كشف حساب عام آخر

نسرين موافي
نسرين موافي

بقلم | نسرين موافي

 

كشف حساب
عام آخر مر و لأول مرة لا أدري  كيف أقيمه .. عام في منتهي الصعوبة، خسرت فيه و ربحت كالعادة لكن الأيام كانت ثقالا.. عام صعب بالرغم من مكاسب أعدها عظيمة.

و أنا أكتب كشف حساب عام مضي في عمري أميل دائماً لجلد الذات تعظيم الخسائر و التقليل من شأن المكاسب 
نعم .. فهذا أحد عيوبي ، أجلد نفسي خوفاً من جلد الآخرين، طريقة  احتفظ بها بقوتي و صلابتي في وجه المنتقدين و لا أفقد هدوئي اقيس بعقلانية  كلماتهم و احاول أن اصحح اخطائي.. فأنا بطبعي متصالحة مع عيوبي و أخطائي بل أني أقدرها بل و ممتنة لوجودها فلولا عيوبي و معرفتي بها  ما حاولت أصلاح ذاتي و لولا اخطائي ما شعرت بالندم أو الألم و هي مشاعر تعطيني الأحساس بأني لازلت علي قيد الحياة.
 
اعترف بأني أحب بعض عيوبي  بل و أجدها مثيرة للإهتمام في عيني، فهي تكسبني احساس الطفولة التي لازلت احن لها و بشدة لذا فاني لا أحاول أن أصلحها أو أتخلي عنها بل كثيراً ما استدعيها خوفاً من تلاشيها مع الوقت و لعنة النضج التي قد تقتلها.
 
فقدت أشخاص حسبتهم يوماً أصحاباً، نعم  لم يرقوا لمرتبة الصداقة فلم نختبر العلاقة بالزمن أو المواقف لكن خسارة البشر مؤلمة إلا أن صِدق حدسي فيهم يعزيني.

احساس الأمان مازال مفقوداً منذ وفاة والدي و فشلت كل محاولاتي في استعادة و لو جزء منه لكني بدأت أتأقلم مع فكرة أني سأكمل حياتي سنداً لنفسي أبذل قصاري جهدي لأُشعرها بالأمان فهذا أفضل ، فلا يوجد مخلوق علي وجه هذه الأرض يستطيع أن يعوضني جزء من أمان فقدته برحيل ضهري و سندي ولا أحد يصلح لمليء فراغ روحي بل إني ايقنت أن لا أحد يفهم احتياجات الآخر فقط لأن لا أحد يسمع فالجميع يتكلم .

مازالت الوحدة خياري الآمن و الأكثر هدوئاً و راحة، عزلة تكفي أعصابي شر الانفعالات بالرغم من أني تقدمت كثيراً في السيطرة علي غضبي و رد فعلي لكني خسرت كثيراً من صحتي في طريقي لتلمس بداية هذا الطريق، طريق الثبات الأنفعالي لكني اتمني أن احتفظ بالبقية الباقية من هذه النعمة.

فقدت الكثير من الأحاسيس فقل ما يسعدني و زادت فترات صمتي، حُيدت كثير من مشاعري ، فقدت كثير من شغفي في الحياة الا اني أؤمن أن هذه ضريبة الزمن و طريق النضج الحتمي ، نعم لا يعجبني الا إنه مريح.

زدت قرباً من أشخاص أثروا أفكاري و قدموا لي الجديد قدموا لي الدعم و التشجيع بل و دفعوني دفع لإنجاز ما خجلت و جبنت أن أفعله فأنا ممتنة جداً لوجود من تبقي منهم في حياتي و سيظل لمن رحل منهم دين في رقبتي إلى يوم الدين.

ايقنت أن في بعض الأحيان يكون المثل غير صحيح فقد يصبح ( اللي ماتعرفوش احسن ألف مرة من اللي تعرفه )
فقُرب من لم أعرف سابقاً أسعدني و أضاف لنفسي.
 
تأكدت أن لا فوات لما قُسم لك فالواهب هو الله فعندما تأكدت أن لا جديد يرجي ظهر من اصدقائي من أعطاني فرصة عمري أن أعبر عن ما في صدري ليتعدي اوراقي و يتطلع عليه الناس فأنا ممتنه لك كثيرا يا صديقي.

ممتنة كثيراً لاني لم افقد أحد من دائرة ثقتي  أصدقائي المقربون الذين قربهم الألم و العقبات و بعض الفضول ليجروا مني مجري الدم من اتجرد معهم من اي حسابات.
 بير أسراري من يراني دائما المرأة الخارقه التي تستطيع فعل أي شيء و كل شيء و لا شيء يوقفها فأخجل أن أخلف ظنه 
صديقي الأصيل رمانة ميزان العقل و البعد الآخر للامعقول صاحب النظرة الأشمل و منقذ الأزمات.. أولا و أخيرا قطعة مني ، من أستطيع معها أن اعاتب و أغضب و الأهم أن أواجهه دون أن أخشي تغير القلوب.
أكثر البشر شبهاً لي و أكثرهم معرفة بعيوبي قبل مميزاتي و أكثرهم انكار لهذه العيوب  في العلن و جلداً لها سراً 
من تفهم مشاعري و لا تحاسبني عليها و لا تحاكمني بل تتفهم و تشعر و تدافع.

في النهاية لا أعتبر أنه عاماً سيئاً رغم ثقل ايامه و طولها و كثرة أحداثها يكفني أن هناك الآن من يعرفني من كلماتي فكل قاريء لكلمة مني أنا ممتنة لوجوده جداً.
ممتنة لأني لم أفقد من أحب و زاد أصدقائي 

نعم كثيرة أنعمها الله عليّ ممتنه لها جدا 
فهذا فضل لا أستحقه الا لانه من الكريم العاطي 
فالحمد لله مليء السموات و مليء الأرض و مليء ما بينهما

 

اقرأ أيضا| ابنة عمرو دياب: والدي يمتلك مميزات عديدة