمتون.
الرئيس تسلم البلاد وهى على شفا حرب أهلية وقودها المصريون، فأنقذها من الضياع، ولو اشتعلت لأتت على الأخضر واليابس، فى بلد تعداده مائة مليون، لا يمكن أبداً أن يُترك مصيرهم للخطر والضياع.
أعيدوا الشرائط والتسجيلات لميادين التحرير ورابعة والنهضة والطرق والكبارى و"اللهو الخفى" والحرائق وتدمير المنشآت العامة والخاصة واقتحام السجون وأقسام الشرطة ومختلف المحافظات، وكيف كانت مصر "فرجة" لدول العالم، وتتسلى شعوبها صباحاً وفى المساء والسهرة على ما يحدث فى أراضيها من فوضى وشغب، وكان أشد المتفائلين يحدد عشر سنوات على الأقل حتى يعود الهدوء والاستقرار إلى الشارع وتعود مصر إلى المصريين.
ووصلت الخيانة ذروتها فى تسريب أسرار الجيش وتسليحه ومعداته وملابسه إلى مخابرات دول أخرى، وتضمنت أوراق محاكمات رموز الإخوان وثائق ومستندات مذهلة، خرجت من مكتب الرئيس الإخوانى، ولكنهم كانوا على يقين - رغم الخيانات - أن مصر ستظل مستعصية عليهم، طالما ظل جيشها قوياً ومتماسكاً.
وتكالب الأشرار على لقمة عيش المواطنين تحديداً، فأصبحت الأزمات التموينية والمعيشية برنامجاً يومياً، وقبل أن تنتهى أزمة الخبز، تظهر أزمات فى كل اتجاه، الدواجن والأسماك واللحوم وألبان الأطفال والأدوية والبيض والفواكه والخضراوات والبوتاجاز والمحروقات وكانت الكهرباء تختتم المشهد بالانقطاع طول الليل والنهار، وعمدت الضغوط إلى إحداث قلاقل وإضرابات، والوصول بغالبية المصريين ما أسموه "استعادة الثورة".
ووصلت المؤامرة ذروتها بحشد الإرهابيين فى سيناء، من كل المستنقعات القذرة فى العالم، ورفع رئيس الدولة الإخوانى شعار "الحفاظ على الخاطفين والمخطوفين"، فأضفى على الإرهاب شرعية رئاسية وحاولت جماعته إنشاء ميليشيات مسلحة تابعة لها وليس للدولة المصرية، مما أغضب القوات المسلحة، ورفعت درجات اليقظة لأقصاها، فلا يمكن لجيش وطنى أن يترك بلاده فى يد زمرة من الخونة والمتآمرين.
كانت كرامة البلاد مستباحة، وتعبث فى أراضيها قوى أجنبية شريرة، تحاول أن تجعلها مستنقعاً لأجهزة المخابرات فى العالم، وكنا نعتصر ألماً حين نرى مؤامرات لكيانات أجنبية كبيرة وصغيرة تنتهك السيادة الوطنية، وتجند عملاء خارجيين ومحليين.
كانت مصر تتعاطى العنف والإرهاب والشغب والحرق والتدمير، وتتحكم فى مصيرها جماعة إرهابية قررت أن تحكم البلاد أو تحرقها، ولو حدث ما تعرضت له مصر فى أقوى الدول وأغناها لانهارت وضعفت.
سألنا أنفسنا فى ذلك الوقت، لماذا يغير الإخوان الدستور بإتاحة التنازل عن بعض الأراضى المصرية بموافقة مجلس النواب الإخوانى؟.. وتسربت الأسرار التى تشير إلى صفقات إخوانية للتفريط فى بعض الأراضى لصالح مشروعات إقليمية ودولية، فى مقابل السماح للإخوان بإحياء مشروع الخلافة.
واستمر الوطن ينزف حتى حانت "ساعة الخلاص".